استقبل رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط في المختارة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بحضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط واعضاء اللقاء وقيادة الحزب “التقدمي الاشتراكي” وحشد من المشايخ والاباء ورؤساء البلديات والاهالي.
والقى جنبلاط كلمة قال فيها: “باسمي وباسم المشايخ والقساوسة واللقاء “الديمقراطي” لقاء المصالحة والحزب ورؤساء البلديات والمنطقة واهلي اهل المختارة نستقبل اليوم شخصية فرنسية مرموقة الا وهي رئيس فرنسا السابق الرئيس نيكولا ساركوزي”.
واضاف: “عرفت المختارة منذ اكثر من مئة عام علاقات مميزة مع فرنسا حتى في ايام الانتداب الفرنسي وكانت صعبة آنذاك بعض ظروف الانتداب خاصة بعدما اندلعت الثورة الكبرى في سوريا، لكن نظيرة جنبلاط استطاعت بحنكتها قبل ان يتسلم كمال جنبلاط زمام الامور ان تبقي منطقة الشوف بأمان”.
وتابع: “كمال جنبلاط عرف شخصيات متعددة ومتنوعة فرنسية وتتلمذ في فرنسا ثم عاد الى لبنان لظروف الحرب العالمية الثانية ولكن آخر ما حاول أن يقوم به في العام 1976 مع الرئيس جيسكار ديستان عندما طالب بأن تتدخل فرنسا في لبنان من أجل السلام لكنه لم يستطع لأن المخطط الاكبر كان قد وضع ودخلت علينا سوريا آنذاك في الظروف المعروفة”.
وأضاف: “فرنسا كانت إلى جانبنا في أوج مطلبنا بالمحكمة الدولية وفي أوج ثورة الأرز وتذكرون انني في العام 2004 في ذكرى مولد كمال جنبلاط رفعتُ العلم الفرنسي وكيف كانت الحملة علي من قبل حلفاء سوريا وغيرهم وكان ذلك بعد شهرين من محاولة إغتيال مروان حمادة”.
وتابع: “بعد عامين في العام 2020 يحتفل لبنان بذكرى انشائه عندما جاء الجنرال غورو الى الشرق، وكل ما أتمناه أن نستطيع كلبنانيين أولا أن نحافظ على لبنان المتنوع المتعدد والديمقراطي والمزدهر وان لا نغرق في خلافات ربما قد تجرنا إلى الغاء لبنان الكبير وإنشاء سوريا الكبرى”.
واعتذر جنبلاط من ساركوزي عن عدم مرافقته إلى مهرجانات بيت الدين التي تحييها زوجة ساركوزي الفنانة العالمية كارلا بروني، قائلا “اننا في جو الحداد في الطائفة الدرزية في لبنان وفي جو قلق على مصير اكثر من 40 امرأة وطفل خطفهم داعش”.
من جهته، قال ساركوزي: “الأصدقاء الأعزاء، العزيز وليد جنبلاط، أود أولاً أن أتقدّم بالتعزية إلى الطائفة الدرزية التي فُجِعت مرة جديدة في هجوم مروّع وجبان. الدروز شجعان وأصحاب كرامة، ويُجيدون الدفاع عن أنفسهم. وما حلّ بإخوتكم وأطفالكم غير مقبول. أرجو أن تتقبلوا تعازيّ الحارة”.
واضاف “لبنان، حيث أتواجد الآن، ليس كسواه من البلدان. إنه رمزٌ للثقافة والتسامح والتنوع، هذا التنوع الذي شكّل مصدر غنى للشرق لسنوات طويلة، وقرون طويلة. يجب الحفاظ على هذا التنوّع باعتباره القيمة الأغلى لبلادكم. تنوّع الطوائف والأديان هو ثروة لبنان والشرق. من يريدون تدمير التنوع هم مَن يريدون تدمير الديموقراطية والأمل. التنوع ضرورة. لماذا يرتدي لبنان هذه الأهمية الكبيرة؟ لأنه بمثابة الباروميتر لمنطقة الشرق بكاملها. إذا كان لبنان ينعم بالسلام، فسوف ينعم الشرق بالسلام. وإذا كان لبنان في حالة حرب، إذا كان لبنان يعاني، إذا لم يكن لبنان موضع احترام، فسوف يتحمّل الشرق بأسره التبعات”.
واشار الى انه “لطالما وقفت فرنسا إلى جانب لبنان، وسوف تبقى إلى جانبه على الدوام، أياً تكن الظروف. للبنان الحق، شأنه في ذلك شأن أي بلد آخر، في أن يكون مستقلاً وحراً ومحط احترام وأن ينعم بالسلام”.
وختم “أخيراً، أودّ أن أقول لصديقي وليد جنبلاط، إنها عائلة جميلة لأنها عائلة من الشجعان، وقد ضحّت بدمائها ثمناً للحرية والاستقلال. أتأثّر لوجودي في هذه المنطقة من لبنان إلى جانبكم. هذا المساء، أيها العزيز وليد، لن أكون أنا صاحب الدور الأول، بل زوجتي. لكنها ساعدتني كثيراً عندما كنت رئيساً للجمهورية، ومن الطبيعي أن أساعدها وأدعمها اليوم. للبنان الحق في الاستقلال، وللنساء في لبنان، كما خارجه، الحق في المساواة في الفرص، وفي الحرية والاستقلال والاحترام. يسرني كثيراً، أنا الذي كنت رئيساً للجمهورية، أن أجلس الليلة في الصف الأمامي كي أصفّق للسيدة التي ستقف على المسرح. شكراً لكم على استقبالي”.
بعدها زار ساركوزي القصر وعقد خلوة من جنبلاط قبل جولة في اقسامه ووداعه من الحضور.