القمة في موعدها دون ليبيا… وهيل معنيّ بنوع الحكومة ويشجّع تصريف الأعمال

القمة في موعدها دون ليبيا… وهيل معنيّ بنوع الحكومة ويشجّع تصريف الأعمال
القمة في موعدها دون ليبيا… وهيل معنيّ بنوع الحكومة ويشجّع تصريف الأعمال

ترامب يلملم تهديداته لتركيا… ولا يمانع بمنطقة عازلة… والجيش السوري يحشد باتجاه إدلب
القمة في موعدها دون ليبيا… وهيل معنيّ بنوع الحكومة ويشجّع تصريف الأعمال
من يضع النقاط على حروف الجدار الإسرائيلي …والتهديدات الأميركية… والحكومة ؟

كتب المحرّر السياسيّ – البناء

يبدو أن فقاعات الصابون لا نهاية لها في جعبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فبعد مؤتمر وارسو لمواجهة إيران الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في صورة كاريكاتورية مستنسخة عن مؤتمر أصدقاء سورية، أو عن مؤتمرات شرم الشيخ، قام ترامب بلملمة شظايا تهديده بتدمير الاقتصاد التركي، مؤيداً في اتصال مع الرئيس التركي رجب أردوغان إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية مع سورية، ستصبح منطقة أمنية داخل الحدود التركية، بسبب تعذّر فرض اي أمر واقع أميركي أو تركي داخل الحدود السورية، كما تؤكد مصادر متابعة لما يجري في شمال سورية، مع تحول الحشود التركية عامل تسريع للتفاهمات التي تجريها القيادات الكردية مع الحكومة السورية، ستكون ترجمتها تسريع تسلّم الجيش السوري النقاط الحدودية مع تركيا أسوة بما جرى في منبج، وتحوّل الفشل التركي في الوفاء بتعهدات أستانة لجهة إنهاء جبهة النصرة، إلى سبب مباشر لحل أحادي بات الأتراك يسلمون به، قوامه تقدّم الجيش السوري نحو إدلب، مع الأنباء عن حشود للجيش السوري تتجه نحو إدلب، وعن كلام تركي روسي عنوانه لم يعد هناك من حلّ إلا بالحسم العسكري وليس من يقدر عليه، ولا يحتاج لتفويض من أحد إلا الجيش السوري.

لبنانياً بات ثابتاً أن القمة العربية الاقتصادية ستعقد في موعدها، وأن سورية لن تكون مدعوّة لحضورها، وأن ليبيا ستغيب عنها، وأن الملف الحكومي مؤجّل لما بعد القمة، كما بات ثابتاً أن خسائر لبنان من القمة ستفوق عائداتها التي لا يبدو منها شيء سوى الإحراجات التي ستسببها للبنان والتي يبدو الغياب السوري أقلها أهمية، مع شعار القمة عن الازدهار في السلام، وعلاقته بمناخات التحضير للتطبيع مع «إسرائيل» من جهة، وما يرد من معلومات عن نيات الحكومات الخليجية الإصرار على تضمين البيان الختامي للقمة عبارات قاسية بحق إيران.

الجروح الداخلية من مسار الوصول إلى القمة لن يسهل علاجها بعد نهاية أعمال القمة، خصوصاً ما اصاب العلاقة بين الرئاستين الأولى والثانية في حمأة السجالات، لكن الملف الحكومي العالق سيفرض على الجميع التشاور للبحث عن حلول، خصوصاً بعدما سمع الجميع كلام الضيف الثقيل ديفيد هيل يحمل بوضوح دفتر شروط للسماح بولادة حكومة جديدة قال هيل إن حكومته من ضمن المهتمّين بازدهار لبنان ومعنية بنوع هذه الحكومة، والنوع هنا ليس كلمة غامضة، فهي معطوفة على لوم اللبنانيين على صمتهم تجاه امتلاك حزب الله لمئة ألف صاروخ تهدّد أمن «إسرائيل»، والحكومة التي ستنال الضوء الأخضر الأميركي تُقاس بحجم حضور حماة الصواريخ بين صفوفها، والنوع المقبول هو النوع الذي يتيح لواشنطن القول إنه تمت بنجاح عملية الضغط لتقليص حضور حماة الصواريخ في الحكومة كماً ونوعاً، ولم يترك هيل مجالاً للتأويل حول كيفية التعامل مع المعادلات اللبنانية وصعوبة تشكيل حكومة بالشروط الأميركية فأطلق تشجيعه على قيام حكومة تصريف الأعمال بالمهمة.

هل سيلتزم لبنان بدفتر الشروط الأميركي أم سيتمكن من التمرّد وإطلاق مسيرة حكومة تعبر عن نتائج الانتخابات النيابية بعيداً عن شروط ديفيد هيل؟

شروط هيل لم تقتصر على الحكومة، فهو جاء يهدّد لبنان من أي رد على خطوات إسرائيلية لمواصلة بناء الجدار الإسمنتي في نقاط الاعتراض اللبنانية، واعداً بالعمل لتفاوض حول تسوية لترسيم الحدود البرية والمائية، وهو وعد قديم لم يتغيّر منه، سوى أن لبنان كان يشترط للانتظار وقف فرض الأمر الواقع الإسرائيلي تحت طائلة التهديد بالتصدي الميداني للانتهاكات الإسرائيلية، بينما المطلوب اليوم أن يكتفي لبنان بالانتظار والشكوى لمجلس الأمن الدولي بينما إسرائيل تضع ألواحها الإسمنتية في أراضيه.

ينتظر اللبنانيون إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تردد أنها ستكون يوم غد الأربعاء ولم تتأكد للحصول على الأجوبة الشافية حول هذه الأسئلة ، لتكون أجوبته وحدها عندما تحضر فرصة لعودة الأمور إلى نصابها .

هدوء «عاصفة القمة»…

بينما لبنان مجدداً على موعد مع عاصفة مناخية «ميريم» تصل مساء اليوم لا تقلّ قسوة وبرودة عن سابقتها «نورما» بحسب مصلحة الأرصاد الجوية، فإن الأرصاد السياسية قد سجلت هدوء العاصفة التي هبت على أثر دعوة ليبيا الى القمة العربية الاقتصادية المزمع عقدها في بيروت، وذلك بعدما قطعت الحكومة الليبية النزاع الداخلي بإعلانها رسمياً عدم المشاركة في القمة معللة الأسباب.

وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة خارجية حكومة الوفاق، احمد الأربد «أنه تقرّر رسمياً عدم المشاركة على أي مستوى في القمة»، قائلاً «إن مقعد دولة ليبيا سيكون شاغراً»، ودان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ما وصفه بـ «إهانة «حركة أمل» للعلم الليبي في مقر القمة»، مطالباً وزارة الخارجية «بتجميد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين». في المقابل عمد عدد من الشبّان الليبيين الى مهاجمة السفارة اللبنانية في طرابلس الغرب، والاعتداء على مدخلها، وقد نفى سفير لبنان في ليبيا محمد سكينة التعرّض لداخل السفارة، وقال «إن ما جرى نزع للافتة الخارجية فقط».

وفور الإعلان الليبي عن عدم المشاركة في القمة عاد الوضع الأمني الى طبيعته في بيروت بعد التوتر الذي شهده الشارع بفعل تحرك مناصري حركة أمل رفضاً لحضور الوفد الليبي القمة، وإذ لوحظت مغادرة مناصري الحركة الشارع، بقيت تفاعلات ما جرى على صعيد العلاقة بين أمل والتيار الوطني الحر.

وإذ عبّرت مصادر التيار عن امتعاضها الشديد من ردة الفعل الحركية في الشارع، معتبرة ذلك قفزاً فوق الدولة ومؤسساتها وعودة الى لغة الحرب الاهلية، ردت مصادر مطلعة في حركة أمل عبر «البناء» مطمئنة الى أن «الوضع في الشارع عاد الى طبيعته بعد قرار الدولة الليبية»، موضحة أن «موقفنا من مشاركة ليبيا لا علاقة له بموقفنا من القمة أو من العهد، إذ إن رئيس الحركة نبيه بري منذ بداية الأمر أعلن موقفه الداعي الى تأجيل القمة لأسباب تتعلق بعدم وجود حكومة أصيلة تعمل على ترجمة واستثمار نتائج القمة على المستويات الاقتصادية وغيرها، ثانياً أن البنود الرئيسية التي ستناقشها القمة تتعلق بسورية لا سيما إعادة الإعمار، فكيف ذلك وسورية غائبة؟».

وعن الموقف العربي من التحركات الشعبية، تساءلت المصادر: لِم لم يتحرك القرار العربي في قضية الإمام موسى الصدر المختطف منذ 40 عاماً والقضية موضع إجماع لدى اللبنانيين؟ وإن كانوا حريصين على العلاقات اللبنانية – الليبية كان الأفضل بهم مطالبة ورثة معمر القذافي كشف ملابسات إخفاء الإمام الصدر»، وتُذكّر المصادر بأن «أمل كانت من أوائل الداعمين للثورة الليبية ضد القذافي معلقة الآمال على جلاء الحقيقة على يد النظام الجديد، لكن النتيجة جاءت مخيّبة للآمال لا سيما أن بإمكان الحكومة الليبية استجواب قياديين شغلوا مواقع قيادية أمنية هامة في النظام القذافي كسيف الإسلام والسنوسي»، وتشير الى «مذكرة التفاهم بين القضاء اللبناني والحكومة الليبية التي وقعها السفير اللبناني في طرابلس الغرب عام 2014 وتتضمّن أن يحضر الوفد القضائي اللبناني جلسات التحقيق في القضية دون المشاركة فيها، لكن ومنذ ذلك الحين لم تتعاون الحكومة الليبية الجديدة مع لبنان في هذه القضية، فكيف نسمح لوفدها الحضور الى الأراضي اللبنانية؟».

واستغربت مصادر في كتلة التنمية والتحرير اتهام الحركة بالتهديد بالسلاح، موضحة لـ»البناء» أن «الأمر لم يكن ليصل الى هذه الدرجة التي يتخيلها البعض، فالحركة كانت وستبقى ضد استعمال السلاح في الداخل من أي مكوّن، لكن ما حصل تحرك سياسي عبرنا عنه بالمواقف وتحرك شعبي مدني سلمي، وتساءلت أين المظاهر المسلحة؟ ونفت توسع السجال مع التيار الوطني الحر»، مؤكدة أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو أشدّ الحريصين على مؤسسات الدولة والسلم الاهلي والاستقرار وقدم الكثير من التضحيات في سبيل بقاء الدولة ومؤسساتها لكن قلنا إن قضية الصدر خط أحمر والإمام ليس لأمل بل لكل اللبنانيين». ونفت أن يصل الى أزمة في العلاقة مع بعبدا، مشيرة الى أن «الرئيس بري كان يتمنى لو ان الأمر عولج بغير هذا الاسلوب والطريقة التي ولدت التوتر وكاد ينعكس فلتاناً في الشارع وهو كان أوفد الوزير علي حسن خليل الى بعبدا لأجل هذه الغاية».

وأمس، أكدت معلومات لقناة الـ «أن بي أن» أن «​ليبيا​ أصدرت قرارين بشأن ​لبنان​، أولهما يتعلق بوضع حراسة مشدّدة على ​السفارة اللبنانية​ في ليبيا». وأوضحت أن «القرار الثاني هو جمع رئيس ​حكومة​ الوفاق الوطني الليبي ​فايز السراج​ كل المسؤولين الليبيين المعنيين بملف قضية الإمام السيد ​موسى الصدر​ ورفيقيه لتفعيل لجنة المتابعات والتحقيقات التي أنشئت بين البلدين».

أما على صعيد موقف الرئيس بري من مسألة دعوة سورية الى القمة، أوضحت المصادر الحركية أن «العلاقة كانت وستبقى متينة وصلبة ولم تتغيّر في كل المراحل، فهي علاقة تاريخية ولا يحق لأحد الدخول على خط هذه العلاقة، فالرئيس بري ينطلق بتأكيده ضرورة هذه العلاقة من مصلحة لبنان قبل كل شيء إذ إن سورية تمثل المعبر اللبناني الوحيد الى العالم العربي في الاقتصاد وفي إعادة الإعمار الى جانب أنها باب الحل للملفات الساخنة كملف النازحين السوريين».

ولاقت أحداث اليومين الماضيين صدىً عربياً واسعاً، وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط في بيان «أن من غير المقبول في أي حال من الأحوال او تأسيساً على أي حجة ان يتم حرق علم أية دولة عربية، خصوصاً إذا ما حدث هذا الأمر على أرض عربية، آخذاً في الاعتبار ان وجود اختلافات في الرؤى أو بواعث سياسية تاريخية معينة لا يبرّر حرق علم عربي يمثل في حقيقة الأمر رمز الدولة وواجهتها والمعبر عن إرادة ووحدة شعبها».

في المقابل حاول وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل احتواء الموقف الليبي، ووجّه رسالة إلى نظيره الليبي، معلناً رفضه المطلق للأمور والأعمال التي طالت دولة ليبيا ومشاركتها والتي لا تعبر عن موقفه وموقف لبنان. كما أكد حرصه على العلاقات بين البلدين وضرورة وضعها على السكة الصحيحة من دون أن يتخلى لبنان إطلاقاً عن واجبه الوطني بمعرفة مصير سماحة الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه وحل هذه المسألة التي عكرت العلاقات بين البلدين لأكثر من أربعة عقود. وسأل الوزير باسيل نظيره الليبي مجدداً تقديم كل ما يلزم من مساعدة لمعرفة مصير سماحة الإمام مكرراً أسفه لما حصل ومؤكداً وجوب معالجته»، إلا أن موقف باسيل لاقى امتعاض حركة أمل، عبرت عنه في مقدمة نشرة أخبار قناة «ان بي أن» متهمة باسيل​ بـ»التودّد المريب في وقت مريب مقدماً الاعتذار عما اعتبره لا يمثل لبنان ربطاً بالحركة الاعتراضية التي عبر عنها شعب الإمام الصدر».

نصرالله يطلّ غداً

ووسط هذا المشهد الملبّد بالغيوم السوداء يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم غدٍ بمناسبة ذكرى شهداء القنيطرة، حيث يحدّد السيد نصرالله بحسب معلومات «البناء» موقف الحزب من أربعة عناوين: الأول التطورات الميدانية على الحدود مع فلسطين المحتلة في ضوء الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية. الثاني الاشتباك الداخلي لا سيما التوتر السياسي الذي رافق انعقاد القمة الاقتصادية بلا سورية والدعوة الليبية والمواقف التي أُثيرت حولها.

الثالث جولة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل الى بيروت والمواقف التي أطلقها ضد الحزب التي تأتي في إطار تشديد الضغط والحصار على حزب الله.

ويتناول السيد في العنوان الرابع الوضع الإقليمي عموماً لا سيما قرار الانسحاب الأميركي من سورية وجولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى المنطقة وأهدافها.

وقد ترافقت جولة بومبيو مع حملة الإشاعات التي تناولتها وسائل إعلام أميركية أوروبية وعربية تحدثت عن تحضيرات أميركية عسكرية في المنطقة لشن حرب على إيران الى جانب استعدادات يجريها حلفاء واشنطن الإسرائيليين والخليجيين، غير أن الحزب بحسب مصادر مطلعة على موقفه لـ»البناء» «ينظر الى هذه التهديدات في إطار الحرب النفسية التي دأب الأميركيون والإسرائيليون على انتهاجها عند فشل مشاريعهم وعجزهم عن تغيير الواقع والمعادلات»، مشيرة الى أن «هدفها كما هدف زيارة دايفيد هيل، شدّ عصب حلفاء أميركا في المنطقة بعد قرار انسحاب القوات الأميركية من سورية»، لكن الحزب على «جهوزية تامة لمواجهة اي تحرك أو عدوان عسكري وقد أعد ّالعدة للمواجهة».

واعتبرت المصادر أن جولة هيل تأتي استكمالاً لزيارة بومبيو في محاولة لإعادة إحياء وتجميع قوى 14 آذار بقيادة النائب السابق وليد جنبلاط لتشديد الحصار السياسي على حزب الله وعودة لمشهد 2005 وفي هذا السياق خصص المسؤول الأميركي زيارته الأولى لجنبلاط ويندرج هذا التحرك الأميركي «خشية أن يستثمر الحزب انتصاره في سورية في الداخل اللبناني»، وأضافت المصادر أن «الحزب ينظر بعين الريبة الى اللقاء بين جنبلاط وهيل لكن لا ترهبه زيارات ولقاءات كهذه ولا مفاعيلها، لأن التجربة الأميركية مع القيادات اللبنانية وقيادات أخرى في المنطقة تُثبت استخدام أميركا لهم في سبيل تحقيق مصالحها»، كما وضعت المصادر التحركات الإسرائيلية الميدانية في إطار مواكبة الجولة الأميركية، إذ إن «إسرائيل ترفد المبعوث الأميركي بملفات للضغط على الحكومة اللبنانية كموضوع الأنفاق».

وهنا تشير مصادر عليمة في الملف الحكومي الى أن «تأخير ولادة الحكومة سببه ليس الحريري نفسه، بل استجابته لإملاءات أميركية للحؤول دون تأليف حكومة تكون فيها لحزب الله حصة وازنة».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى