التواصل المستمر بين دمشق وحارة حريك امنيا وسياسيا يتطلب في اكثر من مفصل او مستجد لقاء مباشرا بين رأس القيادتين. قبل اسبوعين توجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد لساعات. وبحسب ما اكدت مصادر متابعة فإن السبب الاساسي للقاء هو، "وجود حزب الله في دمشق".
منذ بداية الحرب في سوريا كان للحزب تدخل علني في المساندة السياسية اولا وبعد سنتين في المساندة العسكرية وهي توزعت في اكثر من منطقة ووصلت الى حمص ومناطق التماس مع الاكراد. خلال تلك السنوات حقق الحزب لسوريا "انتصارات كبيرة" وواسعة وبات تواجده فيها امرا طبيعيا ظاهرا فهو شريك الجيش السوري في تلك المعركة مع القوى المحلية التي تم انشائها تحت مسميات " الدفاع الوطني" وسرايا الدفاع" و" القوات الخاصة" و"اللجان الشعبية" وغيرها. انتهت الحرب في سوريا وتم تأمين مساحة واسعة من اراضيها، وبدأت اعادة النظر السورية في الحسابات ،" فما هو متاح في الحرب ممنوع في السلم". حلت الدولة ما تعتبره كل الظواهر التي كان لها فضل في مساندة الجيش وتم تخيير عناصرها إما بالانضمام الى المؤسسة العسكرية إما بالعودة للحياة المدنية، ومن كان يرأسها فطاله اما الاستبعاد خارج البلد او الاعتكاف في منزله.
حُسم الامر في ما يختص بالجو السوري، وبقي الموضوع عالقا بما يختص بحزب الله. بدأت قرارات تصدر بشكل متتابع بكافة الجوانب... تم منع استخدام عناصر الحزب للخط العسكري الى سوريا حتى انه حدثت اكثر من توقيفات لتلك العناصر ما استدعى تدخلا حثيثا للحزب لاطلاق سراحهم، كما تم ايقاف البطاقات الخاصة التي كان يستخدمها بعض المسؤولين للمرور على الحواجز من دون توقف. وجرى ايضا اقفال الكثير من المحال التجارية التي كان أنشأت خلال الحرب في اماكن معينة. هذه الاجراءات رضي بها حزب الله بعد تمنٍ ايراني عليه بتفهم الموقف السوري والتعاطي معه بايجابية، الى ان جاء القرار الاكبر حين قررت دمشق إخلاء بعض المناطق من التواجد غير "السوري" فطلبت من قيادة حزب الله المباشرة بإعادة انتشار عناصره من الجنوب السوري والتوجه الى الثكنات المتواجدة في حمص او العودة بهم الى لبنان، ما احدث بلبلبة كبيرة..
الاجواء المستجدة هذه وحركة الامتعاض الكبيرة في صفوف حزب الله تطلبت زيارة للسيد حسن نصرالله الى الرئيس بشار الاسد فكانت ، بحسب مصادر متابعة، جلسة مصارحة تحمل استفسارات من نصرالله مع تقييم ، واجوبة صريحة من الاسد حملت ايجابيات بخصوص العلاقة الاستراتيجية مع حزب الله واستحالة ان تؤثر عليها اي مناخات جديدة، الا ان تنظيم وجود الحزب في سوريا والداخلين منه اليها، واقع لا بد منه لضروريات بسط السلطة السورية على اراضيها من دون وجود عوائق او مظاهر تزعج المواطنين وهيبة الدولة. فالعلاقة تبقى وطيدة وعميقة لكن بحدود وجود المؤسسات. واكدت المصادر ان الكلام في الوضع اللبناني خصوصا انتخابات رئاسة الجمهورية لم يأخذ مساحة من اللقاء بل كان كلاما عابرا، والاجتماع كان مخصصا لرسم خريطة طريق جديدة بالعلاقات اللوجستية.