“لوبي” ماروني لإستعجال التأليف… ونتنياهو يتوعّد إيران و”الحزب”

“لوبي” ماروني لإستعجال التأليف… ونتنياهو يتوعّد إيران و”الحزب”
“لوبي” ماروني لإستعجال التأليف… ونتنياهو يتوعّد إيران و”الحزب”

صحيفة الجمهورية

 

فيما الإهتمامات منصّبة على التحضير للقمّة الاقتصادية العربية المقرّرة في 19 من الجاري في بيروت، وفي الوقت الذي إنكفأ ملف التأليف الحكومي المأزوم عن سلّم اولويات المعنيين به، خَطَفَ الأضواء في عطلة نهاية الاسبوع حدثان: الاول، زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، الذي تبيّن انّه يحمل موقفاً أميركياً عالي النبرة، يطالب السلطة اللبنانية بـ«ضبط نشاط» «حزب الله». والثاني، الاجتماع الاقتصادي ـ المالي الطارىء الذي انعقد في القصر الجمهوري، وأثار قلقاً وتخوفاً لدى الرأي العام من وجود خطر ما يتهدّد مالية البلاد واقتصادها، قبل ان يتبيّن انّ الغاية منه تطويق البلبلة التي نتجت من الكلام عن توجُّه لإعادة هيكلة الدين العام.
بدأ هيل زيارة للبنان أمس الاول، جاءت غداة استثناء وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بيروت من جولته في المنطقة.

وخلافاً لكل الأعراف والتقاليد الديبلوماسية، إلتقى هيل في مستهل زيارته كلاً من رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فيما الأصول تفرض عليه ان يلتقي بداية رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة الذين سيجول عليهم اليوم.

وتناول هيل بالبحث مع اللواء إبراهيم، «التطورات على الحدود اللبنانية الجنوبية والتوتر الناجم عن استئناف إسرائيل بناء الجدار العازل في مناطق حدودية مُتنازع عليها مع لبنان، وتطرّق الجانبان الى موضوع الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. ثم كان تداول في تطورات الأوضاع في المنطقة».

نبرة عالية

وعلمت «الجمهورية»، أنّ هيل تكلّم بطريقة عالية النبرة تجاه «حزب الله» وإيران خلال لقائه جنبلاط في كليمنصو أمس الأول، وسيتكلّم باللهجة نفسها لدى لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم.

وفي المعلومات، أنّ هيل حذّر في حديثه مع جنبلاط السلطة اللبنانية من «استمرارها في التغاضي عن تصرّفات «حزب الله» على الحدود الجنوبيّة، خصوصاً بعد كشف قصّة الانفاق»، وقال: «إنّ عليها تحمّل مسؤولياتها، لأنّ الحزب يخرق القرار الدولي الرقم1701، ولا يمكنها أن تبقى مكتوفة في حين يستمرّ «الحزب» في هذا السلوك».

وفي المعلومات أيضاً، أنّ هيل سينقل الى عون «موقفاً حازماً» مفاده «أنّ على لبنان مسؤوليات والتزامات دوليّة في ما خصّ ضبط نشاط «حزب الله»، وسيدعوه الى إيجاد حلول لهذا الامر. في حين أنّ هيل تحدّث بإيجابية عن الجيش اللبناني، وأن التعاون مستمرّ».

«حزب الله»

في المقابل، قال عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إنّ «الزيارات الأميركية إلى لبنان والمنطقة لن تقدّم ولن تؤخّر، ولن تحجب مشهد تقهقر الأميركيين في المنطقة، ولن تغيّر من المعادلات التي كرّستها انتصارات المقاومة ومحورها، ولن يكون لأميركا أي مكسب سياسي في لبنان على حساب المقاومة. فمعادلات المقاومة راسخة وثابتة لا تهزّها أي زيارات أو تصريحات أو تهويلات أميركية».

لملمة التداعيات المالية

من جهة ثانية، بدا واضحاً أمس انّ الهدف الاساس للاجتماع المالي الطارئ في قصر بعبدا، كان محاولة لملمة التداعيات التي تسبّب بها سوء الفهم لكلام أدلى به وزير المال علي حسن خليل قبل يومين، وأحدث بلبلة في أسواق السندات اللبنانية.

وسادت مخاوف حقيقية من أن يؤدي هذا المناخ السلبي الى تداعيات اضافية في الايام القليلة المقبلة اذا لم يُصر الى توجيه رسالة طمأنة الى العالم على أعلى المستويات.

وقد ضمّ الاجتماع الذي ترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضره كل من، الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري، ووزيري المال علي حسن خليل، والاقتصاد رائد خوري، ورئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه.

بعد اللقاء، أدلى خليل ببيان عن نتائجه شدّد فيه على نقطتين:

– أولاً، إنّ موضوع إعادة هيكلة الدين العام غير مطروح على الاطلاق، فالدولة اللبنانية ملتزمة تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً المحافظة على حقوق المودعين والمصارف وحاملي مختلف سندات الدين السيادية، وذلك تقيّداً بتسديد الاستحقاقات والفوائد في التواريخ المحددة لذلك من دون أي إجراء آخر.

– ثانياً، إنّ ما هو مطروح حالياً هو تنفيذ الاصلاحات التي اقترنت بها موازنة 2018 من جهة، ومن جهة أخرى ما التزمت به الدولة اللبنانية في مؤتمر «سيدر». وأبرزها:

– تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

– ضبط الإنفاق العام وترشيده وخفض عجز الموازنة واستطراداً تأمين التوازن المالي.

– تعزيز وتنويع القطاعات المنتجة في لبنان.

القمّة الاقتصادية

وعلى خط الاشتباك بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل من جهة ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة ثانية، في شأن دعوة الوفد الليبي الى المشاركة في القمة التنموية الاقتصادية العربية، بدا أنّ «إعتذار» ليبيا عن الحضور قد يشكّل الرادع الوحيد أمام حصول مواجهة مباشرة بين الطرفين، قد تصل، بالإستناد الى التصعيد الكلامي المُتبادل، الى الصدام في الشارع، خصوصاً أنّ عناصر من حركة «أمل» ومؤيّدين لبري، نزعوا أمس العلم الليبي على طريق المطار وفي شوارع بيروت، بالتزامن مع إطلاق نواب وقيادات في «أمل» وشخصيات دينية مواقف شكّلت تهديدات واضحة في حال حضور الوفد الليبي القمة، فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري «التيار» و«أمل» ووصلت الى حدّ إستحضار النزاع العقائدي مع إسرائيل على خلفية إقرار باسيل بأن «لا نعرف عن 6 شباط 1984 شيئاً وفي التاريخ لا نعرف إلّا 6 شباط مار مخايل»!

وبالفعل، بدأ أمس الترويج لاحتمال إعتذار ليبيا عن المشاركة، في مقابل تأكيدات رئاسية على انعقاد القمة في موعدها وبمن حضر، من دون حسم المعلومات حول عزوف الجانب الليبي عن الحضور.

وفي هذا السياق، أكّدت مصادر «التيار» أنّ الإستعدادات مستمرة لانعقاد القمة، معتبرة أنّ ردّ باسيل أمس على التهديد بحصول «6 شباط» يعكس «الموقف الحقيقي من تهديدات لم يعد لها مكان في قاموس دولة المؤسسات خصوصاً أنّ «التيار» هو مؤمن بلغة التفاهمات والالتقاء وكسر الحواجز وليس الاصطفافات والانقلاب على الشرعية».

واشارت المصادر الى استكمال التحضيرات اللوجستية للقمة والقيام قبل يومين بمناورة أمنية من ضمن الاستعدادات لمواكبة وصول الوفود ورؤساء دول وحكومات الدول العربية وممثلين عنهم، إضافة الى مؤتمر صحافي سيُعقد اليوم لعرض كافة الإجراءات التنفيذية المتعلّقة بالقمة.

وأكّدت أن لا نيّة أبداً لدى «التيار» للإنجرار الى لغة الشارع، والقوى الأمنية هي المولجة بمتابعة أي إشكالات قد تحصل على الأرض». مشيرة الى «أنّ إلتزام لبنان ومؤسساته بتأمين انعقاد القمة الاقتصادية التنموية التي يستضيفها لبنان، بناء على قرار القمة العربية السابقة وليس بقراره الذاتي، وكافة الدعوات التي وجّهت الى الدول المشاركة حصلت من خلال لائحة أعدّتها جامعة الدول العربية، وهناك التزام رسمي لبناني، بعد توجيه الدعوات وتأمين التحضيرات اللوجستية لانعقاد القمة، بتأمين الظروف المثلى لانعقادها بغض النظر عن أي تشويش من أي طرف أتى».

الوضع الحكومي

حكومياً، لم يُسجل أمس اي جديد، وغاب الى حد بعيد موضوع تأليف الحكومة الجديدة عن مجمل المواقف السياسية، ما رفع منسوب التوقعات من أنّ إنجاز الاستحقاق سيمضي الى مزيد من التأخير، نظراً لاستمرار التباعد بين المواقف سواء بالنسبة الى موضوع تمثيل «اللقاء التشاوري» او بالنسبة الى عودة البعض الى المطالبة بتغيير توزيعة الحقائب الوزارية التي كان متفقاً عليها، قبل الخلاف الاخير الذي عطّل اعلان التشكيلة الوزارية الذي كان وشيكاً، فضلاً عن اصرار بعض آخر على الاستحواذ على الثلث الوزاري المعطّل في الحكومة العتيدة.

قمّة بكركي

والى ذلك، تستمر بكركي في تحرّكها الدافع والضاغط لتأليف الحكومة. وفي هذا السياق لم تمنع الوعكة الصحية التي ألمّت بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي أمس، البطريركية من التأكيد أنّ القمّة المارونية المقرّرة الأربعاء المقبل هي في موعدها وستتناول في الدرجة الاولى موضوع التعثر المستمر في تأليف الحكومة.

وأكّدت مصادر متابعة لهذه القمة لـ«الجمهوريّة» أنّ «الراعي في صحّة جيدة، وأنّ القمة هي أكثر من ضروريّة، وليس هناك أي شيء يدعو الى تأجيلها، خصوصاً أن أوضاع البلاد صعبة جدّاً». لافتة الى «أنّ حجم المشاركة سيكون كبيراً لأنّ المواضيع المطروحة مهمة جداً».

وأوضحت أنّ «بكركي تجمع القادة والنواب الموارنة ليس لتشكيل جبهة طائفية أو مذهبية، فلكل حزب او تيار أو نائب تحالفاته، بل للضغط من أجل حلّ الأزمات التي باتت مستعصية ومن ضمنها أزمة تأليف الحكومة».

وشدّدت المصادر نفسها على أنّ «بكركي تبدي كل دعم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وترفض المسّ بالدستور الذي ينصّ على أنّ الحكومة يشكّلها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، والوقت الآن ليس وقت خلق بدع جديدة أو الذهاب نحو ضرب الدستور ومن ورائه الكيان».

الانفاق

على الجبهة الجنوبية، أكّد الجيش الإسرائيلي أمس أنّه اكتشف كل الأنفاق التي يتهم «حزب الله» بحفرها بهدف التسلل إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أنّ عملية تدمير الأنفاق التي بدأت مطلع كانون الأول المنصرم، ستنتهي قريباً.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس قوله لصحافيين: «وجدنا نفقاً هجومياً آخر لحزب الله (هو السادس) تحت الحدود من لبنان إلى إسرائيل». وأضاف: «بحسب تقييمنا، لم يعد هناك أي نفق آخر عابر للحدود».

ويقع مدخل النفق الأخير في بلدة رامية اللبنانية على بعد 800 متر من الأراضي الإسرائيلية، بحسب الجيش الاسرائيلي. ويمتدّ عشرات الأمتار داخل إسرائيل وتمّ حفره على عمق 55 متراً ما يجعله الأكثر عمقاً و«الأطول والأكثر تجهيزاً» بين كل الأنفاق التي اكتشفها الجيش، بحسب المتحدث.

وأضاف كونريكوس: «حققنا هدفنا الذي حدّدناه في البداية» وهو اكتشاف وتدمير الأنفاق، مشيراً إلى أنّ النفق الأخير الذي اكتُشف سيتمّ تدميره في الأيام المقبلة.

نتنياهو يتوعد

الى ذلك، هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتكثيف الهجمات الجوية على الأراضي السورية «إذا لزم الأمر» لمنع التمركز العسكري الإيراني فيها.

وقال نتنياهو خلال جولة ميدانية له أمس في منطقة عملية «درع الشمال» التي ينفذها الجيش الإسرائيلي لتدمير «أنفاق حزب الله»: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة أغارت إسرائيل على مستودع أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي. هذا يعكس سياستنا المتسقة وإصرارنا على منع التموضع العسكري الإيراني في سوريا». أضاف: «وإذا لزم الأمر سنوسع رقعة تلك الغارات».

وذكر أنّ الجيش الإسرائيلي كشف عن «نفق سادس إجتاز الحدود اللبنانية إلى داخل إسرائيل وهو أكبر نفق تمّ العثور عليه».

وقال: «هذا يكلل عملية درع الشمال بنجاح. سنواصل رصد كل الأنشطة التي يقوم بها «حزب الله» وتقوم بها إيران والتنظيمات الموالية لها وسنقوم بما يلزم لضمان أمن إسرائيل».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى