يخلع سعد الحريري في البقاع الغربي كرافاته السوداء ويرميها لجمهوره أثناء اعلانه لائحته هناك، ومعها يخلع الحريري عنه وعود الـ ٢٠٠٩ ويرميها في الليطاني الملوث. ثم يلبس عباءة الوعود الجديدة وجمهوره، يصدّق ويصفّق.
لم يصدُق سعد الحريري يوما في وعد رماه على البقاعيين، وعدهم بالمدارس والجامعات والمنح الدراسية، فبنى جامعة واغلقها. ما من منح قدمت للطلاب ولا مساعدات مادية تراعي اوضاعهم. وأما ان كنت تريد الحصول على حسم ال ١٠% فأنت مرغم بكسب رضى بهية الحريري في صيدا. الى ان وصلت المواصيل بهم ان بقي الاساتذة وحدهم في الجامعة، بلا طلاب. اغلقوا الجامعة وفشلوا.
وعد يوما أن نهر الليطاني له الحصة الاكبر من العمل الدؤوب والحل بات قرييا. وها هم ثلاثة عشر سنة مرّوا على أول وعد تلقوه أهل البقاع، وحال الليطاني إلى تأزّم وتلوّث وزيادة في الضرر. قالوا أن محطات التكرير ستباشر عملها في اول شهر في السنة، ولكنهم لم يقولوا اي سنة. ربما في ٢٠٩٩.
وعد بتأمين فرص عمل، وأن يكون للبقاعيين معامل ومصانع وأن يدعم الزراعة. ولكنه كان موسم زراعة الكمون، فكان الوعد على هوى الموسم. لا مصانع ولا معامل وحال المزارعين الى أسوء. يدري سعد الحريري جيدا أن البقاعيين بغالبيتهم يعتاشون من الزراعة، ومن ثلاثة عشر سنة الى اليوم لا يحرك لهم ساكنا! فيمنّنهم بدعم القمح، أمره مضحك، أنت مجبر يا عزيزي ان تدعم القمح، مرغم بذلك انت وحكومتك.
ثم يخرج على اهل البقاع ظاهرة المستقبل، ينام في بيوتهم، يضيف القهوة عنهم، يعدهم أن البقاع الغربي سيكون مركزا سياحيا لأهالي المريخ، ويخبرهم انه سيجلب لهم سكان عطارد ليصطافوا في رحابهم، يستلقي على الأريكة وفي فمه نبريش النرجيلة، يحدثهم ويضحك في سره، ستنتهي الإنتخابات وأعود اليكم بعد اربعة سنين، لأخبركم أن أهالي المريخ وعطارد لم يأتوا لأجل الحفاظ على المصلحة الوطنية. فتصفقوا لي.
فقد تيار المستقبل برمّته المصداقية عند أهالي البقاع، فما من شيئ جدّي يعملون عليه لأجلهم. إن قضايا اهالي البقاع كثيرة وهم لا يريدون حلّها كلها. فنبدأ بمعمل السكر الى زراعة الشمندر ونهر الليطاني والنفايات، ثم نصل الى معمل السيراميك والطرقات الرديئة جدا وأوتوستراد ضهر البيدر المعتم والأوتوستراد العربي، وننتهي بالبنى التحتية ودعم الزراعة والصناعة والتعليم.
لربما لو صدق يوما سعد الحريري ونوابه في البقاع، من زياد القادري الى جمال جراح وعاصم عراجي بأحد الوعود ولا نقول كلها، لكانت شعبيتهم مختلفة عن اليوم. فلسان حال البقاعيين يقول، خذوا السياسة انقعوها واشربوا مياهها، نريد من يعمل على قضايانا ويبني لنا المدارس والجامعات، نريد من يؤمن لنا فرص العمل، نريد القول والفعل، لا من له مكتب هنا من ٢٠٠٥ لا نراه الا نهايات الاسبوع، اننا لا نريد من له ثلاثة عشرة سنة نائبا لم نرى خيره. نريد وجوها جديدة.