عقيص: لتنفيذ كل بنود “الطائف” واولها حصر السلاح بيد الدولة

عقيص: لتنفيذ كل بنود “الطائف” واولها حصر السلاح بيد الدولة
عقيص: لتنفيذ كل بنود “الطائف” واولها حصر السلاح بيد الدولة

فجأة، انتقلت المعركة الى قانون الانتخاب. وهل ينقص لبنان معارك وهمية وسط الازمات الحقيقية والمأسوية التي تتوالى على رؤوس اللبنانيين، واولها الازمة الاجتماعية غير المسبوقة.

وفيما يتجه مجلس النواب الى عقد جلسة للجان المشتركة اليوم، بدعوة من الرئيس نبيه بري، فتح سجال قديم – جديد حول قانون الانتخاب، وتحديدا حول الدائرة الانتخابية الواحدة.

وما هو لافت ان هذه ” المعركة” ليست بمستجدة ابدا، اذ ان بري يثابر على الدعوات المتتالية الى جلسات اللجان المشتركة، ولو بطريقة متقطعة، لدرس قانون الانتخاب والبحث في اقتراحات ثلاثة هي الان على جدول الاعمال.

اذ انه في 10 تشرين الأول الفائت، أي قبل نحو شهر ونصف، عقد جلسة مماثلة للجان المشتركة. ويومها، تجلّى ما يمثل “بالشراكة العفوية” بين تكتل “لبنان القوي” وتكتل “الجمهورية القوية”، في تنسيق غير محضرّ بين التكتلين. وانضم اليهم عدد من النواب من كتل نيابية اخرى، كنقولا نحاس وهادي حبيش.
يومها، دار نقاش عمومي، متشعب وفضفاض، حول مفهوم الدائرة الواحدة ومجلس الشيوخ والتمثيل النيابي العادل، من دون ان يلامس أي تفصيل او محور عملي يمكن ان يفضي الى شيء ملموس. وكأنه كان حوار “كل شيء” من اجل لا شيء.

ولم تكن تلك الجلسة يتيمة، بل كانت سبقتها جلسة أولى عقدت قبل عام، وقبيل اندلاع الحراك الشعبي في 17 تشرين الاول 2019، وللغاية نفسها، لا بل وسط النتيجة نفسها، او بالأحرى : “اللا – نتيجة”.

معنى ذلك، ان هذه “المعركة” المستجدة ليست بالمفاجئة، ان وضعناها في اطارها الروتيني – الدوري.

اللافت ان المعركة غالبا ما ترتدي “الثوب الطائفي” فتنقسم الاتجاهات العمودية والافقية الى اتجاهات طائفية، ويفرز المسيحيون والشيعة والسنّة.
أجواء كتلة “التنمية والتحرير” ترفض أي سجال غير مبرر حول قانون الانتخاب او جلسة اللجان، وهي تنطلق من مبدأ ان “كل نقاش مبرر ديموقراطياً، فكيف اذا كان حول مسألة أساسية – تكوينية وهي قانون الانتخاب”.

وهي تؤكد انه “لا يجوز ترك مسألة البحث في قوانين الانتخاب الى اللحظة الأخيرة، كما جرت العادة في المرات السابقة، بل ان مسألة جوهرية بهذا الحجم ينبغي ان تأخذ مجراها في النقاش والبحث والدرس، وفي المكان المناسب، أي تحت قبة البرلمان”.
وتلفت الى ان “كل هذه الضجة غير مبررة”.

على خط مواجه، المعادلة معاكسة تماما لدى “القوات اللبنانية”. وفيما بحث اجتماع تكتل “الجمهورية القوية” بالأمس مطولا في مسألة قانون الانتخابات، واكثر حصرا في الدائرة الانتخابية الواحدة، فصلّ عضو التكتل النائب جورج عقيص موقف “القوات” بشكل تفصيلي، وقال لـ”النهار”، “التوقيت غير ملائم ابدا الان، نظرا الى الأولويات المعيشية التي تفرض نفسها، والتأخر في تشكيل الحكومة، فان العمل ينبغي ان يصب في اتجاه اخر. ثم هل ينقصنا خلافات كي نزيد الخلاف حول قانون الانتخاب”.

لا ترى “القوات” ان ثمة حاجة الى ذلك الخلاف في الظروف الراهنة، وهي بموقفها الرافض، تريد تصويب الأولويات اليوم عبر التوجه الى الإسراع في تأليف حكومة تستطيع ان تجلب للبلاد مساعدات، وتخرجنا من الازمة المستفحلة والسير لاحقا بانتخابات مبكرة لاستعادة الشرعية الشعبية. وبمعزل عن نقاش قانون الانتخاب الان في ظل ظروف اكثر من قاسية، معيشيا وسياسيا وامنيا، فان رفض “القوات” و”التيار الوطني الحر” معا هو مضاعف، بسبب رفضهما الشرش للدائرة الواحدة.
يعلّق عقيص، “هذا الاقتراح يلغي اهم ميزة في القانون الانتخابي الحالي وهي صحة التمثيل، بحيث انه يفقد تمثيل كل العائلات الروحية”.
وفيما يستبعد عقيص مقاطعة “القوات” لجلسة اللجان اليوم، فانه يترك هامش التحرك مفتوحا، قائلا، “ربما مقاطعتنا تأتي في وقت لاحق”.

والى جانب الرفض المطلق للدائرة الواحدة، لا يقل طرح انشاء مجلس الشيوخ من شدة الخلاف، و”القوات” ترى انه “لا بد أولا من البحث في أساس الدعوة الى انشاء مجلس الشيوخ، لكون المادة 22 من الدستور تحدد ان يتزامن انشاء المجلس مع انتخاب اول مجلس نواب من خارج القيد الطائفي، وبعد تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، المحددة في المادة 95 من الدستور. من هنا، ثمة مسار واضح لانشاء مجلس الشيوخ، ولا يكفي القول اننا نريد تطبيق اتفاق الطائف عبر انشاء مجلس الشيوخ. ثم هل تم البحث في صلاحيات مجلس الشيوخ ودوره قبل البدء بانشائه؟ ام ان اللبنانيين يحتاجون الى مزيد من تضارب الصلاحيات وتقاسم النفوذ؟”.

ويتدارك عقيص، “نحن مع تنفيذ كل بنود الطائف، واولها تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة وحدها”.
اذاّ هي معركة عابرة فتحت حول قانون الانتخاب، في وقت عابر لا مبرر له ولا فاعلية، وليس السجال سوى مزايدات لن تقدّم ولن تؤخر، والاهم انها لن تطعم اللبنانيين الجائعين ولن تشفي المرضى الذي يصارعون للحصول على دوائهم، في زمن عصيب… لا بل مقيت.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان