صحيفة البناء
قُبيل لقائه باسيل، التقى الحريري الرئيس بري في عين التينة قرابة ثلاث ساعات وتخلل اللقاء مأدبة غداء، بحضور خوري والنائب السابق باسم السبع ووزير المال علي حسن خليل. ودار الحديث حول موضوع تشكيل الحكومة والاوضاع الراهنة، وأبلغ الحريري بري بأنه سيلتقي باسيل اليوم. وقالت مصادر عين التينة لـ»البناء» إن «اللقاء كان إيجابياً وبحث في الوضع الحكومي حيث طلب الرئيس المكلف من بري المساعدة على تذليل العقد، لا سيما مع القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، وكان اتفاق بين الرئيسين على ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة نظراً للوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه البلد»، ولم يتم الدخول في تفاصيل العقد، بحسب المصادر بل «حثّ بري الحريري على التواصل مع باسيل ومختلف الأطراف لمحاولة تقريب المسافات والتوصل الى حل للعقد التي تواجه التأليف»، لكن المصادر لفتت الى أن «النتيجة المرجوة تتوقّف على لقاءات الحريري المقبلة، لا سيما مع باسيل»، وأوضحت أن «العقدة الأساسية هي مسيحية مسيحية أي بين التيار الوطني وحزب القوات اللبنانية، لذلك ستتركز لقاءات الحريري على كل من التيار والقوات للاتفاق على الحصص والحقائب لكل منهما».
وأشارت مصادر «البناء» الى أن «خشية الحريري من المناخ الحكومي السائد وتخندق الأطراف في مواقعها وشروطها، تكوّنت لديه قناعة بأنه يجب القيام بمروحة اتصالات ولقاءات جديدة في محاولة لتحقيق اختراق في جدار الأزمة». وأشارت المصادر الى أن «الحريري لن يزور بعبدا إلا إذا تكوّنت لديه رؤية كاملة للحكومة وذلك بعد جولة المفاوضات الجديدة».
وأكد الحريري بعد اللقاء أن «لقائي بري كان ايجابيا جداً. وبري مستعدّ للمساعدة وسأجري لقاءات أخرى ونأمل بلورة شيء ما في الايام المقبلة»، مضيفاً «لا احد يتدخل من الخارج في التأليف والمشكلة داخلية وتعنى بالحصص وأتمنى تعاون الجميع». وقال «سأزور بعبدا عندما أصبح جاهزاً لتقديم تركيبة»، معلناً ان «البلد لا يقوم الا بالشراكة وإذا أرادوا تحميلي مسؤولية التأخير فليفعلوا ذلك، ولكني أكبر المسهّلين وإذا رأوا ان الحل بتحريك الشارع فليكن». وإذ أكد «أنني طلبت المساعدة من الرئيس بري وآمل تليين الامور».
ورداً على سؤال عن الحقيبة السيادية التي تطالب بها القوات، قال الحريري: «ندرس الصيغ لنرى الحل الأفضل. فكل فريق يسعى للحصول على حصة إنما علينا التنبه الى أهمية الشراكة وعملنا أن نقنع الأفرقاء بهذا المبدأ».
كما فاتح بري الحريري بأنه يعتزم الدعوة الى جلسة لتشريع الضرورة فيما لو استمر التأخير بالتأليف، لكن الحريري تحفظ على ذلك مفضلاً انتظار تأليف الحكومة. وفي سياق ذلك أشارت أوساط التيار الحر لـ»البناء» الى «أن رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي يؤيدون دعوة بري»، مبدية استغرابها لرفض الحريري ذلك، مضيفة: «اذا كان الحريري ضد التشريع فلماذا لا يُسرع في تأليف الحكومة وهو أدرى العالمين بدقة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي وحتى الاقليمي، فلا يمكننا الانتظار الى ما لا نهاية». وقال النائب إبراهيم كنعان: «نحن مع تشريع الضرورة وواثق بأن الحريري مع القوانين التي تخدم مصلحة الدولة العليا، وتلك المرتبطة بماليتها واقتصادها وفقاً لاصلاحات موازنتي 2017 و2018 ومؤتمر سيدر».