للمرة الاولى منذ بدء مفاوضات التشكيل، يمكن القول جدياً ان الحكومة باتت قاب قوسين أو أدنى من الولادة، ففي حال سارت الامور وفق “نيات” المعنيين بالمفاوضات، وذلّلت العراقيل المتبقية من أمام عقدتي تمثيل “اللقاء التشاوري” وتوزيع الحقائب، سنكون غداً أو السبت على ابعد تقدير، أمام اليوم الموعود منذ ثمانية أشهر، وبذلك تكون انطلقت رسمياً ورشة العمل الحكومية المنتظرة داخليا ودوليا.
أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم أكد عبر “المركزية” أننا “نعيش أجواء تأليف فعلية، والامور ايجابية جداً ويبدو أن القرار بالتشكيل قد صدر، لكن التجربة علمتنا أن لا نجزم فقد يخلق الله ما لا تعلمون”، مشيراً الى أن “مشاورات ربع الساعة الاخير هي لإخراج يحفظ ماء وجه من رفع شروطه، كي لا يظهر بمظهر الخاسر أمام شارعه”. وأضاف، “نحن على موقفنا ولن نقبل بأي طرح لتبديل في الحقائب”.
وحول اجتماع تكتل الجمهورية القوية عصراً، قال: “الاجتماع دوري، هو الاول هذا العام، ويكتسب أهمية كبرى نظراً للتحولات التي تشهدها الساحة اللبنانية، وهناك مسائل كبرى على الصعيد الوطني سنتخذ قراراً في شأنها، وسيكون لنا موقف مهم بغض النظر عن تشكيل الحكومة اليوم أو غداً”.
وعن مقاربة حزب القوات اللبنانية للمرحلة السياسية المقبلة بعد تشكيل الحكومة، ومصير ثنائية “القوات”-“المستقبل” على طاولة مجلس الوزراء، قال: “لا نزال على تحالفنا القائم منذ العام 2005، ونتشارك النظرة حول الدولة السيّدة، وعمل المؤسسات”.
وأضاف: “العلاجات التقليدية للخلل القائم على صعيد المؤسسات لم تعد تصلح، ونحن كقوات بدأنا بمسيرة الاصلاح في خطوات عملية في مجلسي النواب والوزراء، وخضناها في وقت كان معظم الافرقاء لا يأخذ الموضوع على محمل الجد. اليوم نلاحظ أن كل الاحزاب من دون استثناء بدأت تتكلم حول الموضوع، لكن هناك فرق بين الكلام لمجرد الكلام، وبين الفاعلية على الارض، ونحن أثبتنا أننا واجهنا الفساد قولا وفعلا، وهذه المواجهة، آيلة الى التصعيد في المرحلة المقبلة، ونأمل أن تنضم الينا باقي المكونات السياسية، لوضع آلية مؤسساتية تتصدى للهدر القائم في مؤسسات الدولة”.