غير أن الضربة القاضية ضد طهران أتت من واشنطن، بفعل مضي الرئيس دونالد ترامب في المواجهة المفتوحة مع طهران لتقليص نفوذها في المنطقة، فكانت الموجة الجديدة من العقوبات المشددة عليها. فلم تجد طهران، بحسب الأوساط الديبلوماسية، أفضل من الساحة اللبنانية مكانا للرد على خسائرها المباشرة واستهدافها دوليا، بما يفسر التصعيد الخطير الذي انبرى إليه السيد نصرالله. غير أن هذه السياسة الايرانية أثارت مخاوف من جر لبنان إلى مواجهة مع اسرائيل من بوابة المزاعم القائلة بوجود مواقع لتطوير الصواريخ لصالح حزب الله على الأراضي اللبنانية. وفيما سارع لبنان الرسمي إلى نفي هذه الادعاءات، تلقت السلطات اللبنانية، عبر المستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أوريليان لوشوفالييه، رسائل اسرائيلية شديدة اللهجة تؤكد استعداد تل أبيب للرد على أي هجوم، ما يرفع نسبة المخاوف على لبنان.
غير أن الأوساط لا تسقط من حساباتها البعد المحلي للتصعيد الذي انبرى إليه نصرالله، معتبرة “أن الحزب العامل وفق الأجندة الايرانية لا يريد تأليف حكومة الآن، علما أنه يعرف خطورة الوضع الاقتصادي، خصوصا في صفوف قاعدته الشعبية-بدليل أنه طالب بوزارات خدماتية- ، لكنه يريد أولا إيصال رسالة إلى من يعنيهم الأمر في الداخل، كما في الخارج، مفادها أن له دورا أساسيا في اتخاذ القرار في لبنان”.