حوار بعبدا... 'السحر ينقلب على الساحر'؟!

حوار بعبدا... 'السحر ينقلب على الساحر'؟!
حوار بعبدا... 'السحر ينقلب على الساحر'؟!
مع اعتذار رؤساء الحكومات السابقين عن المشاركة في حوار بعبدا المفترض الخميس المقبل، ما أفقده برأي معظم المراقبين، الميثاقيّة الوطنيّة المحصّنة له، طُرحت علامات استفهام في الأوساط السياسية عن "مصير" الحوار برمّته، وما إذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون سيلجأ إلى تأجيله أو حتى صرف النظر عنه، باعتبار أنّه "دُفِن في المهد".

ولعلّ ما يعزّز هذه النظرة "السلبيّة"، حتى في نظر الدوائر الرئاسية نفسها، أنّ الهدف المنشود من الحوار انتفى بغياب خصوم "العهد" الأساسيّين، إذ إنّ اللقاء الذي أراد الرئيس عون أن يكون وطنياً شاملاً لحلّ الأزمات المتفاقمة، وبالتالي لـ "تعويم" الحكومة والعهد بشكلٍ أو بآخر، تحوّل إلى عنصر "تأزيم" بحدّ ذاته، لم ينجح حراك رئيس مجلس النواب نبيه بري المكثّف في التقليل من وقعه.

وما زاد الطين بلّة تمثّل في موقف "اللقاء التشاوري" الذي أنشئ أصلاً لدعم "العهد" نتيجة "الطلاق" مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتيار "المستقبل"، فإذا به يلاقي رؤساء الحكومات السابقين بشكلٍ أو بآخر، ولو بعنوانٍ مناقضٍ، هو رفض حصر "الميثاقية السنية" بهم، علماً أنّ موقف "اللقاء" الذي "تريّث" في إعلان قراره النهائي لجهة المشاركة، وُظّف من الكثير من خصوم "العهد" على طريقة "الشماتة"، وإن بدت مشروعة.


وتشير المعطيات المتوافرة إلى أنّ "الاعتذارات" ستتوالى خلال الساعات المقبلة، ليكون رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط المشارك الوحيد على الأرجح من صفوف المعارضة، انسجاماً مع جو "المصالحات" التي ينشط على خطها هذه الأيام، علماً أنّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يبدو متحمّساً بدوره للمشاركة، بخلاف موقفه في اللقاء الاقتصادي الأخير، بسبب غياب جدول أعمال واضح للقاء.

وأبعد من ذلك، ثمّة من يعتقد أنّ مسؤولية إفشال الحوار تقع على عاتق الفريق الرئاسيّ قبل غيره، إذ أنّ عون لم "يتسرّع" فحسب بالدعوة إلى الحوار، قبل "ضمان" حجم المشاركة فيه، مكرّراً بذلك خطأ اللقاء الوطنيّ الماليّ الأخير، بل إنّه لم يؤمّن "المقوّمات" المطلوبة لإنجاح الحوار، بدليل المؤتمر الصحافي الأخير لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، والذي لم يوفّر أياً من خصومه من الهجوم، ما جعل الكثير من المتردّدين يحسمون موقفهم سلباً.

وفي وقتٍ يُنتظَر صدور موقفٍ عن قصر بعبدا في الساعات المقبلة، لجهة تثبيت الحوار إو إرجائه، فإنّ "تبايناً" يُسجّل على مستوى هذه المقاربة بين وجهتي نظر، الأولى ترى أنّ التأجيل يبقى "أهون الشرّين"، ريثما تنضج الظروف الملائمة للحوار، فيما تعتبر الثانية مثل هذا التأجيل مؤشّراً إلى "ضعفٍ"، وكأنّ عون يمنح معارضيه حقّ "الفيتو" على دعوته، فيما الحريّ به تحميل معارضيه مسؤوليّة عدم تلقف المبادرة.

"السحر انقلب على الساحر"... بهذه العبارات، يختصر البعض المسألة، فالحوار الرئاسيّ المزمع عقده تحوّل من "نعمة" إلى "نقمة"، خصوصاً أنّ أقصى المأمول منه لم يكن أكثر من صورة "جامعة" يبدو "العهد" بأمسّ الحاجة إليها في هذه الفترة الحَرِجة...

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى