من لبنان انهى وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو جولته الشرق اوسطية التي قادته ايضا الى الكويت واسرائيل، حيث معظم المواقف العلنية التي عبر عنها كانت تحمل تصويبا مباشرا وعالي اللهجة ضد ايران وحزب الله، الامر الذي يؤكد بحسب مصدر ديبلوماسي ان المواجهة الاميركية مستمرة، لا بل ستزداد حدة في الاشهر المقبلة وستترافق مع عقوبات جديدة تشمل ايضا حزب الله وسوريا، وقد بدأت تطل برأسها من خلال مشاريع قوانين تطرح تباعا على الكونغرس الاميركي، اضف الى ذلك اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، منذ يومين، أنه “حان الوقت” لتعترف واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967، من خلال تغريدة له على “تويتر”.
واشار المصدر، عبر “أخبار اليوم” الى انه على الرغم من الرفض العارم الذي قابل هذه التغريدة، الا انها قد تكون قابلة للتطبيق مقابل اتفاق او صفقة مع الرئيس السوري بشار الاسد، فيبقى في السلطة إذا تخلى عن الجولان ونفّذ القرار بانسحاب ايران من الداخل السوري!
واشنطن هنا
وبالعودة الى جولة بومبيو، قال المصدر: في الظاهر كرر الموقف الاميركي المعروف من إيران وحزب الله، لكن في الخلوات التي عقدت والاجتماعات الثنائية تطرق البحث الى ملف النفط والغاز في المياه الاقليمية للدول الواقعة على ضفاف البحر المتوسط.
واضاف المصدر: سياسة النفط والغاز في الشرق الاوسط خاضعة للنفوذ الاميركي، وهذه رسالة موجهة الى كل من موسكو وانقرة، واشنطن هنا، وحاضرة ايضا.
انبوب غاز
وفي هذا الإطار جاء ما أعلن عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي حول التعاون مع قبرص واليونان، الذي يتم بإشراف وتشجيع من الولايات المتحدة، ووصفه بـ “أقوى وأفضل تعاون إقليمي في العالم”.
وكان نتنياهو يعقّب بذلك على لقاء القمة الذي استضافه، بحضور الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس الماضي.
وقال نتنياهو: إننا نخطط لتشييد أنبوب غاز يسمى (East – Med Pipeline) والتي سيمرّ من إسرائيل، عبر قبرص واليونان إلى أوروبا، مما سيفيد أسواقنا الاقتصادية، ويمنح مواطنينا الاستقرار والازدهار، كما سيسهم في تنوع موارد الطاقة لدى القارة الأوروبية.
واضاف المصدر: هذا اول تحدي مباشر الى روسيا، التي كانت الوحيدة التي تصدّر الغاز الى اوروبا من، معتبرا ان مدّ مثل هذا الانبوب لا ينفصل عن الحرب الدائرة في سوريا، مذكرا بالعرض الذي قدم الى دمشق في العام 2012، عبر قطر (قبل ان تدعم المعارضة عسكريا) لإنشاء خط غاز ينطلق من السعودية الى الاردن فسوريا وصولا الى اوروبا، لكن دمشق التي طلبت مهلة، تشاورت مع روسيا وعادت بعد ستة أشهر لرفض الطرح القطري، ما يفهم من ذلك انها فضلت الخط الذي يمر من طهران عبر العراق وسوريا، الذي كانت تحاول إيران انشاءه.
وتابع المصدر، على اي حال، فان اي انبوب اليوم يُراد انشاؤه في الشرق الاوسط، ستكون بوابته اسرائيل، الى جانب اتمام المصالحة بين السعودية وقطر.
البلوك 9
وردا على سؤال حول تلزيم البلوك 9، الواقع في المياه الاقليمية اللبنانية التي تسعى اسرائيل الى افتعال مشكلة بشأنه، اجاب المصدر، باختصار يمكن تلزيمه الى شركة اميركية التي تقسم ما قد يحتويه من مخزون بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي.
الاعلان المشترك
وتذكيرا، كانت دول أوروبية قد وقّعت مع إسرائيل في العام 2017 على “الإعلان المشترك” القاضي “بتعزيز العمل الهادف إلى مد الخط البحري لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا في غضون 8 سنوات مقبلة”. وينص الاتفاق على مد خط غاز في أعماق البحر بطول 2000 كيلومتر، والذي سيكون الأطول في العالم، وسيتيح لإسرائيل تصدير الغاز للدول الموقِّعة على الاتفاقية ولدول البلقان ودول أوروبية أخرى.
ويشمل المشروع إقامة أنبوب بحري بطول 1300 كيلومتر من حقل الغاز شرقي البحر المتوسط حتى جنوب اليونان، وكذلك أنبوب بري بطول 600 كيلومتر باتجاه غرب اليونان، بحيث يرتبط بأنابيب قائمة من أجل نقل الغاز إلى إيطاليا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي. كما تشير التقديرات الأولية إلى أنه سيتم نقل نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً. وتخطط إسرائيل إلى مد أوروبا بالغاز الطبيعي بدءاً من 2025 عبر خط أنابيب يبلغ طوله 2100 كيلومتر يسمى “إيست ميد”.