أكد راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة في رسالة عيد الميلاد، أن “خطيئة الإنسان لم تنجح يوما في إبعاد الله عن أحبائه، لأن الله محبة، والمحبة الإلهية هي الأقوى، لذلك فتش الله عن أفضل السبل لاسترجاع الإنسان إلى حيث يليق به أن يكون، إلى الحالة الجميلة التي أراد الله أن يوجد الإنسان فيها”.
وقال: “الكنيسة هي مؤسسة أرادها الله لمتابعة تجسد الإبن بين الناس، فعندما تجسد يسوع بقوة الروح القدس، مستلقيا في أحشاء البتول، لم يكن مشروع تجسده مشروعا موقتا أو مبادرة عابرة، بل أراده امتدادا طبيعيا لقرية أبدية ونهائية”.
ورأى أن “سر التجسد ليس مجرد ولادة المسيح في مذود، بل هو حضور المسيح بالجسد في قلب العالم، وجسده الذي مزق على الصليب فداء للعالم إنما هو قداس افخارستي، بل ذبيحة يتغذى بها المؤمنون ويتأهلون فيها للخلاص الأبدي”.
واعتبر أن “حكاية الإنسان منذ آدم الأول تتصارع بين قوتين قوة داخلية زرعها الله في يديه المقدستين، هي قوة تبغي الخير وتسعى إليه، وقوة خارجية تتواطأ مع الضعف البشري وانحرافات الحياة، فتصنع في كثير من الأحيان شرا وأذية”.
وختم: “أشكرك يا رب باسم أبناء كنيستي المتألمة في هذا البقاع الشمالي، لأنك مدمن على حبنا وحريص كل الحرص على ترميم ما تهدم في قلوب العديدين جراء الألم الذي يخرق القلوب بسبب تفشي آفة الإدمان على المخدرات في عدد من عائلاتنا وشبابنا، أشكرك لأنك بميلادك هذه السنة إنما تدعونا للايمان من جديد. إن المجد لله في العلى وعلى الارض السلام، وإن الرجاء الصالح سيعم بني البشر. نضع رجاءنا فيك وفي ميلادك، عسى تجسدك يعدي إنسانيتنا ألوهية وإدمانا على المحبة”.