خبر

المشنوق ينسحب من أجل مشروع صالح

النائب نهاد المشنوق لن يترشّح للانتخابات النيابية. صدمة كبيرة تلقّاها الشارع البيروتي اليوم، على ‏أمل أن يتجاوزها بهدوء ودون انهيارات إضافية. الخسارات تتوالى وليس ما أو من يعوّض. لكن ‏فعلياً، يمكن سؤال أهل بيروت وكل اللبنانيين عن ما قدّم لهم النائب نهاد المشنوق من مشاريع ودعم ‏وقوانين. السؤال موجّه إلى النائب المشنوق وسواه من النواب والكتل والأحزاب والتيارات السياسية ‏أيضاً. والجواب أنه لم يتم تقديم أي شيء. أمضى 13 عاماً تحت قبّة البرلمان، و5 أعوام في منصب ‏وزير الداخلية وليس من إنجازات تذكر. إلا أنّ سجّله حافل بالمواقف الرنانة. منها زيارة التضامن ‏لسفير السعودية وليد البخاري، ومنها كلامه من دار الفتوى عقب الادعاء عليه في ملف انفجار مرفأ ‏بيروت. ومنها "قبرص مش بعيدة" رفضاً لإقرار الزواج المدني الاختياري في بيروت. ومؤخراً ‏جاءت مواقفه المصتاعدة ضد "الاحتلال الإيراني"، ولو أنه كوزير للداخلية كان أحد أهمّ المنسقين ‏مع حزب الله على المستوى الأمني والشخصي.‏

النائب السابق نهاد المشنوق، منّى النفس بدخول نادي رؤساء الحكومة يوماً ما، وعلى مدى العقد ‏الأخير كان هذا طموحه المشروع. وقد يكون قرار عدم خوض الانتخابات النيابية يصبّ في إطار ‏تغذية هذا الطموح، فيخرج من النيابة ويسقط إلى السرايا الحكومي بعد أشهر كشخصية سياسية ‏قادرة على جمع الكتل النيابية الأطراف المتناحرة. هذا إضافة إلى عوامل أخرى مرجّحة أيضاً منها ‏أنّ لا لائحة قادرة على استقباله لتأمين الحاصل الانتخابي. أو أنّ ترشّحه سيعني فعلياً الشقاق النهائي ‏مع تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري، وانفصال تام عن الرغبة السعودية في ترك الساحة السنية ‏أمام هذا الفراغ. مع احتمال أخير بأنّ النائب المشنوق قرّر العزوف عن الترشّح فعلياً لترك الباب ‏مفتوحاً أمام الطاقات الشبابية، وربما كل هذه الاحتمالات معاً. ‏

والطاقات الشبابية تعني بشكل أو بآخر نجله صالح، الذي يخوض تجربة سياسية بانت متمايزة عن ‏تجربة والده. وإن كان التنازل عن العرش قائم، فمن أفضل من صالح المشنوق ليرث المقعد النيابي؟ ‏هو طبعاً أحقّ من غيره، في توريث سياسي فاضح ولو كان مستتراً. شاب متعلّم، يملك تجربة ‏سياسية ونشاط سياسي وقادر على مجاراة الواقع الإعلامي وله نبرة عالية وسقفاً سياسياً مرتفعاً ‏يمكنه الاستقطاب وملء فراغ العزوف من دون الخروج من حدود الحظيرة العائلية والمذهبية ‏والطائفية. وكل تجارب التنازل السياسي والنيابي التي يقدّمها نواب أو زعماء محليون في بيروت ‏ومناطق أخرى شبيهة بهذه التجربة.‏

النائب نهاد المشنوق، ما أن يصبح نائباً سابقاً تسقط حصانته، وهو المحمي كسواه من السياسيين من ‏مرجعيات دينية طائفية سيصبح عرضة للملاحقة والادعاء حول ثروته وتجربته والآثار الموجودة ‏في منزله وبالتأكيد في انفجار مرفأ بيروت، إلا أنّ مشروع إطلاق صالح يستوجب تقديم بعض ‏التنازلات والتضحيات. ‏