رغم كلّ ما أثير في الآونة الأخيرة عن "مراجعتها" لخياراتها، بعدما استنفد ترشيح النائب ميشال معوض لحظوظه، من دون أن يحصد "إجماع" مكوّناتها، ليصبح أعلى "سقوفه" الوصول إلى تأييد 50 نائبًا، يبدو أنّ المعارضة ستذهب إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري الخميس المقبل، وفقًا لـ"الاستراتيجية" نفسها التي أنهت بها الجلسات العام الماضي.
فأمام المشهد "الهزلي" الذي أقفل عليه الموسم الأول من "مسلسل" انتخابات الرئاسة، أعلن النائب ميشال معوض أنّه سيستفيد من "عطلة الأعياد" من أجل إجراء المزيد من المشاورات بين مكوّنات المعارضة، بل ذهب لحدّ القول إنّه لن يتردّد في خوض "معركة" أيّ مرشح آخر يمكن أن تتفق عليه قوى المعارضة، بتنوّع مشاربها، لكنّ "الإجازة" انتهت بتكراره للمواقف نفسها تقريبًا، من دون أن يطرأ أي تغيير في أفقها.
ولم يختلف الأمر كثيرًا على ضفة "داعمي" معوض، إذ لم "يصمد" كثيرًا تصريح عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ملحم رياشي عن "خطة باء" رئاسية قد يجري الإعلان عنها أواخر الشهر الحالي، حيث نفى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وجود مثل هذه الخطة، فيما ذهبت الدائرة الإعلامية في "القوات" أبعد بوضعها النقاط على الحروف، لتجزم أنّ معوض هو مرشحها الفعلي، "ومن دون سقوف زمنية".
هل غيّرت "القوات" رأيها؟!
بالنسبة إلى المحسوبين على "القوات"، فإنّ أيّ "تناقض" لم يحصل في موقفها "الثابت" منذ اليوم الأول لتبنّي ترشيح معوض، رغم كلّ ما تسوّقه الآلة الدعائية للخصوم، وفق وصفهم، حيث يشيرون إلى أنّ النائب ملحم رياشي حينما تحدّث عن "خطة باء"، قال بوضوح إنّ العمل عليها يتمّ مع معوض، وليس بمعزل عنه، أو من خلف ظهره، وهو ما أعاد توضيحه أكثر من مرّة، ولو أخذ عليه كثيرون عنوان "الخطة باء"، من دون فهم مضمونه.
ويقول هؤلاء إنّ موقف "القوات" ينطلق من هذا العنوان الرئيسي، وهو يتناغم فيه مع معوض أساسًا، ومع سائر مكوّنات المعارضة التي تؤيده، وعلى رأسها حزب "الكتائب" وكذلك "الحزب التقدمي الاشتراكي"، إذ إنّ كلّ هؤلاء يتقاطعون عند فكرة أنّ "التخلّي" عن معوض لا يحصل إلا بالتنسيق مع الأخير، وإذا ما توفر مرشح آخر يمتلك المواصفات "السيادية" نفسها، ويكون قادرًا على تأمين ما لم يستطع معوض تحقيقه في نسبة التأييد.
أما المشكلة الفعلية، وفقًا لمؤيدي "القوات"، فتكمن في "الحملات المكثفة" التي لجأ إليها الخصوم، من باب "محاولة دقّ الإسفين" بين قوى المعارضة، لتُحمّل زيارة نائب من هنا إلى معراب أكثر ممّا تحتمل، ويُحرَّف تصريح لأحد قياديّيها، وكلّ ذلك بهدف حجب الأنظار عن المشكلة الحقيقية الكامنة لدى رافضي خيار معوض، وخصوصًا لدى فريق الممانعة المنقسم على نفسهن والعاجز عن الاتفاق أصلاً على مرشح "ثابت" وحيد.
"الخطة باء".. مؤجَّلة
لا يعني كلّ ما سبق، وفقًا للعارفين، أنّ قوى المعارضة، بما فيها "القوات" و"الكتائب"، وحتى "الاشتراكي"، لا تفكّر جديًا بـ"خطة باء"، فمثل هذه الخطة مطروحة فعليًا على بساط البحث في أوساط هذه القوى، وبعضها ذهب بعيدًا في نقاش بعض الأسماء التي قد تكون قادرة على "اجتذاب" أصوات بعض النواب "التغييريين والمستقلين"، طالما أنّه بات واضحًا أنّ هؤلاء يرفضون السير بخيار معوض، ويعتبرونه جزءًا من المنظومة السياسية.
لكنّ ما تتّفق عليه هذه الأطراف المعارضة هو أنّ "أوان" مثل هذه الخطّة لم يحِن بعد، وأنّها "مؤجلة" حتى إشعار آخر للكثير من الأسباب والاعتبارات، أولها أنّ الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر، وتحديدًا المصوّتين بالشعارات والأوراق البيضاء، والمطلوب أن تغيّر هذه القوى استراتيجيتها بالدرجة الأولى، ليُبنى على الشيء مقتضاه بعد ذلك، في حين أن التنقّل من مرشح إلى آخر لن يشكّل "ورقة قوة" للمعارضة، بل من شأنه "إضعافها" أكثر.
ومع أنّ مثل هذا الكلام قد يعني في مكانٍ ما أنّ ميشال معوض ليس "المرشح الفعلي والجدّي" لقوى المعارضة، وأنّه قد يكون "مرشحًا مرحليًا" بانتظار نضوج الظروف للكشف عن "الخطة باء"، يقول العارفون إنّ كلّ الاحتمالات والسيناريوهات تبقى واردة، إلا أنّ معوض "في الجو"، علمًا أنّ هناك من يذهب لحدّ الجزم بأنّ بعض من يصوّتون لمعوض سيفكّرون كثيرًا قبل التصويت له في حال شعروا أنّ لديه فرصًا حقيقيّة للفوز.
في الخلاصة، تبدو المعارضة "ثابتة" على خيارها ترشيح معوض فعلاً، من دون سقوف زمنية ولا خطط بديلة، وفق الرواية التي تسوّقها "القوات"، ردًا على "الحملات". وإذا كان هذا "الثبات" مؤقتًا، كما يدرك معوض قبل غيره، فإنّ نتيجته المباشرة هي أنّ اللبنانيين سيكونون مدعوّين إلى موسمٍ ثانٍ من جلسات انتخاب الرئيس، "مستنسَخ" عن الموسم الأول، بل ربما أكثر مللاً بغياب أيّ من عناصر التشويق أو المفاجأة المفترضة!
فأمام المشهد "الهزلي" الذي أقفل عليه الموسم الأول من "مسلسل" انتخابات الرئاسة، أعلن النائب ميشال معوض أنّه سيستفيد من "عطلة الأعياد" من أجل إجراء المزيد من المشاورات بين مكوّنات المعارضة، بل ذهب لحدّ القول إنّه لن يتردّد في خوض "معركة" أيّ مرشح آخر يمكن أن تتفق عليه قوى المعارضة، بتنوّع مشاربها، لكنّ "الإجازة" انتهت بتكراره للمواقف نفسها تقريبًا، من دون أن يطرأ أي تغيير في أفقها.
ولم يختلف الأمر كثيرًا على ضفة "داعمي" معوض، إذ لم "يصمد" كثيرًا تصريح عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ملحم رياشي عن "خطة باء" رئاسية قد يجري الإعلان عنها أواخر الشهر الحالي، حيث نفى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وجود مثل هذه الخطة، فيما ذهبت الدائرة الإعلامية في "القوات" أبعد بوضعها النقاط على الحروف، لتجزم أنّ معوض هو مرشحها الفعلي، "ومن دون سقوف زمنية".
هل غيّرت "القوات" رأيها؟!
بالنسبة إلى المحسوبين على "القوات"، فإنّ أيّ "تناقض" لم يحصل في موقفها "الثابت" منذ اليوم الأول لتبنّي ترشيح معوض، رغم كلّ ما تسوّقه الآلة الدعائية للخصوم، وفق وصفهم، حيث يشيرون إلى أنّ النائب ملحم رياشي حينما تحدّث عن "خطة باء"، قال بوضوح إنّ العمل عليها يتمّ مع معوض، وليس بمعزل عنه، أو من خلف ظهره، وهو ما أعاد توضيحه أكثر من مرّة، ولو أخذ عليه كثيرون عنوان "الخطة باء"، من دون فهم مضمونه.
ويقول هؤلاء إنّ موقف "القوات" ينطلق من هذا العنوان الرئيسي، وهو يتناغم فيه مع معوض أساسًا، ومع سائر مكوّنات المعارضة التي تؤيده، وعلى رأسها حزب "الكتائب" وكذلك "الحزب التقدمي الاشتراكي"، إذ إنّ كلّ هؤلاء يتقاطعون عند فكرة أنّ "التخلّي" عن معوض لا يحصل إلا بالتنسيق مع الأخير، وإذا ما توفر مرشح آخر يمتلك المواصفات "السيادية" نفسها، ويكون قادرًا على تأمين ما لم يستطع معوض تحقيقه في نسبة التأييد.
أما المشكلة الفعلية، وفقًا لمؤيدي "القوات"، فتكمن في "الحملات المكثفة" التي لجأ إليها الخصوم، من باب "محاولة دقّ الإسفين" بين قوى المعارضة، لتُحمّل زيارة نائب من هنا إلى معراب أكثر ممّا تحتمل، ويُحرَّف تصريح لأحد قياديّيها، وكلّ ذلك بهدف حجب الأنظار عن المشكلة الحقيقية الكامنة لدى رافضي خيار معوض، وخصوصًا لدى فريق الممانعة المنقسم على نفسهن والعاجز عن الاتفاق أصلاً على مرشح "ثابت" وحيد.
"الخطة باء".. مؤجَّلة
لا يعني كلّ ما سبق، وفقًا للعارفين، أنّ قوى المعارضة، بما فيها "القوات" و"الكتائب"، وحتى "الاشتراكي"، لا تفكّر جديًا بـ"خطة باء"، فمثل هذه الخطة مطروحة فعليًا على بساط البحث في أوساط هذه القوى، وبعضها ذهب بعيدًا في نقاش بعض الأسماء التي قد تكون قادرة على "اجتذاب" أصوات بعض النواب "التغييريين والمستقلين"، طالما أنّه بات واضحًا أنّ هؤلاء يرفضون السير بخيار معوض، ويعتبرونه جزءًا من المنظومة السياسية.
لكنّ ما تتّفق عليه هذه الأطراف المعارضة هو أنّ "أوان" مثل هذه الخطّة لم يحِن بعد، وأنّها "مؤجلة" حتى إشعار آخر للكثير من الأسباب والاعتبارات، أولها أنّ الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر، وتحديدًا المصوّتين بالشعارات والأوراق البيضاء، والمطلوب أن تغيّر هذه القوى استراتيجيتها بالدرجة الأولى، ليُبنى على الشيء مقتضاه بعد ذلك، في حين أن التنقّل من مرشح إلى آخر لن يشكّل "ورقة قوة" للمعارضة، بل من شأنه "إضعافها" أكثر.
ومع أنّ مثل هذا الكلام قد يعني في مكانٍ ما أنّ ميشال معوض ليس "المرشح الفعلي والجدّي" لقوى المعارضة، وأنّه قد يكون "مرشحًا مرحليًا" بانتظار نضوج الظروف للكشف عن "الخطة باء"، يقول العارفون إنّ كلّ الاحتمالات والسيناريوهات تبقى واردة، إلا أنّ معوض "في الجو"، علمًا أنّ هناك من يذهب لحدّ الجزم بأنّ بعض من يصوّتون لمعوض سيفكّرون كثيرًا قبل التصويت له في حال شعروا أنّ لديه فرصًا حقيقيّة للفوز.
في الخلاصة، تبدو المعارضة "ثابتة" على خيارها ترشيح معوض فعلاً، من دون سقوف زمنية ولا خطط بديلة، وفق الرواية التي تسوّقها "القوات"، ردًا على "الحملات". وإذا كان هذا "الثبات" مؤقتًا، كما يدرك معوض قبل غيره، فإنّ نتيجته المباشرة هي أنّ اللبنانيين سيكونون مدعوّين إلى موسمٍ ثانٍ من جلسات انتخاب الرئيس، "مستنسَخ" عن الموسم الأول، بل ربما أكثر مللاً بغياب أيّ من عناصر التشويق أو المفاجأة المفترضة!