أخبار عاجلة

'كورونا' سوريا يرعب اللبنانيين... الحكومة تحارب الفيروس 'بالموجود' وخطة طوارئ بتحث في الكواليس

'كورونا' سوريا يرعب اللبنانيين... الحكومة تحارب الفيروس 'بالموجود' وخطة طوارئ بتحث في الكواليس
'كورونا' سوريا يرعب اللبنانيين... الحكومة تحارب الفيروس 'بالموجود' وخطة طوارئ بتحث في الكواليس
بعد نحو أسبوعين على تسجيل أول إصابة بفيروس الكورونا في لبنان، تحوّل هذا الملف الى الشغل الشاغل للبنانيين والسلطات على حدّ سواء، لا سيما مع تسجيل أول حالة وفاة جراء الاصابة بهذا الفيروس، وارتفاع عدد المصابين الى 52 إصابة.

وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان، فرض هذا الفيروس نفسه على طاولة مجلس الوزراء، حيث استحوذ على نصف وقت الجلسة، لا سيّما لناحية الاجراءات الواجب اتخاذها لتلافي انتشار واسع للفيروس، وبحسب ما نقلت مصادر وزارية لـ"نداء الوطن"، فإنّ "وزير الصحة حمد حسن قدّم مداخلة مسهبة أمام الحكومة وأجاب على جملة من الأسئلة والاستفسارات، ليتركّز النقاش على تداعيات وقف الرحلات الجوية من والى لبنان، مع المحافظة على تأمين خطوط استقبال المواطنين الراغبين بالعودة من الدول التي تحظر السفر إلى لبنان. وخلص النقاش إلى الاتفاق على أنّ أي قرار بوقف رحلات الطيران يجب أن يتخذ بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، والاكتفاء راهناً بوقفها مع الدول الموبوءة مع استثناء اللبنانيين العائدين الى لبنان، كما تم الاتفاق على تكثيف الاجراءات الاحترازية من فحوصات وحجر طبي وتعزيز قدرات المستشفيات الحكومية، على أن يتم التواصل مع المستشفيات الخاصة للنظر في مدى جهوزيتها لمواجهة تطورات انتشار الفيروس".

وعلى هذا الأساس، أكدت المصادر أنه "سيصار فوراً إلى تعزيز وتطوير المستشفيات الحكومية من خلال اقتطاع جزء من قرض مقدّم من البنك الدولي، وتخصيص مستشفيات حكومية بأكملها لاستقبال مصابي الكورونا"، مع إشارتها في هذا المجال إلى "تفويض وزير الصحة تفعيل وتعزيز الكادر البشري في المستشفيات الحكومية، في ضوء اتخاذ مجلس الوزراء قراراً بتحرير ثلاثة ملايين دولار من قيمة قرض البنك الدولي، لتمويل شراء معدات طارئة للمستشفيات الحكومية بصورة عاجلة".

وتركزت النقاشات على موضوع الحدود في المطار والمرفأ والمعابر البرية، وضرورة تكثيف الاجراءات وخصوصاً الحجر الصحي وتخصيص أجنحة للمصابين في المستشفيات الحكومية، والاتجاه الى تخصيص مستشفيات كاملة لمصابي الكورونا فقط في حال تمدد الوباء. وتقرر تحرير ثلاثة ملايين دولار من قرض البنك الدولي لشراء المعدات الطارئة للمستشفيات.

الكورونا السوري يتفشى
واليوم، وبحسب "نداء الوطن" الخوف يتصاعد والهلع يتضاعف من تكرار سيناريو "الكورونا الإيراني" نفسه مع "الكورونا السوري" الآخذ بالتمدد في بلاد الشام مع ما يختزنه ذلك من مضاعفات مضاعفة للفيروس في لبنان تحت وطأة حركة نزوح السوريين المتغلغلة بين اللبنانيين في مختلف المناطق والمحافظات... 

فالأنباء الواردة من سوريا تشي بأنّها تسير على خطى إيران في اتباع سياسة المكابرة والتكتم عن إصابات "كورونا" منذ بدايات رصده، ما فاقم من حدة انتشاره في المحافظات الإيرانية، ويفاقم اليوم من تفشيه في المحافظات السورية، لا سيما في دمشق وطرطوس واللاذقية وحمص، حسبما نقلت مصادر طبية عدة داخل مناطق نفوذ النظام السوري الذي، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوعز لأطباء المستشفيات في هذه المحافظات بضرورة التكتم والامتناع عن تأكيد انتشار الكورونا لديهم، وسط معلومات ميدانية متواترة في البقاع نقلها سوريون قادمون إلى لبنان عبر نقطة المصنع، تفيد بأنّ الفيروس انتشر على نطاق واسع على الأراضي السورية وبعض المصابين به فارقوا الحياة، بحيث يتحدث هؤلاء عن أنّ مستوى الإصابات في سوريا بلغ بحسب التقديرات غير الرسمية أكثر من ألفي مصاب، وأضحت حصيلة الوفيات بالعشرات ممن يصار إلى تحديد سبب وفاتهم في التقارير الطبية بـ"الإلتهاب الرئوي".

تدابير جديدة للجنة المتابعة
مع انتشار فيروس كورونا في لبنان، كُلِّفت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية للفيروس بإصدار القرارات على صعيد الدولة، وإلى حينه لم يُتّخذ قرار رسمي موحّد بإقفال أماكن التجمّع كلّها دفعة واحدة. اللجنة تجتمع اليوم للبحث في مدى تنفيذ مقرّراتها الأخيرة مع الوزارات المكلّفة بالتنفيذ، كما تبحث احتمال إعلان مقرّرات جديدة ربطاً بتطوّر انتشار الفيروس. وإذ تردّد حيال احتمال إعلان حال الطوارئ في البلد في الأيام المقبلة، أوضح رئيس اللجنة اللواء الركن محمود الأسمر في اتصال مع "الأخبار"، أن "الشائعات كثيرة، وإعلان الطوارئ له شروطه ويأتي على مستوى الدولة ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، ونحن إلى حينه ملتزمون بمقرّرات منظمة الصحة العالميّة".

وفيما أعلن رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان خوري تلقّيه "اتصالاً من رئيس الجمهوريّة طلب فيه إقفال الكازينو"، بقي قرار اقفال المطاعم معلقاً بانتظار ما قد تتخذه اللجنة من قرارات. 

المستشفيات تتحضر
وفي حين يتم التركيز فقط على مستشفى رفيق الحريري الجامعي لاستقبال المصابين، علمت "الأخبار" أن البحث حالياً يتركّز على تخصيص مُستشفى حكومي في كل من جبل لبنان (مُستشفى بعبدا الحكومي)، والبقاع (مشغرة) والجنوب (بنت جبيل) والشمال (طرابلس). أمّا المُستشفيات الخاصّة التي سبق أن حاولت "التنصّل" من مسؤوليتها، فيبدو أن لا مهرب من الإستعانة بها. وأولى خطوات الاستعانة بها تُرجمت عبر اعتماد أربعة مُستشفيات جامعية لفحص فيروس كورونا "بسبب اقتراب مختبر مستشفى رفيق الحريري الحكومي من بلوغ قدرته الاستيعابية"، وفق بيان وزارة الصحة العامة، وهي: مختبر الجامعة الأميركية في بيروت، مختبر مستشفى القديس جاورجيوس، مختبر مستشفى رزق/ الجامعة اللبنانية الاميركية، ومختبر Rodolphe Merieux في الجامعة اليسوعية/ مستشفى أوتيل ديو.

كورونا يضرب الاقتصاد
الى ذلك، والى جانب الازمة "الفيروسية" والذي لم يتسع بعد الوقت للبحث فيه وتدارك تداعياته، فهو الانهيار الاقتصادي الذي يرافق الازمة، وتداعياته على مجمل الحياة العامة والوطنية في ظل الازمات المالية وعجز الدولة. وتقدر خسائر القطاع السياحي بنحو 700 مليون دولار حتى آخر سنة 2019، و700 مليون دولار أيضا في الاشهر الثلاثة الاولى من 2020. ورتب تعليق الرحلات الى الكويت والسعودية وقطر خسائر على شركة طيران الشرق الاوسط في الايام الثلاثة الاخيرة نحو 265 ألف دولار يوميا، ولكن مع حسم التكاليف التي كانت تتكبدها الشركة يصل المبلغ الى 90 ألف دولار يوميا. أما الخسائر التي تتكبدها الشركة جراء خفض عدد الرحلات الى ايطاليا والدول الأوروبية (الترانزيت) فتقدر بـ 20 ألف دولار يومياً" ليبلغ مجمل خسائر لبنان نحو 30 الى 40 مليون دولار يومياً وفق التقديرات الاولية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى