آمال خليل – الاخبار
لم تنته تداعيات زيارة الرئيس سعد الحريري لقرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون. الاحتجاج الذي عبر عنه النائب وائل أبو فاعور بقوله إن الدخول إلى البيوت يكون من أبوابها لا من نوافذها، في إشارة إلى تعمد الحريري تنسيق زيارته لحاصبيا مع النائب طلال أرسلان وتجاهل أبو فاعور، تبين أنه يعكس موقف النائب وليد جنبلاط الذي أبلغ المقربين منه استياءه البالغ من جولة الحريري في حاصبيا والعرقوب لشدّ عصب مرشح تيار المستقبل عن المقعد السني في دائرة الجنوب الثالثة عماد الخطيب. وعلّقت أوساط جنبلاطية على الاستقبال الذي أقامه أرسلان في السرايا الشهابية في حاصبيا وإصراره على أن يزور الحريري خلوات البياضة للموحدين الدروز بالقول إن هناك من يتعمد تجاوز الخطوط الحمر بمدّ يده إلى البيت الدرزي. فيما سألت أوساط سياسية ما إذا كان جنبلاط سيرد، ليس مباشرةً، بل بتلبية الدعوة المتكررة إليه لزيارة مدينة طرابلس من صديقه الرئيس نجيب ميقاتي ومرشّح «الحركة الوطنية» في دائرة الشمال الثانية توفيق سلطان والصديق التاريخي لآل جنبلاط المرشح عن المقعد الماروني جان عبيد.
في غضون ذلك، لم يهنأ المرشح عن المقعد السني في دائرة الجنوب الثالثة عماد الخطيب، بزيارة الدعم الحريرية للعرقوب، ولا سيما مسقط رأسه شبعا. فبعد أقل من 24 ساعة على الزيارة، أصيب الخطيب بأزمة قلبية، استدعت نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، ومن ثم نقله إلى أحد مستشفيات صيدا لاستكمال العلاج، علماً بأن الخطيب الذي توّجه الحريري مرشحاً عن تيار المستقبل ضمن لائحة «الجنوب يستحق» المدعومة من التيار الوطني الحر و«المستقلين»، لعب دوراً بارزاً في التحضير لجولة الحريري الأولى من نوعها في حاصبيا ومرجعيون والعرقوب.
بدوره، نجا رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وأعضاء لائحة «الجنوب يستحق» من أزمة من نوع آخر. فالجولة الانتخابية التي بدأها باسيل من النبطية وأنهاها في بنت جبيل، لم تمرّ على خير. كانت البداية من خلال تجمع مناصرين لحركة أمل في مدينة النبطية بانتظار وصول موكب باسيل إلى منزل مرشح التيار عن المقعد الشيعي في النبطية مصطفى بدر الدين. رفع الحركيون أعلام «أمل» وصور الرئيس نبيه بري في محيط منزل بدر الدين، مطلقين العنان لأبواق سياراتهم ودراجاتهم. الخشية من أن يتطور الاعتراض على زيارة باسيل، دفع المنظمين إلى اختصار أمد الزيارة (خمس دقائق).
كذلك، نزعت الرايات البرتقالية التي رفعت على شرفة مكتب التيار الوطني الحر في بلدة حبوش المجاورة للنبطية، وذلك بعد ساعات قليلة من افتتاح المركز. هذه الاستفزازات المتبادلة في «دائرة الجنوب الثالثة»، توّجت في بلدة رميش أكبر البلدات المسيحية في قضاء بنت جبيل. من هناك، أطلق باسيل سلسلة مواقف استوجبت ردوداً من نواب أمل في بنت جبيل ومن رئيس بلدية رميش، خصوصاً في ضوء ما نقل عن باسيل بشأن اشتراطه على أهالي البلدة حصولهم على خدمات الوزارات التي يسيطر عليها وزراء التيار بالتصويت للائحة «الجنوب يستحق».