وقد صدم ساعر من هذا الاتهام في حينه، لكنه لم يستسلم. وواصل حملته الانتخابية لاسترداد مكانته، وبالمقابل واصل نتنياهو ورجاله تحطيم شخصية وهيبة ساعر. واتهموه بأنه يتقرب من اليسار ليهزم نتنياهو. ويبدو أن ساعر وجد في مهاجمة نتنياهو من اليمين المتطرف أفضل وسيلة لصد الهجمة عليه. فانضم إلى منتقدي نتنياهو على إخفاقاته في المعركة الأخيرة مع “حماس” وراح يتحدث عن ضرورة ضرب حزب الله.
وقال ساعر خلال مؤتمر السياسيين الذي نظمته صحيفة “جيروزاليم بوست” الصادرة بالإنجليزية: “من حرب إلى حرب ومنذ الانفصال عن قطاع غزة، نرى أن “حماس” تعزز قوتها باستمرار ولكن التهديد الأكبر لإسرائيل موجود في الشمال. فإذا لم نستبق الأحداث ونوجه ضربة إلى حزب الله سندفع ثمنا باهظا في المستقبل. صحيح أن هجوما كهذا أيضا لن يكون سهلا وسيكلفنا ثمنا غير قليل ولكن أي ثمن ندفعه اليوم، في الوقت الذي يعاني فيه حزب الله من الضعف ويكرس جهوده للحرب في سوريا ، سيكون أقل بكثير من الثمن الذي سندفعه في حال أعاد حزب الله قواته إلى لبنان وأقام ضدنا جبهتين في سوريا ولبنان”.
وقال ساعر إن إيران تعد “حزب الله” للمعركة المقبلة بصورة جلية وعلى إسرائيل أن لا تنتظر حتى يكتمل إعدادهم لهذه المهمة. وذكر نتنياهو بتصريحاته هو عن هذا الخطر خلال خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في شهر أيلول الماضي. وقال: “علينا أن لا نكتفي بالكلام. فالخطر محدق بنا. وجاء وقت العمل. فالإيرانيون يتجاوزون الخطوط الحمر وعلينا تغيير نهجنا إزاءهم وإزاء عملائهم العرب”.