تَفاوُض فوق "فوهة المدفع" بين بيروت وتل أبيب

تَفاوُض فوق "فوهة المدفع" بين بيروت وتل أبيب
تَفاوُض فوق "فوهة المدفع" بين بيروت وتل أبيب

إنه التفاوض فوق فوهة المدفع.

هكذا يمكن اختصار مسار المفاوضات "بالواسطة" التي تجري بين بيروت وتل أبيب عبر واشنطن حول النزاع الحدودي البحري والبري المتّصل بمساحة 860 كيلومتراً مربّعاً في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان تضمّ أجزاء من بلوكات نفطية وتدّعي إسرائيل أن لها ملكية فيها، وبالجدار الفاصل الذي باشرت الدولة العبرية إقامته على الحدود الجنوبية للبنان الذي يرفض أن تبلغ بلوكات الإسمنت التي يتم رفْعها 13 نقطة يتحفّظ عنها على "الخط الأزرق".

وبات واضحاً لدى أوساط سياسية متابعة في بيروت أن هذا النزاع، الذي دخلت الولايات المتحدة على خطّه بـ "ثقلها" الديبلوماسي لم يوضع على الطاولة إلا ليصل إلى نهايةٍ يصعب تَصوُّر أن تكون على طريقة "لم نتوصّل الى اتفاق"، في ظلّ أمريْن:

الأول استشعار اسرائيل بأن توقيع لبنان قبل أيام عقود التنقيب والاستكشاف مع ائتلاف الشركات الروسية - الفرنسية - الإيطالية في البلوك 9 تحديداً (يقع جزء منه في المنطقة المتنازَع عليها) يمنحه "ورقة قوة" دولياً تعزّز موقفه الذي يتمسكّ بسيادته على هذه المنطقة التي تحتوي أيضاً على قسم كبير من البلوك رقم 8 الذي يُعتبر من الأكثر احتضاناً لمكامن نفطية وغازية.

والثاني أن تَقاطُع هذا الملف مع المناخ المحتدم في المنطقة ولا سيما في سورية ومع اشتداد المواجهة الأميركية - الاسرائيلية مع إيران وذراعها الرئيسية "حزب الله" يجعل تل أبيب تعتقد أن بالإمكان استخدام أكثر من عنصر ضغط على بيروت في محاولة لبتّ النزاع البحري بما يخدم مصالحها الاقتصادية وفي الحدّ الأدنى إبقاء هذا "الفتيل" (وبشقّه البري أيضاً) جاهزاً للاشتعال عندما تقتضي أجندتها التي تتصدّرها أولوية التصدّي لوجود إيران على خاصرتيْها السورية واللبنانية.

وانطلاقاً من هذه المشهدية، تتعاطى الأوساط السياسية مع قفز موضوع النزاع البحري - البري إلى الواجهة بقلقٍ ولا سيما أن تل أبيب هي التي اندفعتْ لإثارته عبر إصرارها على بناء الجدار الفاصل الذي ستَستكمل الأعمال فيه ابتداء من الاربعاء المقبل بالتزامن مع ادعاء وزير دفاعها افيغدور ليبرمان ملكية بلاده للبلوك رقم 9، قبل ان تنطلق الوساطة الأميركية عبر ديفيد ساترفيلد مروراً بزيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون للبنان، وترْكه ساترفيلد يعمل على خط بيروت - تل أبيب، وكل ذلك على وهج تصعيد إسرائيل حيال "حزب الله" على خلفية اتهامه بتطوير صواريخ في مصانع تقام في البقاع اللبناني والجنوب ونقْله أسلحة كاسِرة للتوازن بملاقاة قرارٍ حاسم من واشنطن بمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

(الراي الكويتية)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان