أخبار عاجلة

ما قصّة 'الغرف السوداء'؟

ما قصّة 'الغرف السوداء'؟
ما قصّة 'الغرف السوداء'؟
لجوء السلطة إلى "نغمة" الغرف السوداء، "حيث تفبرك الأخبار"، ليست جديدة في الحياة السياسية، إذ غالبًا ما كنا نشاهد هذه السلطة، في مختلف المراحل، تلجأ إلى هذا الأسلوب في وجه معارضيها، إما لتبرير فشلها وإما لمحاولة تسجيل نقاط في مرمى هذه المعارضة، التي هي ملازمة للسلطة، في كل الأزمنة، إذا غالبًا ما شهد العمل السياسي قيام معارضات في وجه السلطة القائمة.

ما شهدته جلسة مجلس الوزراء ما قبل الأخيرة، وبالأخص في كلام رئيسي الجمهورية والحكومة حول الحديث عن "غرف سوداء" أعطى إنطباعًا أوليًا أن ثمة مأزقًا سياسيًا تعيشه السلطة السياسية اليوم، وهي تحاول تغطية السموات بالقبوات، في مسعى منها لتحميل كل من يعارض نهجها مسؤولية تدهور الوضع وتبريرًا لعدم إستطاعة الحكومة القيام بأي إنجاز سوى ما نسمعه يوميًا على لسان رئيس الحكومة حسّان دياب ووزرائه، الذين يحاولون التلطي وراء مقولة "ما عم يخلونا نشتغل"، وهي مقولة منحولة عن وزراء "التيار الوطني الحر"، الذين توالوا على تسلم عدد من الوزارات منذ العام 2009 حتى اليوم.

وإتهام "الغرف السوداء" بفبركة الأخبار المتعلقة بقرب تغيير حكومي لم يكن ليأخذ هذا الحجم من الإهتمام من قبل كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لو لم يكن ما يكتب ويذاع مستندًا إلى بعض الوقائع والحقائق المقرونة بشواهد من "أهل البيت" أنفسهم، الذين يتسابقون على تسريب الأخبار المتعلقة بخلافات داخلية. ولعل مقاطعة وزيري تيار "المردة" جلسات مجلس الوزراء لمرتين سوى الدليل القاطع إلى حدّة الخلافات القائمة بين الوزراء أنفسهم.

صحيح أن المعارضة اليوم تحاول أن تستفيد من أخطاء السلطة الحاكمة ومن أي ثغرة من الثغرات من أجل التصويب عليها، ولكن ما هو صحيح أيضًا أن هذه المعارضة لا يمكنها أن "تفبرك" دخانًا لو لم يكن هناك نار، خصوصًا أن نغمة التغيير الحكومي لم تأت من فراغ، وهي بالتالي ليست من أعمال "الغرف السوداء"، إذا وجدت هذه الغرف، التي على ما يبدو غير موجودة سوى في مخيلات البعض، لأن "دود الخلّ منو وفيه"، وهي، أي المعارضة، لا تحتاج إلى "غرف سوداء" ما دام الوزراء أنفسهم يتسابقون على نشر غسيلهم الوسخ على اسطح بيروت.

هذه هي قصّة "الغرف السوداء"، التي إعتدنا على سماع نغمتها من وقت لآخر، وبالأخص عندما تكون السلطة مأزومة ولا تملك الأدوات الكافية للدفاع عن نفسها في وجه أخصامها السياسيين سوى إلقاء تبعات التدهور والتعثر على الآخرين، أيًّا كانوا، وذلك بهدف تبييض صفحتهم وإظهار أنفسهم أمام الرأي العام بأنهم عاجزون عن القيام بأي خطوة إصلاحية طالما أن هؤلاء الآخرين لا يتوانون عن وضع العصي في دواليب المسيرة الإصلاحية ومكافحة الفساد ووضع الأمور في نصابها الصحيح.

هذه هي بإختصار قصة أبريق زيت "الغرف السوداء" كحجة سهلة يتم التلطي خلفها كمتراس يقي أهل السلطة من سهام المعارضة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى الحزب يستهدف الأجهزة ‏التجسسية في موقع بركة ريشا