في أول أيام التداول الرسمي للأسواق اللبنانية بعد عطلة رأس السنة، استهل الدولار الأميركي العام 2021 بصعود إضافي مقابل العملة الوطنية اليوم الاثنين، متجاوزاً في السوق السوداء 8500 ليرة للمرة الأولى منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2020، وبعدما أنهى العام على 8425 ليرة.
وخلال تعاملات اليوم الاثنين، يراوح سعر الدولار في السوق السوداء بين هامش أدناه للشراء 8475 ليرة وأقصاه للمبيع 8525 ليرة، وهو مستوى كان الدولار بلغه في 16 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، علماً أن أعلى مستوياته كان بلغه في 2 يوليو/ تموز 2020 عندما تجاوز بقليل عتبة 10 آلاف ليرة.
وهذه التسعيرات ترد على تطبيقات إلكترونية متخصصة تُثار حولها وحول مشغّليها شبهات كثيرة، إلا أنها تُعد محرّكاً أساسياً للسوق منذ بداية الأزمة المالية والنقدية والمصرفية في البلاد.
في غضون ذلك، لا يزال متوسّط سعر الصرف الرسمي المُحدّد لدى “مصرف لبنان” المركزي ثابتاً عند 1507.5 ليرات منذ العام 1997، في حين أعلنت “نقابة الصرافين” تسعير الدولار لليوم الاثنين حصراً بهامش متحرّك بين الشراء بسعر 3850 ليرة حداً أدنى والبيع بسعر 3900 ليرة حداً أقصى.
يُذكر أنه قبل أكثر من شهر على اندلاع حراك الشارع في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بدأت الليرة تشهد سلسلة انهيارات تخللتها تقلبات، بحيث انخفض سعرها في السوق السوداء، بين بداية أغسطس/آب 2019 و7 ديسمبر/كانون الأول 2020، من 1515 ليرة إلى 8175 ليرة مقابل الدولار الذي زادت قيمته 4.3 مرات تقريباً.
وفي حين أن السعرين، الرسمي وعند الصرّافين، ثابتان تقريباً، فإن السوق السوداء مسرحها عملياً سوق الصرّافين، مرخّصين وغير مرخّصين، بالتنسيق أحياناً مع مسؤولين في المصارف، وكذلك التطبيقات الإلكترونية التي يتلاعب من يديرها بالسعر صعوداً وهبوطاً، وعلى أساس مؤشرها يجرى التسعير وإجراء الصرف في الأسواق التجارية التي فيها يدفع المواطنون ثمن فلتان سوق العملة في نهاية المطاف.