حضر الضبان على موائد بعض الأسر العاشقة للحوم حيوان الصحراء الزاحف خلال شهر رمضان المبارك في دول الخليج، وتنتشر هناك عادة أكله عند البعض، بينما يبدي كثيرون -حتى من تلك الدول- استغرابهم.
تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
والضب حيوان من الزواحف غير السامة، يتغذى على النباتات ويعيش في جحور في باطن الأرض الصحراوية، بينما يمضي عشاقه أوقاتا طويلة في البر بهدف صيد كميات كبيرة منه والاحتفال بتلك الفرائس.
ورغم قلة محبي تناول الضبان في الخليج العربي، لكن التغييرات في طرق طهي وتقديم الطعام الحديثة، وصلت إلى الضب ذاته، فلم يعد محصورا بطريقة الطهي التقليدية وتناوله مع الأرز فقط.
وعرض أحد المغردين السعوديين في تويتر، صورة لوجبة حديثة لحيوان الضب الذي بدا مقطّعا بطريقة جديدة، بينما يتوسط بلونه الأصفر الفاتح، طبقا أبيض بجانب علبتين من الصوص والمايونيز، لتبدو الوجبة وكأنها مقدمة من أحد المطاعم الغربية.
وبينما ظهر بعض المتابعين مستغربا تلك الوجبة، فإن معلقين آخرين كانوا معجبين بها؛ وإنْ ظلَّ ثمة مَن يفضلها على الطريقة التقليدية مع الأرز.
ورغم تراجع عمليات صيد الضب، ونشر صور أطباقه بعد طهيه، إذ سرت في السعودية أخيرا قوانين تحظر صيد حيوان الصحراء خشية انقراضه، فإنه لا يغيب تماما عن أحاديث بعض السعوديين حول الأطعمة والموائد المفضلة في رمضان.
ونشرت دلال المحمد، وهي مذيعة سعودية في إذاعة محلية، مقطع فيديو لضب بدا مدللا عند صاحبه الذي كان يعطيه حشائش خضراء لتناولها، قلما يجد مثلها في صحارى السعودية، وكتبت معلقة ”ضب إتيكيت“.
وعكَسَ مقطع الفيديو ذاك، حال الضبان في السعودية بعد حظر صيده، وهو ما عبر عنه أحد المغردين بالقول ”عقب الغرامة ثلاثة آلاف خلاص لو ياكل فراوله محد حوله، متطمن الأخ“.
لكن ذلك الفيديو لا يصور حكاية ذلك الضب جميعها، كما أشار الشاعر السعودي محمد السكران ببيت شعر لمّح فيه لكون الحشائش التي مُنحت للضب ماهي إلا لتهيئته وتسمينه قبل ذبحه وطهيه، إذ قال ”قد هيّؤوكَ لأمرٍ لو فطنتَ لهُ/ فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهملِ“.
وفي مشهد مشابه من سلطنة عمان، يعرض المغرد العماني سلطان، مقطع فيديو لضب بحضنه، بينما يقوم بإطعامه الفلفل الأخضر، في عملية تسمين أخرى كما يبدو قبل ذبحه وطبخه بإحدى الطرق.
وتعمل دول الخليج على سن تشريعات وقوانين تستهدف حماية الحياة الفطرية وبالأخص الكائنات المهددة بالانقراض، والحد من الصيد الجائر، وتنظيم أنشطة الصيد، وإتاحة منافذ لهواة الصيد لممارسة هواياتهم بطريقة سليمة وآمنة لا تضر بالحياة الفطرية.