لاحظت مصادر سياسية معارضة لفريق 8 آذار أنه عوضاً عن ان تكون الحكومة العتيدة انطلاقة جديدة للبنان لثبيت استقلاله واستقراره وجَلب مساعدات لبناه التحتية، بعدما كشفت العاصفة المناخية الأخيرة انّ هذه البنى هي بنية الفساد، إستمر التعثّر وتقدّمَ مسار التعطيل، فانقضى أكثر من 7 أشهر وكأنّ التأليف لا يزال في المربّع الاول.
وأضافت هذه المصادر أنه «بدلاً من أن يكون القرار الدولي الرقم 1701 والخط الازرق ضماناً لحماية حدود لبنان، لم يُصر الى الالتزام به، بل عاد التوتر الى الحدود الجنوبية متنقّلاً بين الأنفاق التي بناها «حزب الله» والجدار الاسمنتي الفاصل الذي تبنيه إسرائيل». وقالت «انّ القمة الاقتصادية العربية التي يُفترض ان تنعش دور لبنان العربي في هذه المرحلة وتعزز دور الدولة فيه، تتحول ازمة كبرى بلغت شظاياها النقد اللبناني، ليتبيّن يوماً بعد يوم انّ تعطيل القمة العربية لم يكن على خلفية لوجستية وتقنية، إنما لوجود قرار سوري ـ ايراني بمنع العرب من ان يجتمعوا في لبنان، في رسالة الى الخارج بأنه لم يعد جزءاً من الجامعة العربية بل بات في المحور الايراني ـ السوري، والمؤسف انّ اطرافا لبنانية تتولّى هذه المهمة والاعتداء على صلاحيات السلطة التنفيذية، إذ انّ انعقاد القمة مسألة حصرية برئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية وليس لأيّ مؤسسة دستورية اخرى علاقة بالأمر».
ووفق المصادر نفسها، فإنه بالإضافة الى هذه الازمات «يبقى النزاع الاميركي ـ الايراني والعقوبات الاميركية على طهران هو الاهم، إذ من المفترض ان تسير الامور في المنطقة على إيقاعه، اضافة الى مواقف وزير الخارجية الاميركية مارك بومبيو امس الاول التي جاءت بعد حديث الرئيس الاميركي دونالد ترمب عن سحب قواته من سوريا، فأكدت مواقف الاول انّ الوضع يسير نحو المواجهة لتحجيم نفوذ ايران، خصوصاً بعدما أتى بومبيو على ذِكر «حزب الله» ولبنان، وكشفَ عن محور عربي يضمّ مصر والاردن ودولاً خليجية، لمواجهة نفوذ طهران التي ردّت بعرقلة تأليف الحكومة في لبنان وهذه العرقلة تزامنت مع فرض العقوبات عليها.