أخبار عاجلة

المعارضة متَّهمة بـ 'الخيانة'... فهل 'تتّحِد'؟!

المعارضة متَّهمة بـ 'الخيانة'... فهل 'تتّحِد'؟!
المعارضة متَّهمة بـ 'الخيانة'... فهل 'تتّحِد'؟!
لم يخالف رئيس الحكومة حسّان دياب، في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، عادته التي دأب عليها منذ أسابيع، فكرّر اتهام "مجهولين" بالتصويب على حكومته، وصولاً إلى حدّ عرقلة مساعدتها عربياً ودولياً، وهو ما وصفه بـ "المُخجِل والمعيب".

ومع أنّ دياب، جرياً على العادة أيضاً، لم يقدّم أدلّة حسّية أو ملموسة لاتهاماته، التي ارتقت هذه المرّة لمستوى "الخيانة الوطنية"، فإنّه لم يعمد كذلك إلى تسمية هؤلاء "المجهولين"، ربما وفق قاعدة أنّ "القاصي والداني يعرفانهم"، كما يردّد دوماً.
وإذا كان الرجل قصد باتهاماته جلّ معارضيه، بالجملة وبالمفرّق، فإنّ علامات استفهام تُطرَح حول كيفية تلقّف المعارضة لاتهامات دياب القديمة-الجديدة، وما إذا كان يمكن أن تشكّل "دافعاً" لها لتتجاوز "حساسيّاتها"، وتتّحِد في وجه الحكومة...

قراءة واحدة؟!

تكاد تكون القراءة واحدة في أوساط المعارضة لكلام رئيس الحكومة الأخير، والذي رفع فيه السقف إلى حدّه الأعلى مع معارضيه، وهي تنطلق من أنّ الرجل يحاول "القفز إلى الأمام" عبر رمي الكرة في ملعب الآخرين، وبالتالي تحميل هؤلاء مسؤوليّة "عجزه وتقاعسه".

وفي هذا السياق، لا ترى مصادر مُعارِضة في هجوم دياب الأخير، من منبر مجلس الوزراء، سوى "نسخة جديدة" من الخطاب الذي يلجأ إليه كلّما شعر بعمق الأزمة التي يتخبّط فيها، وتأكّد له غياب أيّ أفقٍ جدّي للحلّ، بعيداً عن "بصيص الأمل" الذي يسعى إلى "تضخيمه" إعلامياً، لعلّه ينجح من خلاله بتحقيق بعض المكاسب الآنية.

بالنسبة إلى هؤلاء المعارضين، فإنّ كلام دياب الأخير لا يشذّ عن هذه القاعدة، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ "العزلة" التي يعانيها رئيس الحكومة منذ وصوله إلى السراي، بعدما اصدم بـ "قطيعة" معظم الدول "الصديقة"، على خلفية طريقة وصوله، وبعدما اقتنع بأنّ "الليونة" التي سُجّلت في الأيام الماضية، على المستوييْن العربيّ والدوليّ، لم تكن سوى لـ "فرملة" اندفاعته شرقاً، من دون أن تترجَم ضخّ أموال أو ودائع، خلافاً لما أشيع.

كلٌ يغنّي على ليلاه...

ومع أنّ الاتهام الذي وجّهه دياب إلى معارضيه بـ "الخيانة" لا يفترض أن يمرّ مرور الكرام، وهو الذي يستوجب المساءلة القانونيّة، لو صحّ، فإنّه يبقى برأي معارضيه، مجرّد "حبرٍ على ورق" حتى يثبت العكس، خصوصاً أنّ دياب بإصراره على "تجهيل الفاعل" أفقد هجومه كلّ الجوهر الذي بُني عليه.

ولكن، ألا يُفترض أن يكون هذا الهجوم "دافعاً" لقوى المعارضة، الرئيسيّة منها على الأقلّ، لتعدّل "تكتيكاتها"، وتتّحِد في المواجهة بما يمكن أن يشكّل ضغطاً جدّياً على الحكومة ورئيسها؟

هنا، يفصل المعارضون بين المنطق والواقع، فبحسابات الأول، هذا "الاتحاد" ضروريّ منذ اليوم الأول، بما يمكن أن يشكّل من "قوة ضغط" على الحكومة، ولكن أيضاً "قوة مساندة" بين أطياف المعارضة نفسها، التي وُضِعت في أكثر من محطة، في قفص الاتهام، وحُمّلت كامل مسؤولية العجز الحكوميّ المتمادي.

ولكن، على أرض الواقع، تبدو الصورة مختلفة كلياً، حيث يمكن اختصار المعادلة بالمقولة الشهيرة: "كلٌ يغنّي على ليلاه". وفي هذا السياق، تقرّ أوساط المعارضة نفسها باستمرار التباينات الواسعة بين أطيافها، حيث تتفوّق "الشخصنة" على ما عداها. ولعلّ استمرار العلاقة المتأرجحة بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية"، خصوصاً بعد تغريدة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الشهيرة تحت عنوان "بونجور حكيم"، خير دليلٍ على ذلك، على رغم الاتصال الذي سُجّل بين الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع، وبقي "يتيماً" وفق ما يجزم العارفون.

باختصار، لا توحي المعطيات بأيّ تغيير "جذري" على المعادلة. السلطة "المستسلمة" مستمرّة في "القفز إلى الأمام"، لإدراكها أنّ هذه الطريق أسهل من طريق "الإصلاحات" التي عجزت عن سلوك دربها. أما المعارضة، ولو كانت تقول إنّ "التنسيق" في ما بين مكوّناتها موجود، فعاجزة عن تجاوز خلافاتها، وربما "أجنداتها" المتباينة، ما يجعل الأمور تراوح مكانها حتى إشعارٍ آخر، لا أحد يمكنه أن يتكهّن بموعده...

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى