'ارامكو' تثير جدلا عبر مواقع التواصل.. والعونيون يتظاهرون برفض العنصرية!

اثارت صورة العامل في شركة "ارامكو" السعودية جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي حين اعتبر البعض أن الصورة تحمل أبشع مظاهر العنصرية وتسيء الى مفاهيم الانسانية، رأى البعض الآخر انها صورة طبيعية جاءت ضمن حملة دعائية للتشديد على النظافة والتعقيم لمكافحة انتشار "ڤيروس كورونا".

 

 

في لبنان، بدت التعليقات مختلفة عن سائر البلدان العربية والغربية، حيث أن الانقسام السياسي أشعل جبهة الردود والردود المضادة، إذ ان الفريق المنتمي للمحور الايراني وحلفائه، لم يتوانوا عن شنّ الهجمات ضد المملكة العربية السعودية وضد شركة "أرامكو" على وجه التحديد، وساروا في خطاب رفض العنصرية وتوجيه أقسى الاتهامات للسعودية معتبرين ان هذه الصورة كشفت عن استعلاء السعوديين وسوء معاملتهم للعمال الاجانب.

وفي سياق حملات الهجوم على المملكة، انضمّ التيار "الوطني الحر" الى حلفائه، مستنكراً عبر مناصريه ما اعتبره تحقيراً للانسان وإذلالا له! هو نفسه التيار الذي وصف شريحة كبيرة من اللبنانيين بـ "الشعب الرتش"، وهو نفسه الذي منع تملّك او استئجار العائلات من المسلمين في منطقة "الحدث"، ونفسه الذي استرسل بخطاب "استعادة حقوق المسيحيين" وأوقف التعيينات في مجلس الخدمة المدنية لأسباب طائفية، وهو نفسه الذي أذلّ مرافقو احد نوابه شابا من منطقة طرابلس عبر اهانته وضربه وتصويره ونشر مقطع "الفيديو" على شبكات التواصل الاجتماعي!

 

وهنا يأتي السؤال ليطرح نفسه، هل انغمس التيار "الوطني الحر" تماما في قناعات حليفه "حزب الله"، وذاب كليّا في عباءته حتى صار يعادي من يعاديه وينصر من ينصره؟ ام أن رفض المملكة العربية السعودية لسياسة "العهد" في لبنان وتعدّيه على جميع الصلاحيات الدستورية واستفراده بالقرار بمعزل عن باقي الفرقاء هو السبب المباشر لاحتقان مناصريه الذين باتوا لا يضيعون فرصة الانقضاض على السعودية كلما سمحت لهم الظروف؟ أم أن عدم تبنّي حكومة حسان دياب من قِبل المملكة ودول الخليج ومنحها غطاء عربيا استفزّ "البرتقاليين" الذين يدركون في قرارة أنفسهم أن انعدام الدعم العربي لهذه الحكومة من شأنه ان يضعفها ويؤدي الى اسقاطها بفعل ضغط الشارع الذي يسير في العد العكسي قبل انتهاء المهلة التي منحها لهذه الحكومة لإنجاز "الاصلاحات" المطلوبة لمنع الانهيار؟

 

 

مما لا شك فيه أن الصورة التي سُرّبت من داخل شركة "ارامكو" تبدو مسيئة في الشكل، وانما في المضمون فإن الشركة قد أصدرت بياناً توضح من خلاله ظروف الصورة وأسبابها، وتؤكد على ان هذه الفكرة تمّ تنفيذها من دون العودة الى الجهة المعنية، ولكن وفي جميع الاحوال، فإن القسم الممتلىء من الكوب يمكنه أن يظهّر هذا المشهد اكثر بساطة مما حاول البعض تصويره بدافع الكيدية السياسية، حيث أن المساهمة في دعم حملة التعقيم حماية للبلاد في أي صورة بدت، ليس من شأنها ان تقلل من قيمة الانسان او تخدش كرامته على الاطلاق، وما اكثر الاعمال التي تبدو مخجلة الا أنها تخدم المجتمع والانسان! فالمهرّج مثلا الذي يقفز ويضحك ويطلق النكات من اجل إسعاد الناس، وعامل النظافة الذي يلملم استهتار الناس من الشوارع والاحياء، والعاملة التي تقوم بتنظيف المراحيض في المطاعم و"المولات"، وغيرها من الامثلة الكثيرة عن الاعمال التي تبدو مُهينة لصاحبها، ولكنها في الواقع مفخرة له، اذ يكفي انه يتقاضى ماله من عرق جبينه، بعزة وشرف، فلا يبيع مبادئه او ضميره او اخلاقه، ولا يتسلق المناصب على اكتاف الجياع!

 

ExtImage-6054225-1627373056.jpg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى