زيارة إلى دير مار مارون العاصي ولقاء الأب ليشع!

زيارة إلى دير مار مارون العاصي ولقاء الأب ليشع!

في 30 تموز أعلن سيادة المطران حنا رحمة إستلام الرهبانية اللبنانية المارونية، دير مار مارون العاصي. ذاك الدير التاريخي الذي ينتظر منذ فترة غير وجيزة بدء إعادة الترميم. وعلى الأثر عين الأباتي نعمة الله الهاشم رئيس عام الرهبانية، راهبًا لمتابعة سير الأمور وللخدمة الروحية.

لمواكبة هذا الحدث، كان لا بد لنا من زيارة إلى الدير للتبرك أولًا ولمعاينة الواقع ثانيًا، مع ما يعني ذلك من مسافة ثلاث ساعات للوصول إلى العاصي.
بوابة حديدية سوداء مغلقة أمام السيارات ومفتوحة للمشاة. اجتزناها لنسير عبر طريق صغير معبد في آخره خيمة خشبية متواضعة اسُتحدثت لإقامة القداس في ظلها، كل نهار أحد في الساعة الثانية عشرة، كما أعلن سيادة المطران. يعدها، يظهر أمام الأعين الدير معلقًا على شير. ثلاث طبقات بأبواب ونوافذ بأحجام متنّوعة.

لا أحد في المكان. صمت وهدوء. الطبيعة تصلي. إنضممنا إليها نتلو الأبانا والسلام ونطلب شفاعة مار مارون. ثم قررنا أن نتسلّق وندخل الدير. وهنا كانت المفاجأة: ما إن أصبحنا على مشارف المدخل صعودًا حتى أطل راهب من باب المغارة وفي يده مكنسة.
إنه الأب ليشع، الراهب اللبناني الماروني الذي أوكله الأب العام بالدير.
– المجد لـ”الله”، أهلا وسهلا بدير مار مارون.
– دايما لـ”الله”.
ـ جايين تا نزور وناخد منك حديث، بدنا نحط مقالة عن الدير ع الموقع تبعنا.
– أخدتو إذن من الرئاسة العامة بالرهبانية؟
– لا. مش عارفين أنو بدها إذن.
– لكان بعتذر جدًا يا خيي. مع أنكن جايين من بعيد ما فيكن تاخدو حديث.
شرح لنا الأب ليشع أنه بنذره الطاعة، فهو ملزم بقوانين الرهبانية التي تمنع أي راهب من إصدار أي منشورات إعلامية من دون الرجوع إلى السلطة الرهبانية.
إنتهت المقابلة بسرعة قياسية، ولم نتمكن من الحصول على أجوبةّ الكثير من الأسئلة، إلا أننا بذلك حصلنا على جواب واحد عن كل الأسئلة: إنها الرهبانية اللبنانية المارونية. الرهبنة حاملة إرث مار مارون الروحي والتي تقّدس فيها مار شربل بطاعته الملائكية.
هي هي تلك الرهبانية التي تعمل بصمت في حقل الرب كما دائمًا بعيدًا عن الأضواء والمزايدات، واضعة نصب عينيها هدفًا واحدًا لا غير: المجد لـ”الله”.
سنعود إلى هذا الدير المقدس قريبًا. وهذه المرة مع إذن من السلطة في الرهبانية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى