أكد نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني أن إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية وضع لبنان على أبواب الاستفادة من تمويلات تصل إلى 11 مليار دولار تم جمعها خلال مؤتمر “سيدر” الدولي لدعم الاقتصاد اللبناني، الذي انعقد أخيراً في باريس، مشيراً إلى أن هذه التمويلات ستركز على تمويل البنية التحتية.
وأوضح حاصباني، في تصريحات لـصحيفة “الاتحاد” الاماراتية على هامش مشاركته في فاعليات القمة العالمية للحكومات، أن لبنان قادر على المضي قدماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية كانت قد اتخذت خطوات رئيسة نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وسعت إلى إرسال إشارة إيجابية حول التزام لبنان وتصميمه على تطبيق أجندة 2030، وذلك من خلال إطلاق اللجنة الوطنية للتنمية المستدامة في حزيران من عام 2017 تألّفت من الوزارات والمؤسسات العامة كافة، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص؛ بهدف بناء شراكة متكاملة لوضع إطار عام يساعد على وضع الخطط لكل الوزارات ودمجها معاً لبلورة خطة شاملة تتم ترجمتها من قبل الحكومة، وصولاً لتحقيق هذه الأهداف.
وأكد أن تشكيل الحكومة الجديدة منح دفعة كبيرة لمواصلة الجهود المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في لبنان وفقاً للأولويات، بعد أن بات لبنان على أبواب الاستفادة من مؤتمر سيدر في باريس العام الماضي لتمويل البنية التحتية اللبنانية بمبلغ 11 مليار دولار تقريباً، مشيراً إلى أنه لترجمة هذه الوعود علينا إيجاد معادلة شفافة لتطبيق هذه المشاريع، ووضع إطار عام مستقبلي لإنجاحها واستدامتها. وأكد أهمية العمل على ضمان استدامة المشروعات التي سيتم تمويلاها من خلال هذه الأموال بأن تكون ذات جدوى اقتصادية واجتماعية سريعة، لافتاً إلى أن أهداف التنمية المستدامة تشكل الإطار الصحيح لضمان ذلك.
وفيما يتعلق بأولويات لبنان حول أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، أوضح حاصباني، أن الأولويات تتفاوت من هدف إلى آخر، فالنسبة لأهداف الصحة والتعليم، يحظى لبنان بموقع متقدم جداً في هذين الهدفين، وفي بعض البنى التحتية لكن هناك تحديات في جوانب أخرى في البنية التحتية مثل الصرف الصحي والكهرباء والمياه النظيفة، وهي المجالات التي سنعمل على تطويرها من خلال هذه الاستثمارات في الأعوام المقبلة.
وفيما يتعلق بمشاركته في القمة العالمية للحكومات أشار حاصباني إلى أهمية القمة التي تتميز بتنوع المواضيع والحوارات البناءة التي تجمع أصحاب الخبرات وأصحاب التجربة وصناع القرار في مكان واحد، لمشاركة الأفكار والنظر في كيف يمكن أن نعالج التحديات المستقبلية، من منظور علمي وعملي وكيف يمكن محاكاة التطورات المتسارعة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي، معتبراً القمة الطريقة المثلى لمحاكاة المستقبل واتخاذ القرارات السلمية والسريعة لمواجهة التحديات المستقبلية، وهي من المنصات التي سيكون لها دور أساسي في هيكلة العالم في العقود المقبلة.
وفيما يتعلق بالتعاون بين لبنان ودولة الإمارات لتحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030، أكد حاصباني أهمية هذا التعاون ولاسيما أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن للبنان أن يستفيد منها من تجربة الإمارات.
وقال إن التحديات التي تواجه حكومات الدول العربية فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة متشابهة إلى حد بعيد وأن التحدي الأكبر هو تحدي البيانات لإنشاء متكاملة يمكن الاستفادة منها في دراسات معمقة لإنشاء مشاريع مستقبلة، ولكن أهداف التنمية المستدامة ليست كلها مبنية على أرقام، فبعضها مبني على أهداف وتطلعات عامة ممكن تحقيقها وفيها مرونة حسب كل بلد وأولوياته.
وأشار إلى أن هذه القمة تعد منصة أساسية لتبادل الأفكار وتقريب وجهات النظر لخلق مجال للتعاون على المستويين الإقليمي والدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ووفقاً لأولويات كل بلد هناك دروس مستقاه من كل الجهات.
اقرأ ايضًا: حاصباني: التنمية المستدامة 2030 إطار أساسي لمفاعيل الاستثمارات