أخبار عاجلة
أعراض فقر الدم -

بلاد من دون رئيس... هذا ما يريدون تعويدنا عليه

بلاد من دون رئيس... هذا ما يريدون تعويدنا عليه
بلاد من دون رئيس... هذا ما يريدون تعويدنا عليه
الجلسة العاشرة، التي يُقال زورًا إنها لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كانت الأخيرة في العام الحالي، قبل أن ننتقل إلى الجزء الثاني من "المسرحية الهزلية"، التي تبكي أكثر مما تُضحك. وهي كانت كسابقاتها لتضييع الوقت أو لشراء وقت قد يكون من السهل شراؤه اليوم، وقد يصبح مستحيلًا غدًا أو بعده.  

فـ"شراء" الوقت قد يكون لمصلحة هذا الفريق، الذي لا يزال ينتظر "تعليمات" الخارج، ولكنه لن يكون بالتأكيد لمصلحة اللبناني، الذي لم يعد يملك أي خيار سوى خيار مراقبة حركة سعر صرف الدولار الأميركي صعودًا في مقابل التدهور المريع للقدرة الشرائية لليرة اللبنانية، التي لم تعد تساوي شيئًا في عملية الشراء والبيع، خصوصًا بعدما أصبح التبادل التجاري قائمًا على الدولار في بلد "مدولر" اقتصاده. وقد يكون أخطر ما في الأمر أن اللبناني قادر على التأقلم مع كل الظروف. وهذا ما جعل المسؤولين يتمادون في استغلال هذه الناحية للامعان في سوء استخدام السلطة وإدارة شؤون البلد بعيدًا عن أي محاسبة، وذلك بحجّة أن "اللبناني شاطر، وهو قادر أن يشيلها من تمّ الأسد". انقطعت كهرباء الدولة نراه يفتشّ عن حل بديل آخر، فحلّت المولدات الخاصة شيئًا فشيئًا مكان الدولة وشركة كهرباء لبنان، التي لم يعد لها وجود على خارطة الاهتمامات اليومية للمواطنين إلاّ بمقدار ما يمكن أن تدّر على بعض أصحاب الحظوة كميات خيالية من الدولارات "الطازجة". وإذا لم تأتِ مياه الشفة إلى المنازل يركض اللبناني إلى البدائل، حيث الصهاريج جاهزة لملء الفراغ.  
وإذا لم يستطع هذا الفريق أن يفرض رأيه على الآخرين في ما خصّ اسم الرئيس العتيد للجمهورية يلجأ إلى التعطيل في دولة أصبح كل شيء فيها معطَلًا ومعطِلًا، حتى أن هذا البعض بات يتحكّم بتفاصيل "اللعبة" البرلمانية، التي تحّولت بفعل العادة إلى عدّاد لتسجيل عدد الجلسات المتشابهة من حيث الفشل في انتاج سلطة جديدة يكون على رأسها رئيس جديد للجمهورية، والذي من دونه تبقى البلاد "مكربجة"، أو في حال تحّلل ذاتي من دون أن يرفّ لنواب الأمة جفن، وكأن البعض منهم يريد أن يُفهم اللبنانيين بأنهم كما دبرّوا حالهم في أمور الكهرباء والماء يستطيعون أن يدّبروا الحال بما تيسرّ حتى ولو كانت البلاد تسير من دون رأس. هذا ما حصل خلال سنتين ونصف قبل انتخاب ميشال عون رئيسًا. لم يشعر اللبنانيون يومها بفارق كبير. وهذا ما هو حاصل اليوم.   
المهمّ لدى هذا البعض أن يعتاد اللبنانيون، وبالأخصّ المسيحيون منهم، على فكرة أن رئاسة الجمهورية التي أصبحت كالملكية في بريطانيا، لن تؤثّر كثيرًا في مسرى الأحداث، بعدما جعل منها بعض المستهترين بما يشبه فعالية الصفر على الشمال، سواء بالممارسة الخاطئة أو بسوء إدارة لملفات لها علاقة بأهم دور مُعطى لرئيس الجمهورية، باعتباره رمزًا لوحدة الوطن، وهو القائد الأعلى للقوى المسلحة، وهو رئيس كل السلطات.  
ما شهدته الجلسة الانتخابية الافتراضية العاشرة مرشح للتكرار في جلسات لا يعود التعداد معها مجديًا، بحيث تصبح الأرقام متشابهة من حيث النتيجة ومن حيث المفاعيل.  
المهمّ ألاّ "ينغش" الموطن كثيرًا بهذه الطبقة السياسية، التي تريد كل شيء باستثناء مصلحته، وألاّ ينجرّ في دوامة الاعتياد على العيش في بلاد من دون رأس.  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى