أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم الى أنه “يتبيّن كلّ يوم أكثر فأكثر الحاجة الى القيام باتصالات مع المجتمع الدولي على خلفية ملف النازحين، بينما يحصر البعض العمل في إطار مساعي النظام السوري الى التسريع بالتطبيع معه، رغم ألا توافق عربياً كاملاً لحصول ذلك”.
ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “الوضع في سوريا غير ثابت الى الآن رغم حرص البعض على تأكيد ما يناقض ذلك، والدليل الأبرز هو أن كلّ قسم من سوريا تسيطر عليها جهة مختلفة عن الأخرى، ما يستوجب التواصل مع جهات عدّة في الأمور الداخلية السورية. ولهذا السبب، نشدّد على أن الأنجح في العمل على ملف النزوح هو الذهاب نحو التواصل مع المجتمع الدولي رغم كلّ شيء، وخلق الفرص الجديّة للعودة بالتعاون معه، ومن هنا أتت المبادرة التي أطلقها وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيوميجيان”.
وأضاف واكيم: “بعض الأطراف اللبنانية لا تركّز إلا على مصالحها السياسية مع السوريين. ولكن الروس قاموا بمبادرة عاد بموجبها بعض النازحين الى بعض المناطق السورية. هنا نسأل، ماذا كانت النتيجة؟ ذهب النظام السوري باتّجاه تطبيق التجنيد الإجباري على العائدين، بالإضافة الى توقيف العديد منهم، وهذا ما لم يشجّع الكثيرين في ما بعد على العودة، رغم المبادرة والرعاية الروسية”.
وتابع: “هذا الأمر دفع الروس أنفسهم الى مطالبة النظام السوري بإلغاء الملاحقات المتعلقة بالتجنيد الإجباري. ومن هنا، يظهر أن الحلّ ليس بالتواصل مع هذا النظام القمعي الذي لم يتغير الى الآن، خصوصاً أنه لم ينجح في هذا الإطار. كما أنه لا يريد إعادة النازحين أصلاً، والدليل على ذلك يكمن بأن أحداً لم يَعُد يتحدث عن مبادرة “حزب الله” لإعادة النازحين، رغم أن “الحزب” هو من أشدّ الأطراف اللبنانية المقرّبة من النظام السوري. والسبب في ذلك يعود الى أن النظام لا يريد إعادتهم”.
وشدّد واكيم على أن “لا شيء اسمه “نكاية”، ولا يُمكن مواجهة المجتمع الدولي من أجل المصالحة مع النظام السوري، لا سيّما أننا نحتاج الى المساعدات الاقتصادية وحتى السياسية الدولية. ولكن سياسة الوزير جبران باسيل في ملف النزوح يُمكنها أن تساعده في معاركه اللّاحقة وفي بعض المواضيع السياسية الداخلية”.
ورأى أن “الاستمرار في العمل على ملف النزوح بما يواجه المجتمع الدولي يضع برامج الدعم الدولية، وكل ما يتعلّق بلبنان على طاولة البحث حتماً، إذ لا يُمكن طلب المساعدة الدولية وفي الوقت نفسه معاداة المجتمع الدولي. لا ننكر أنه (المجتمع الدولي) يهتمّ بمصالحه الخاصّة أولاً في هذا الملف كما بسواه، ولكن علينا ممارسة الضغط بذكاء، من خلال الإضاءة على الوضع الديموغرافي في لبنان وتأثير ملف النزوح فيه، كما بالعمل على ما يحفّز ويسهّل عودة النازحين، وهذه نقطة لا بدّ من تعاون دولي في شأنها”.