أشار وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي الى أن جميع الأطراف اللبنانية تتفق على عودة النازحين إلى منازلهم بشكل طوعي وآمن وكريم، ولا اعتراض على هذا الأمر، مشددًا على أنه يُسجّل للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الجهد الذي قام به على خط التواصل مع روسيا لإعادة النازحين.
وفي حديث الى صحيفة “الشرق الأوسط”، لفت المرعبي إلى أن الحكومة تكرر منذ وقت طويل دعواتها لبحث ملف العودة مع المجتمع الدولي والدول العظمى التي تستطيع أن تؤمن ضمانة للاجئين مثل روسيا وأميركا، ويبدو أن أفكارًا جديدة تبلورت أخيراً، مشيرًا إلى أن التوقيت يشير إلى تفاهم بين الرئيسين الأميركي والروسي بعد قمتهما الثنائية في هلسنكي.
وقال المرعبي: “بعد هلسنكي، انطلقت فكرة التنسيق بين الروس والأميركيين ولبنان والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ويبدو أن المطروح انضمام أطراف أخرى من أجل تنسيق الجهود ومناقشة كيفية تأمين العودة الطوعية والكريمة للاجئين”.
وأكد أنه بعد عودة الحريري من زيارته الخارجية وخلال اليومين المقبلين، “سيبحث في تشكيل لجنة فنية”، وهي لجنة روسية – لبنانية تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة لإعادة النازحين. وقال: “اللجنة لن تكون سياسية، بل أمنية، بالنظر إلى أن الحكومة اللبنانية ترفض التعاطي مع النظام السوري بالشكل المباشر، وتفوض هذا الموضوع كما تجري الأمور حالياً للأجهزة المعنية” في إشارة إلى المديرية العامة للأمن العام التي تتابع الأمور مع الجهات المختصة لتأمين متطلبات العودة.
وقال: “اليوم بات واضحًا أمام الحكومة اللبنانية أن هناك جهة ضامنة، قوية، تستطيع توفير الحماية للعائدين، فلا مانع من العودة”، مشددًا على أن دور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “أساسي، ونحن بانتظار موقف منها بالموضوع”.
وكشف أن مسؤولة المفوضية في لبنان “تقوم بالمباحثات الآن مع المفوضية العليا في جنيف وسوف تصدر موقفًا حول هذا التوجه خلال اليومين المقبلين”، مشددًا على “أننا نعتمد على المفوضية العليا ورأيها وإمكانيات تأمين ضمانة لهؤلاء النازحين”، معربًا عن أمله توفير الحماية “ما دام الروس والأميركيون لهم دور في الحماية وردع أي جهة تحاول الاعتداء على العائدين”.
وقال المرعبي إن المسار الحالي الرسمي، وهو الأول من نوعه لإعادة النازحين إلى بعض المناطق الآمنة في سوريا وليس كلها، “يُعوَّل عليه، كون التعاطي يتم مع دول كبرى، ولا يتم التعاطي مع النظام السوري أو الميليشيات الموالية له”، لافتًا إلى أن المسارات السابقة، مثل مبادرة “حزب الله” لإعادة النازحين، أو المبادرات الفردية السورية لإعادتهم إلى مناطقهم أنشئت لتقويض دور الدولة وتعزيز دورٍ لتغيير وجهها الحقيقي”، مشددًا على أن تدخلهم “زعزع الثقة بموضوع العودة، تثبيتاً للتهجير القسري الذي اتّبعوه في سوريا”.