أخبار عاجلة
سام ألتمان يتوقع نقلة نوعية مع نموذج GPT-5 القادم -
إنّما لصبر بوتين حدود! -

مذكّرات أمين الجميل تأريخٌ 'لأصعب مرحلة من تاريخ لبنان'

مذكّرات أمين الجميل تأريخٌ 'لأصعب مرحلة من تاريخ لبنان'
مذكّرات أمين الجميل تأريخٌ 'لأصعب مرحلة من تاريخ لبنان'
مذكرات الرئيس الشيخ أمين الجميل "الرئاسة المقاومِة" تشبهه من حيث التوثيق والدّقة والتفاصيل، وهذا ليس بجديد على رجل سبق عصره منذ سنوات طويلة عندما اسّس مركز الابحاث والتوثيق "بيت المستقبل"، فكان نسخة عن شخصيته، التي إكتسب بعضًا منها من خاله الشيخ موريس، وطبعته ببصماتها مدرسة الشيخ بيار الجميل، مؤسس حزب الكتائب المعروف بتنظيمه وإنضباطيته. مع الإشارة إلى أن "غوغل" أصبح بعد سنوات طويلة نسخة متقدمة عن تجربة "بيت المستقبل".

هذه المذكرات بأهميتها، من حيث تبويبها وفق تسلسل الأحداث زمنيًا، تُعتبر الأكثر جدّية وموضوعية لتأريخ حقبة من تاريخ لبنان، "هي اصعب مرحلة من تاريخ لبنان الذي كان على المحك، كيانًا ووجودًا"، على ما جاء في كلمة الرئيس الجميل في مقدمة الكتاب.

بين دفتي الكتاب المقسّم إلى خمسة اقسام: المسار الصعب (1970 – 1982)، إسرائيل: السيادة المهدّدة (1982 – 1984)، سوريا: محنة الإستقلال (1984 – 1988) ، الرئاسة المكلفة (1988)، عبور الصحراء (1988 – 2000)، يكتشف القارىء "الحقبة التي عهد إليّ اللبنانيون مصير الوطن، بذلت أقصى جهدي، بالإمكانات المتوافرة لديّ آنذاك، لإنقاذ الأساس، وهو الحفاظ على الكيان والدور".


فهذا الكتاب – المذكرات، الذي يقع بـ 416 صفحة من الحجم الكبير، هو "جزء من أرشيف نجحت في المحافظة عليه بصعوبة وجهد كبيرين على رغم الظروف المعاكسة وتنقّله من مكان إلى آخر، وحتى من بلد إلى آخر، حرصًا على ذاكرة هذه الحقبة التي هي جزء لا يتجزأ من ذاكرة الأمة".

وتضمن القسم الأول: المسار الصعب (1970 – 1982) 13 بابًا، وهي: طريق المنفى، المراهقة والمسؤولية، الإلتزام، الضيافة المعاقبة،إتفاق القاهرة، رئاسة 1970، السنة المرعبة، الخطوط الحمر، الحريق، الحدود المرسومة بالدم،"سلام الجليل" أو حرب الخداع، إغتيال الأمل، صبرا وشاتيلا أو الخلاص المستحيل.

وتضمن القسم الثاني: إسرائيل: السيادة المهددة (1982 – 1984) 6 أبواب، وهي: جمهورية بلا اسرار، بيروت الكبرىن الإتفاق المستحيل مع إسرائيل، المبادرة السعودية، مجزرة جنود السلام.

وتضمن القسم الثالث: سوريا: محنة الإستقلال: (1984 – 1988) 8 ابواب، وهي: 6 شباط 1984، إلغاء الإتفاق مع إسرائيل، القناع السوري، حرب المخيمات، إنقلاب "القوات اللبنانية"، الإتفاق الثلاثي، قتلوا رشيد كرامي، الوهم الميركي.

وتضمن القسم الرابع: الرئاسة المكلفة (1988) 3 أبواب، وهي: سباق الرئاسة، الوداع في بعبدا، طريق المنفى.

أما القسم الخامس فتضمن: 3 أبواب، وهي: البيت النازف، الكدطائف أو لبنان المستتبع، والعودة.

هذا الكتاب – المذكّرات "هو أولًا وأخيرًا، وعن حقّ، شهادة صمود ومقاومة للتاريخ أولًا، وللحاضر ثانيًا، كما للمستقبل وهذا ما يحملني على القول إنني كنت على رأس الرئاسة المقاوِمة".

وعلى رغم ما يحفل به هذا الكتاب من أحداث ووقائع، لم تكن كلها إشراقًا، بفعل "ما شهده لبنان في عقد الثمانينات من القرن الماضي أوسع النزاعات الإقليمية والدولية على أرضه"، فإن ما ختم به الرئيس الجميل هذا الكتاب تحت عنوان "رؤية لغد أفضل" يؤكد أن الحاجة "إلى الإتعاظ من الماضي القريب والبعيد، من إخفاقاتنا ونجاحاتنا، من رهاناتنا الخاطئة والصائبة، من خياراتنا الواقعية والوهمية، من أجل إجراء مراجعة عميقة مع الذات ومصالحة حقيقية مع إنتمائنا إلى وطننا".

وبما يشبه الخلاصة لتجربة سياسية طويلة يخلص الرئيس الجميل إلى "رهان يبقى وسيبقى على شعب لبنان المتشبّث بأرضه ويقاوم إقتلاعه منها ويواجه بإستمرار كل الإحتلالات الأجنبية ويتمسك بالعيش المشترك متسلحًا بإرادته الوطنية وحرياته وتقاليده. وثقتي أن الشعب الصابر على وجعه سينتفض، كما كل مرّة، لحماية وطنه."

"الرئاسة المقاوِمة" ليس كتابًا عاديًا يُقرأ مرّة واحدة، بل هو مرجع لكل سياسي يريد ألا يقع الوطن في مطبات سبق له أن وقع فيها. إنه كتاب إسترشادي. إنه بوصلة للوصول إلى الشاطىء الأمين.

قد تؤيد السياسة التي إنتهجها الرئيس الجميل أو تعارضها، لكن لا يمكن لأحد أن ينكر أن الرجل، في كل مراحل حياته السياسية، لم يعمل إلاّ وفق قناعاته، ووفق المصلحة الوطنية، التي ترجمها يوم إغتيال نجله بيار عندما دعا إلى ضبط النفس وإلى الصلاة، بدلًا من الإنفعالات الغرائزية.

هذه هي الصورة الحقيقية للوجه الحقيقي للرئيس الجميل، الذي لم يشأ أن يبادل الحملات التشويهية، التي تعرّض لها إبان رئاسته، بالدفاع عن نفسه، وهو حاول من خلال هذا الكتاب – الوثيقة، وما يحتويه من وثائق تاريخية، أن يردّ على هذه الحملات، بالوثائق والبراهين، ولو بعد حين.

هذا الكتاب ينصف الرئيس الجميل، الذي تحمّل بصبر وعناد ما لم يتحمّله غيره، وهو فضّل حكم التاريخ على حكم الحاقدين والمزورّين للتاريخ، الذين يحاولون تشويه الحقائق والوقائع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى