أخبار عاجلة

'تيتي تيتي'

'تيتي تيتي'
'تيتي تيتي'
كما كان متوقعًا لم يدخل لقاء "اهل البيت" أمس في بعبدا إلى جوهر الأزمة، التي تحدّث عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وكأنه أراد أن يستبق "لقاء بعبدا" ليقول للجميع إن لبّ المشكلة ليست كما يريد بعض المسؤولين تصويرها أو الإيحاء بها، بل هي في حيثياتها، وكما بدا من خلال ما أدلى به، في مكان آخر، وهو مرفوض من غالبية الذين إجتمعوا بالأمس، والذين يعتبرون أن التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية الداخلية وفي خصوصية اللبنانيين، هو المشكلة بحدّ ذاتها، لأن "حزب الله" هو جزء أساسي من منظومة التركيبة اللبنانية المعقدّة، وبالتالي لا يمكن فصله عن الحياة السياسية، لأنه موجود، وبقوة في مجلس النواب على أساس إنتخابات أفرزت، ولو بشكل مغلوط، إرادة الناس ومزاجها العام، وبالأخص في البيئة التي ينتمي إليها الحزب.

وكما بات معلومًا لدى القاصي والداني فإن من شأن تقدّم المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وبين إيران من شأنه أن ينعكس إرتياحًا على الساحة اللبنانية، وقد يكون العكس أكثر من صحيح واقرب إلى الواقع من أي شيء آخر، خصوصًا في ظل تنامي القدرات الذاتية لدى "حزب الله"، الذي أصبح لاعبًا اساسيًا في المعادلة القائمة في الإقليم، بعدما دخل، وبقوة، على الساحة السورية، وأثبت أنه قادر على المناورة، من حيث ما يملكه من إمكانات عسكرية أعادت منظومة توازن الرعب بين لبنان الرسمي الحاضن للمقاومة وبين إسرائيل، حيث تتجه الأنظار في هذا الوقت بالذات إلى مفاعيل "صفقة القرن" وضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، وما يمكن أن تشكّله هذه الخطوة من إنعكاسات يرى بعض المحللين أنها ستكون عبر تسخين الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة.

وبعيدًا عن هذه النظرة الشمولية لطبيعة الأزمة اللبنانية المرتبطة قدرًا بأزمة المنطقة، فإن اللبناني العادي الذي يتطلع إلى غده لا يهمه من كل هذا سوى أنه لم يعد بمقدوره أن يؤّمن معيشته إلا بشق النفس، وهو كان يتطلع إلى ما يمكن أن يخرج من"لقاء بعبدا"، على رغم يقينه الأكيد أن لا حلول سحرية ستخرج من لقاء "اهل البيت"، لأن "دود الخلّ منو وفيه". والدليل أن الحكومة، التي إجتمع أولياؤها بالأمس، لم تقدم على اي خطوة قد يُشتّم منها رائحة إصلاحية، وهي تكتفي بالبكاء على الأطلال ورمي المسؤولية عن كاهلها وإلقائها على غيرها "الذين لسنا منهم".

حال الحكومة ومن وراءها كحال إحدى السيدات البشعات جدًا، والتي ذهبت إلى مصففة الشعر طمعًا بأن تخرج من عندها وقد تغيرّت ملامحها، وقالت لها أريد أن ابدو جميلة، فقالت لها: شو بدّا تعمل الماشطة بالوجوه القاشطة".

فمهما تعدّدت وتنوعت "الماشطات" ومهما تنقّلت بين بعبدا والسراي الحكومي فإن وجه هذه الحكومة سيبقى "قاشطًا"، ولن تنفع معه كل مساحيق التجميل، ومهما تناوب على تمشيطها أمهر مصففي الشعر، وهي لن تجود على رغم ما يحاولون إلباس العود.

فكما دخل المدّعوون إلى "لقاء بعبدا"، وهم أصلًا لا يحتاجون إلى دعوة لأنهم من أهل البيت، هكذا خرجوا، مع ترداد اللبنانيين، الذين خاب أملهم، "تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى