فور وصوله الى وزارة الشؤون الاجتماعية، توجه وزير الشؤون الاجتماعية النائب بيار بو عاصي الى التجمع الذي اقامه بعض عائلات ذوي الاحتياجات الخاصة الذين كانوا يستفيدون من خدمات “مركز ميريم” التابع لمؤسسة الكفاءات واعلنت ادارته عن توقف العمل فيه.
وتوجه بو عاصي لهم بالقول: “اولادكم هم اولادي، أفضل حل هو ان تعيد المؤسسة فتح ابوابها، ولكن لا يمكن فرض ذلك عليها. الكفاءات من انجح واكفء جمعيات لبنان واتفهمها، ولا يمكن ان الومها ان لم يعد لديها امكانيات مالية، فهي بحاجة للأموال كي تستمر برسالتها. وحين نتأخر كدولة لبنانية على المؤسسات بالدفع أشهر عدة تختنق ماديا وللأسف اول من اقفل ابوابه “مركز ميريم” التابع للكفاءات لذا علينا ان نعي خطورة هذا الامر ونتخذ الخطوات اللازمة كي يكون هذا آخر مركز يقفل ابوابه”.
وابلغ الاهالي بانه زار منذ يومين وزير المال الذي يعي خطورة هذه المشكلة، وقد اعلمه بان المستحقات المالية لأول 6 أشهر من العام 2018 مؤمنة وستدفع في خلال اسبوعين، وأردف: “سأتواصل الان هاتفيا مع رئيس مؤسسة الكفاءات الشيف رمزي شويري في محاولة جديدة للنظر بإمكان عدوله عن قراره. واؤكد انه في حال تعذر ذلك سوف اعمل على نقل الاعتماد المرصود لـ”مركز ميريم” الى جمعيات متخصصة اخرى كي تستقبل الاولاد. وقد بدأنا بالتواصل معها، وهمي الحفاظ على الثلاثي: “الاولاد والوزارة ومؤسسات الرعاية”.
كما ذكر بو عاصي بان امكانيات وزارة “الشؤون” محددة بالموازنة، والمشكلة ان ثمة تأخير طرق على دفع مستحقات الجمعيات، مضيفا: “لا الوم وزير المال ولا ابحث عن مشاكل مع أحد، ومنذ تولي مهامي في الوزارة قبل سنتين وانا اطالب بان تصرف موازنة “الشؤون الاجتماعية ” في تاريخها وفق القانون وان يدفع لهذه الجمعيات كل 3 أشهر”.
بعد نحو ساعة، انضم بو عاصي مجددا الى الاهالي وأطلعهم على آخر المستجدات قائلا: “تواصلت مع الشيف رمزي شويري الذي احييه على عمله الاجتماعي وروحه الانسانية المتمثلة بهذه المؤسسة المستمرة من خمسين سنة حتى اليوم. لا يمكنني ان اعبر عن موقف ادارة الكفاءات ولكن ما اؤكده انه طالما المركز مقفل انا كوزير للشؤون الاجتماعية ملتزم بتأمين مدارس بديلة كي لا يبقى الاولاد في الشارع او في المنزل. لا أستطيع ان افرض على اي مؤسسة خاصة ان تتراجع عن الاقفال فهذا يعود لها.”
وتابع: “علينا ايجاد بدائل بالكلفة نفسها كي نؤمن التعليم للاولاد، وقد تمكنّا من توفير مراكز لنحو 90% من اطفال “مركز ميريم” – الكفاءات وعلى الاهل ان يتعاونوا ويقبلوا بانتقال اولادهم الى مؤسسات جديدة، ونحن مستمرون في البحث عن اماكن للباقين. والادارة المختصة تتابع الموضوع بشكل متواصل لتضع الاطفال في مدارس تناسب درجة مرضهم وواقعهم الجغرافي وعمرهم وستتواصل مع الاهالي لتنسيق الخطوات”.
وزير الشؤون الاجتماعية ختم: “كي ننجح في العمل الاجتماعي على الدولة ان تكون حاضرة في سياستها واموالها، وعلى الجمعيات ان تكون جاهزة ايضا لنخدم سويا ذوي الاحتياجات. نريد ان تدفع اموال الـ2018 والـ2019 كي لا نقع في مشكلة شبيهة بمشكلة الكفاءات. واقول للنواب والوزراء والمسؤولين لا تضيقوا على اموال “الشؤون”، فالحاجة الاساسية للبنانيين هي اجتماعية وموازنتنا لا تتخطى 150 مليون دولار ويجب ان يكون هناك وعي من الطبقة السياسية عن اهمية العمل الاجتماعي”.