أطلق وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح الطابع التذكاري على اسم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والذي أقره مجلس الوزراء وأصبح قيد التداول، خلال عشاء حاشد أقامه مقدم طلب إصدار الطابع المحامي الدكتور انطوان صفير في دارته في فيطرون.
ثم القى الجراح كلمة قال فيها: “عندما نتكلم على البطريرك صفير، ربما نتكلم على تاريخ في لبنان لا بل في الوطن العربي، نتكلم على شخصية طبعت مرحلة كاملة بسلوكها واقوالها ومواقفها وتصميمها وارادتها”.
وتابع: “نادرا ما كان يمر على لبنان شخصيات بهذا القدر. ليس من حيث الموقع فقط، انما في الثبات والارادة الصلبة والموقف الواضح الذي يمثل جميع اللبنانيين من دون استثناء، وربما المسلمين قبل المسيحيين”.
وأضاف: “الحقيقة أنني كنت أراجع بعض أقوال غبطة البطريرك، فوجدت أنه وبفترة من الفترات، صنع ميثاقا وطنيا لكل اللبنانيين بأسطر، أسطر قليلة، اسمحوا لي أن أتلو عليكم جزءا منها:
“الأوطان لا تحمل في الجيوب. من حمل وطنه في جيبه لا وطن له. ولكن من حمل وطنه في قلبه وارادته، فوطنه مهما توالت عليه الويلات فانه حي. لسنا بقوم ينوحون ويبكون على الأطلال. نحن قوم أحببنا الحرية، ومن دون الحرية لا يمكننا أن نعيش، نقولها بصراحة. لكن هذا لا يعني أننا لا نحب الاعتدال. نحن نكره التهور. وفي القضايا الوطنية يجب أن يكون هناك تعقل، يجب أن يكون هناك تبصر، ويجب أن نعرف أين نحن ذاهبون. وان مثلا تعرفونه يقول: “ساعد نفسك تساعدك السماء”. فلا ننتظرن المساعدة من أحد”
أليس هذا ميثاقا وطنيا؟
وأيضا، تكلم على السيادة بثلاث كلمات، حين سئل: متى، يا صاجب الغبطة، ستزور قصر المهاجرين؟
فأجاب: “أين يقع قصر المهاجرين؟”.
أليست هذه هي السيادة؟
ألم يقم غبطته بمصالحة الجبل؟
ألم يؤسس لاستقلال لبنان الثاني؟
ألم يقف الى جانب اتفاق الطائف؟
هذا هو البطريرك صفير.
قال عنه الرئيس رفيق الحريري: “كلام البطريريك هو بطريرك الكلام”.
وقالت عنه السيدة بهية الحريري ولقبته بـ”قديس الوحدة الوطنية”. وهذا ما نحتاج اليه اليوم، نحتاج أن يأتينا قديس للوحدة الوطنية”.
وتابع: “حين أسس للاستقلال الثاني في ظل الظروف الصعبة، في ظروف الاحتلال السوري للبنان، كان البعض يقول “موجة وبتمرق، كم يوم وبيزهق البطريرك، كم يوم وبينسى”. فكانت قرنة شهوان. وبعد ذلك، كان “لقاء البريستول” الذي اسس للاستقلال الثاني، والذي نفذ بدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.”
وختم: “لا نتمنى لغبطة البطريرك الا دوام الصحة والعافية وطول العمر. وأن يبقى منارة لكل اللبنانيين الشرفاء الراغبين في بناء وطن واستقلال.
ونتمنى لغبطة البطريرك الراعي، ونعرف مسؤولياته الجسيمة في هذه الظروف، أن يقويه الله ويدعمه لينجز ما يتمناه كل اللبنانيين”.
تقديم الطابع
ثم سلم الوزير الجراح الدكتور صفير نسخة من الطابع.