لم تشهد الساعات الماضية تطورات سجالية جديدة بين حزب الله والتيار الوطني الحر في ضوء اهتزاز العلاقة بقوة بين الطرفين بعد اجتماع مجلس الوزراء واتهام باسيل قيادة حزب الله بالنكوث في الوعد، الامر الذي اثار استياء شديدا لدى قيادة الحزب واوساطه.
وبقي نواب ومسؤولو الحزب ملتزمين بتعميم القيادة بعدم التصريح عن هذا الموضوع والاكتفاء بالبيان الذي صدر عن الحزب.
وقال مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»الديار» ردا على سؤال حول هذا الموضوع: «نحن حريصون على العلاقة مع الحزب، لكن هذا لا يعني اننا لسنا بحاجة الى البحث بعمق في كل ما جرى لكي تستقيم العلاقة من جديد على اسس واضحة اكثر».
واضاف « ان ما حصل هو امر كبير جدا بالنسبة لنا، ولا نستطيع ان نقلل من شانه، وان اجتماع مجلس الوزراء لحكومة تصريف الاعمال من دون اجماع هو امر غير بسيط ولا يجوز المرور عليه مرور الكرام او تجاهل مخاطره. ليس مقبولا تجاوز الاجماع او تجاوز الغطاء والتمثيل المسيحي بهذا الشكل او باي شكل اخر، ولا يجوز ايضا الموقف المسيحي في داخل الحكومة وخارجها وبكركي وموقعها على وجه الخصوص «.
وكتب عمر حبنجر في " الانباء الكويتية": رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من قمة إلى قمة، ومن لقاء أمير إلى لقاء رئيس، ومن زيارة عاصمة إلى أخرى.
وقائد الجيش العماد جوزاف عون إلى الدوحة، ملبيا دعوة نائب رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني للبحث في سبل دعم الجيش اللبناني، فيما رئيس التيار الحر جبران باسيل في الرابية، للوقوف عند الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون على ما دار بينه وبين البطريرك الماروني بشارة الراعي في الخلوة، التي جمعتهما في بكركي مساء الجمعة، والموقف الأخير من اقتراح إجراء حوار بين القيادات المارونية، تحت مظلة بكركي، بعنوان حماية الدور المسيحي والصلاحيات الرئاسية.ويرنو باسيل من هذا الاقتراح الى إصابة عصفورين بحجر واحد، ميقاتي بداعي تجاوزه على صلاحيات رئاسة الجمهورية من خلال ترؤسه اجتماع حكومة تصريف الأعمال وتوقيعه مراسيم في الخانة المخصصة لرئيس الجمهورية، إضافة الى حليفه حزب الله، الذي شارك وزيراه في الجلسة الحكومية، مع تمسكه الضمني بالمرشح للرئاسة سليمان فرنجية، وهنا بيت القصيد فضلا عن أسباب أخرى.وبعد مسيرة طويلة من التعطيل وتجاهل عظات البطريرك، توجه الرئيس عون وصهره باسيل الى بكركي برسالة مزدوجة، للحليف المستاء حزب الله بعد ما وصلت الأمور بينهما الى مستويات مرتفعة من التصعيد في أعقاب عدم رد الحزب على طلب باسيل لقاء الأمين العام السيد حسن نصرالله.
ورأت مصادر القوات اللبنانية ان محاولات باسيل الحوارية على المستوى المسيحي لن تؤتي ثمارا، لأن أحدا من القوى السياسية لن ينجر إليه، وتوقعت المصادر ان يكون كلام باسيل اليوم الاحد مفصليا، مع ترجيح ألا يذهب بعيدا بالتصعيد مع الحزب كدأبه عادة، حيث انه يهاجم ثم يهادن.أما بالنسبة للرئيس السابق ميشال عون فقد حرص على إبقاء ما دار بينه وبين الراعي بخلوة الساعة بينهما طي الكتمان، خصوصا ما يتناول رئاسة الجمهورية التي نفى تطرقه إليها، معلنا «السكوت عن الكلام المباح»، كما رفض الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان سيحصل «فك ارتباط» مع حزب الله ام لا.ويبدو ان عودة التيار الى مظلة بكركي، من بوابة الإجماع المسيحي، اصطدمت بموقف القوات اللبنانية، التي لم تنس تجربتها مع التيار في «اتفاق معراب» الذي انهار، بعد وصول الرئيس ميشال عون الى بعبدا، لكن باسيل قال: «جعجع ما بدو يجي على بكركي، ولا بدو يعمل حوار».وكان رد جعجع على كلام باسيل سريعا ومختصرا: الحوار بدو أهل حوار، قاطعا بذلك الطريق على مغامرة الحوار المسيحي في بكركي.