الحكومة أمام إمتحان الأسئلة اليوم… وخــطة الكهرباء في المجلس الأربعاء

الحكومة أمام إمتحان الأسئلة اليوم… وخــطة الكهرباء في المجلس الأربعاء
الحكومة أمام إمتحان الأسئلة اليوم… وخــطة الكهرباء في المجلس الأربعاء

صحيفة الجمهورية

 

 

فيما الاهتمامات المحلية والاقليمية والدولية منصبّة على التصعيد الاميركي ـ الايراني المتبادل غداة التصنيف المتبادل على لوائح الارهاب بين واشنطن وطهران، تخضع «حكومة الى العمل» اليوم لأول جلسة نيابية للأسئلة والاجوبة التي يمكن بعضها أن يتحوّل استجوابات في حال لم تأتِ الاجوبة الحكومية عليها مقنعة. وفي هذا الوقت وضعت الجهات المختصة مشروع قانون الموازنة العامة للدولة لسنة 2019 على نار أكثر من حامية، ويُنتظر ان يتبلور هذا المشروع على طاولة مجلس الوزراء في وقت قريب.
مسارات خارجية عدة تبقى تحت المجهر الدولي، بدءاً من مسار نتائج انتخابات الكنيست الاسرائيلي، مروراً بمسار المواجهة الاميركية ـ الايرانية المحتدمة، بعد تصنيف الرئيس دونالد ترامب «الحرس الثوري الاسلامي» منظمة ارهابية، وصولاً الى مسار تداعيات هذا القرار على المنطقة، بعد ازدياد الحديث عن عقوبات اضافية على ايران و«حزب الله».

وقد دفع هذا الوضع المضطرب فرنسا الى الدعوة لتجنّب تصعيد التوتر أو زعزعة استقرار المنطقة، فيما آثر الاتحاد الاوروبي عدم التعليق على الخطوة الاميركية، واكتفت المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني بالقول: «انّ تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية غير مطروح حالياً».

اما المملكة العربية السعودية فرحّبت بالقرار الاميركي واعتبرته «خطوة عملية وجادّة في جهود مكافحة الإرهاب، ويترجم مطالبات المملكة المتكرّرة للمجتمع الدولي بضرورة التصدّي للإرهاب المدعوم من إيران، وضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً بالتصدّي للدور الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين».

الموقف الايراني

وفي مؤشر الى تصاعد التوتر، وصفت ايران خطوة ترامب بـ«العمياء»، معتبرة أنّها «لن تخدم السلام في المنطقة». وأكّد قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي «أنّ حرس الثورة في الخط الاول لمواجهة العدو»، مؤكّداً انّ إيران اليوم «تتمتع بقوة أكبر في المنطقة والعالم»، وانّ اميركا «لن تتمكن من ارتكاب إي حماقة».

بدوره، اكّد المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الايراني للشؤون الدولية حسين اميرعبداللهيان، «انّ قدرة ايران وحكمتها ستفرض الندم على ترامب وتجبره على الركوع امام الشعب الايراني العملاق».

من جهتها، أعلنت هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، «انّها تعتبر اميركا دولة راعية للارهاب وأنّ القيادة المركزية الأميركية المعروفة، وجميع قواعدها ووحداتها، جماعة ارهابية، وأنّها ستتصدّى لقوات الجيش الاميركي التابعة للقيادة المركزية كجماعة ارهابية».

وفي انتظار تبلور طبيعة الرد الإيراني على قرار ترامب، وما سيقوله الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في هذا الشأن عصر اليوم لمناسبة «يوم الجريح المقاوم»، يراقب الداخل اللبناني في الموازاة، مسارات المواجهة القضائية والأمنية، إضافة الى مسارات ملفات عدة وفي مقدمها الموازنة العامة للدولة والنزوح السوري.

ويترافق كل هذا مع حركة دولية وعربية نشطة في اتجاه لبنان الذي انشغل امس بزيارة الرئيس البلغاري رومن راديف، والامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط، فيما ينتظر وصول كل من وزيري الخارجية اليوناني جيورجيوس كاتروغالوس والقبرصي نيكوس كريستودوليدس، حيث ينعقد إجتماع قبل ظهر اليوم في وزارة الخارجية مع وزير الخارجية جبران باسيل، هو الأول من نوعه، ويتناول التعاون السياسي والاقتصادي والسياحي بين الدول الثلاث.

ملف النزوح

في هذه الاجواء، يستمر ملف النزوح السوري متصدّراً المشهد المحلي وحاضراً في مواقف المسؤولين، وقد شكّل عنواناً رئيساً في محادثات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس البلغاري، حيث أكّد عون وجوب «أن نزاوج بين الموقفين الروسي والأميركي في موضوع عودة النازحين للوصول الى النتيجة المرجوة». وكذلك في محادثات باسيل مع السفيرين الفرنسي برونو فوشيه والالماني جورج برغلين.

خطة الكهرباء

وفي انتظار تبلور مراحل تطبيق خطة الكهرباء بعد اقرارها في مجلس الوزراء خصوصا وانّ العبرة تبقى في التنفيذ، بارك رئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل للبنانيين بإقرار هذه الخطة، معتبراً «أننا أمام أول عمل كامل تقوم به وزيرة الطاقة ندى بستاني، وهو نتيجة جهد سابق لها وللوزير السابق سيزار أبي خليل.

وسأل باسيل بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل: «من سيعوّض لبنان الخسارة التي حصلت نتيجة إيقاف خطط الكهرباء في السابق؟، آملاً في « أن نكون قد تعلّمنا انّ العرقلة لا تفيد».

وقال: «اذا كان البعض يعتبر ان تغيير كلمة في خطة الكهرباء انجازاً له، فنحن نقول له مبروك وسنتشارك معه. إقرار خطة الكهرباء إنجاز لجميع اللبنانيين، وليكن أمثولة لكل وزير في وزارته».

ولفت إلى أنّ الجديد اليوم في الخطة «هو ان الحلين الدائم والموقت هما ضمن مناقصة واحدة»، موضحاً «أننا منذ العام 2010 نطالب بزيادة التعرفة لوقف العجز وتحويله صفراً»، داعياً إلى عدم الخوف منها «لأنها ستكون اقل من تعرفة المولدات».

وذكر أن «ليس لدينا مشكلة في الآليات والمناقصات إنما لدينا خوف من العرقلة لاننا عشنا العرقلة وتمّ منع وزارة الطاقة من إجراء المناقصات في النفط والكهرباء».

«القوات»

وردّت «القوات اللبنانية» على باسيل من دون ان تسمّيه، وقالت مصادرها لـ«الجمهورية»: «انّ الفريق السياسي المتأكّد من نفسه، لا يحتاج الى عقد مؤتمرات صحافية للاحتفاء بما أُنجز والدفاع عن خطة والقول انه لم يتمّ إدخال اي فاصلة اليها، وكأنّ الخطة هي انجيل مقدس أو قرآن مقدس، علماً انّ اي خطة يمكن ان تطرحها اي وزارة من البديهي ان يتم ادخال تعديلات عليها والنقاش يؤدي الى تطويرها، وبالتالي هذا القول ينمّ عن ضعف ويؤكّد أنّ ما تمّ إقراره لا ينطبق على التصوّر الذي كان مقدّماً في مرحلة سابقة، وهو دليل على مأزومية سياسية يعيشها هذا الطرف نتيجة هذا الاعلان والتدخل والهجوم غير المباشر والتوتر في الاطلالة والكلام عن عضلات وبطولات.

والحقيقة، انّ من حاول ان يُظهر بطولات هو الذي تكلّم بهذه اللهجة وبهذا العنف ومن خلال الادعاءات بأنّ ما تحقق يعود اليه وحده، ولو حصل هذا فعلاً، لكانت الكهرباء عادت الى اللبنانيين 24 ساعة على 24 منذ سنوات. والقاصي يعلم كما الداني، انّ هذا الفريق كان ضد إدارة المناقصات وضد الدمج بين الموقت والدائم وضد تشكيل مجلس ادارة لمؤسسة كهرباء لبنان وتشكيل الهيئة الناظمة، وانه كان يتّكل على الموقت وعلى البواخر وبالتالي، من المعيب الاطلالة بهذا الشكل من اجل تغطية فشل معين».

وأضافت المصادر: «في مطلق الحالات، نحن معنيون ان نقول للبنانيين إنّ ما تحقق انجاز يُسجّل في خانة الحكومة اللبنانية على غرار الانتخابات النيابية وقانون الانتخاب في الحكومة السابقة، وهذا انجاز للعهد، وكان يُفترض بهذا الفريق، لو كان متأكّداً من وضعه، ان يطل على اللبنانيين ويقول لهم إننا انجزنا خطة الكهرباء ونقطة على السطر.

وكان يُفترض ان يقول لهم: «طبعا أُدخلت ملاحظات وتمّ تطوير الخطة وهذا امر بديهي، والمهم اليوم اننا وصلنا الى هذه الخطة، والتحدّي الاساس ان نذهب باتجاه تحقيقها وتطويرها وترجمتها، لا ان تكون خطة ورقية. فهذا هو الاساس، لا ان نهجم بهذه الطريقة التي تدلّ الى انّ الرأي العام اللبناني دان كل الممارسات السابقة وانه يحتاج لأن يرى بالملموس ترجمة هذه الخطة خلافاً للمرحلة السابقة. ما يمكن قوله: نعم ما حصل هو انّ هذه الخطة تطورت، والوزيرة ندى بستاني قدّمت اداء جيداً وهي كفوءة وتتقبّل الملاحظات والرأي الآخر وأحسنت إدارة ملفها من خلال إدخال الملاحظات اللازمة بالشكل المطلوب من اجل إنجاح الخطة، وان نقول ونعلن انه لو لم يكن لبنان في ورطة مالية كبرى ولو لم يكن هناك رقابة دولية صارمة لكان للأسف وقف فريق او فريقان داخل الحكومة ضد الخطة، ولكان استمر الوضع على المنوال نفسه الذي كان منذ العام 90 وتحديداً منذ العام 2010. ونشكر الله على الرعاية الدولية والرقابة الدولية المشددة، وللأسف على الوضع الراهن في البلد الذي دفع من اجل إقرار هذه الخطة التي تشكّل مصلحة لجميع اللبنانيين وللحكومة وللعهد».

ليلاً، زار رئيس حزب «‏القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع رئيس الحكومة سعد الحريري في «بيت الوسط»، وجرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول مجمل الأوضاع ‏السياسية والعامة في البلاد.‏

وبعد اللقاء قال جعجع: «نحن أمام تحد كبير، إمّا ان نُوفّق في إنجاز موازنة جدية أو انّ المشكلة ستكبر. والخيار اليوم ليس بين التقشف والبحبوحة، بل ‏المطروح تقشف بشكل مدروس ومحدد لتفادي تقشف أكبر، او نقع مكرهين تحت تقشف كبير جداً‏».

عون وبري

وفي هذا السياق، كان الاتصال أمس الاول بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ايجابياً جداً، واستُتبِعَ بإحالة مشروع خطة الكهرباء بصفة المعجّل الى مجلس النواب، حيث تسلّمه رئيس المجلس وأحاله الى لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، على ان تنجز درسه خلال أسبوع، وإن تمّ ذلك فسيُدرج في جدول اعمال جلسة تشريعية قد تُعقد الاربعاء المقبل. علماً انّ مجلس النواب سينعقد اليوم في جلسة مخصصة للاسئلة والاجوبة.

ورأت مراجع، انّ تجاوب بري مع التعجيل في عرض مشروع قانون الـ«BOT» لمشاريع الكهرباء لا يعني موافقته على المشروع لمخالفته المادة 89 من الدستور ويصادر صلاحيات مجلس النواب لمصلحة وزير.

وقالت مصادر نيابية، إنّ مشروع القانون المعروض لتنظيم تلزيم مشاريع الكهرباء على طريقة الـ«BOT» يشكّل مخالفة صريحة للمادة 89 من الدستور ومحاولة اعتداء سافر على صلاحيات السلطة التشريعية.

وإقراره سيشكّل سابقة خطيرة تؤسّس لتبرير إجراء تلزيمات المشاريع الممولة من «سيدر» بالطريقة نفسها، وتحوّل الوزراء أمراء مقاطعات وحكّام ولايات مستقلين. فماذا يبقى للسلطة التشريعية التي تتحمّل مسؤولية الاقتراض الخارجية!

وإعتبرت المصادر، أنه «لا يجوز أن نتحمّل كنواب مسؤولية الاقتراض ونجير صلاحية التلزيم لعشرات السنوات الى السلطة التنفيذية!؟».

الموازنة

من جهة ثانية، علمت «الجمهورية» انّ مشروع الموازنة العامة بات على نار اكثر من حامية، ويُنتظر ان تتبلور صيغتها النهائية في غضون ايام، وفق مصادر وزارية معنية.

وفي المعلومات ايضاً، ان اجتماعاً عاجلاً سيُعقد برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، وتردّد أنه سيحضره ممثلو الكتل النيابية الكبرى في المجلس، بحيث يضمّ كلاً من الوزير علي حسن خليل عن كتلة «التنمية والتحرير» والوزير جبران باسيل عن تكتل «لبنان القوي» والمعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل والنائب جورج عدوان عن تكتل «الجمهورية القوية»، وذلك للبحث في مشروع الموازنة.

مجلس الوزراء

والى ذلك، وعلى رغم من الإنشغالات المتوقعة في الأيام المقبلة بزيارتي الرئيسين البلغاري واليوناني لبيروت، فقد تمّ التفاهم امس على عقد جلسة لمجلس الوزراء الرابعة والنصف بعد ظهر غد الخميس في السراي الحكومي، وستعمم الأمانة العامة للمجلس اليوم جدول اعمالها العادي، الذي تمّ تجميعه مما تبقى من جدول اعمال الجلسة الما قبل الأخيرة التي كانت مخصصة لخطة الكهرباء الإثنين الماضي وقضايا عادية أخرى .

وعلمت «الجمهورية»، انّ مشروع الجدول خالٍ من اي تعيينات وخصوصاً تلك الجاري التفاهم في شأنها، إن كان من اجل تعيين نواب حاكم مصرف لبنان أو اي تعيينات إدارية أخرى متوقعة في اكثر من اي موقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى