مانشيت- الجامعة تحسم: القمة في موعدها.. واستنفــار حدودي يسبق هيل… وغارات ليلية على دمشق

مانشيت- الجامعة تحسم: القمة في موعدها.. واستنفــار حدودي يسبق هيل… وغارات ليلية على دمشق
مانشيت- الجامعة تحسم: القمة في موعدها.. واستنفــار حدودي يسبق هيل… وغارات ليلية على دمشق

صحيفة الجمهورية

فيما غابت أزمة التأليف الحكومي عن خشبة المسرح السياسي من دون صدور اي مواقف جديدة في شأنها سلباً أو إيجاباً، إنصَبّت الاهتمامات الداخلية أمس على زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل المرتقبة للبنان ويتوقع ان تتناول في جانب منها الوضع على الحدود الجنوبية حيث تستمر إسرائيل في بناء الجدار الاسمنتي قبالة بلدة العديسة وفي نقاط مُتنازع عليها على الخط الازرق، وكان اللافت أمس تحليق الطيران الاسرائيلي الحربي والاستطلاعي في كل اجواء لبنان، ما أثار مخاوف من احتمال تحضير إسرائيل لغارات جوية على اهداف في لبنان او سوريا، وقد سجل حصول غارات على دمشق ليلاً، في الوقت الذي يستمر الانقسام في الموقف الداخلي من القمة الاقتصادية العربية بين مؤيّد لها وداع الى تأجيلها، مع أنّ الدوائر المختصة في جامعة الدول العربية حسمت انعقادها في موعدها.
فيما المنطقة على صفيح ساخن، ورسم الخرائط الجديدة فيها يجري على قدم وساق، ما يكاد لبنان ينجو من أزمة حتى تُعاجله مجموعة أزمات، يُفترض بها أن تكون مصدر تعزيز للدولة، إلّا أنّ سياسييه يحوّلونها مصدر قلق وتشويش عليها وعلى مؤسساتها وعلى دور لبنان العربي. وتتجه الأنظار الى بكركي الأسبوع المقبل بعدما بدأت مساء أمس بتوجيه الدعوات الى النواب الموارنة للاجتماع في الصرح البطريركي العاشرة قبل ظهر الاربعاء المقبل، وفق معلومات «الجمهورية»، للوقوف على آرائهم حيال مواجهة الأخطار التي تهدد لبنان والتداول في التطورات الراهنة.

ومن أبرز عناوين الأزمات التي تواجه لبنان: التعثّر في تأليف الحكومة، توتّر الوضع الى الحدود الجنوبية، والتشويش على القمة العربية الاقتصادية التنموية المقررة في بيروت في 19 و20 من كانون الثاني الجاري. علماً أنّ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي قد حسم مصير هذه القمة بتأكيده «أنها ما زالت في موعدها، وأنّ التجاذبات الدائرة في لبنان حول انعقادها هي تجاذبات سياسية داخلية ولا تخصّ الجامعة، فالجامعة معنية بانعقاد القمة ونحن هنا لوضع الترتيبات مع السلطات اللبنانية لانعقادها، والقمة في موعدها إن شاء الله».

الأزمة الحكومية
في غضون ذلك، لاحظت مصادر سياسية معارضة لفريق 8 آذار أنه عوضاً عن ان تكون الحكومة العتيدة انطلاقة جديدة للبنان لثبيت استقلاله واستقراره وجَلب مساعدات لبناه التحتية، بعدما كشفت العاصفة المناخية الأخيرة انّ هذه البنى هي بنية الفساد، إستمر التعثّر وتقدّمَ مسار التعطيل، فانقضى أكثر من 7 أشهر وكأنّ التأليف لا يزال في المربّع الاول.

وأضافت هذه المصادر أنه «بدلاً من أن يكون القرار الدولي الرقم 1701 والخط الازرق ضماناً لحماية حدود لبنان، لم يُصر الى الالتزام به، بل عاد التوتر الى الحدود الجنوبية متنقّلاً بين الأنفاق التي بناها «حزب الله» والجدار الاسمنتي الفاصل الذي تبنيه إسرائيل». وقالت «انّ القمة الاقتصادية العربية التي يُفترض ان تنعش دور لبنان العربي في هذه المرحلة وتعزز دور الدولة فيه، تتحول ازمة كبرى بلغت شظاياها النقد اللبناني، ليتبيّن يوماً بعد يوم انّ تعطيل القمة العربية لم يكن على خلفية لوجستية وتقنية، إنما لوجود قرار سوري ـ ايراني بمنع العرب من ان يجتمعوا في لبنان، في رسالة الى الخارج بأنه لم يعد جزءاً من الجامعة العربية بل بات في المحور الايراني ـ السوري، والمؤسف انّ اطرافا لبنانية تتولّى هذه المهمة والاعتداء على صلاحيات السلطة التنفيذية، إذ انّ انعقاد القمة مسألة حصرية برئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية وليس لأيّ مؤسسة دستورية اخرى علاقة بالأمر».

ووفق المصادر نفسها، فإنه بالإضافة الى هذه الازمات «يبقى النزاع الاميركي ـ الايراني والعقوبات الاميركية على طهران هو الاهم، إذ من المفترض ان تسير الامور في المنطقة على إيقاعه، اضافة الى مواقف وزير الخارجية الاميركية مارك بومبيو امس الاول التي جاءت بعد حديث الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن سحب قواته من سوريا، فأكدت مواقف الاول انّ الوضع يسير نحو المواجهة لتحجيم نفوذ ايران، خصوصاً بعدما أتى بومبيو على ذِكر «حزب الله» ولبنان، وكشفَ عن محور عربي يضمّ مصر والاردن ودولاً خليجية، لمواجهة نفوذ طهران التي ردّت بعرقلة تأليف الحكومة في لبنان وهذه العرقلة تزامنت مع فرض العقوبات عليها.

وجاءت فرملة الاندفاعة العربية في اتجاه التطبيع مع سوريا، لتؤكد انقلاب المشهد الخارجي، وانعكاس النزاعات الخارجية على الداخل، ما يدلّ الى انّ العقد الحكومية ليست داخلية بل لها تداعيات خارجية». واعتبرت المصادر «انّ ما يجري هو رسائل إقليمية للبنان وكذلك رسائل من الثنائية الشيعية في وجه العهد، اضافة الى محاولات خلخلة العهد عبر عرقلة تشكيل حكومة من خلال الاصرار على تمثيل سنّة 8 آذار، وصولاً الى محاولة تفشيل القمة ما ينعكس سلباً على العهد، ولكنّ الامور ستبقى ضمن الضوابط السياسية».

وقد أثار الجدل القائم حول الدول المدعوّة الى القمة، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل المعنيّين مباشرة بهذا الموضوع، فرَدّ الاول عبر بيان اللجنة الاعلامية المنظمة الذي اكد انّ التحضيرات للقمة بدأت منذ شهر آب الماضي بالتنسيق بين مختلف الادارات الرسمية، مشيراً الى انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الى عضوَي اللجنة الدكتور انطوان شقير ورئيس اللجنة التنفيذية الدكتور نبيل شديد موافقته على دعوة ليبيا، على ان توجّه الدعوة عبر القنوات الديبلوماسية، فتمّ ذلك بواسطة مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية.

وفي ما يتعلق بدعوة سوريا، ذكر البيان انّ عضوي اللجنة أوضحا لبرّي انّ هذه المسألة مرتبطة بقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وليس قراراً لبنانياً. وذكرت اللجنة بأنّ ليبيا شاركت في القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 بوفد رفيع المستوى.

امّا باسيل، فأكد «انّ علاقتنا مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته، ولا يمكن أن تكون موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسّن علاقته الخاصة بسوريا فيُزايد على حساب لبنان». وقال من زحلة: «نحن طليعة المطالبين بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ولن نكون مجرد تابع لغيرنا نلحق به الى سوريا عندما يقرر هو ذلك». وأوضح «انّ لبنان اعترض من الأساس على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وحافظَ على أفضل العلاقات معها، ومن الطبيعي أن يساعد اليوم على عودتها».

وأكد باسيل «حرصنا على وحدتنا الوطنية، ولكننا نرفض أيضا أن نعرّض مصالحنا الوطنية للأذى ولن ننتظر قراراً من الخارج». ورأى «انّ على السفراء والملحقين الاقتصاديين أن يدركوا أنّ المنصب ليس للوجاهة بل لتسويق لبنان ومنتجاته».

برّي
في المقابل، اكد بري أنّ المعلومات الصادرة في بيان اللجنة الاعلامية المنظمة للقمة حول موضوع دعوة ليبيا وعدم دعوة سوريا «هي مختلقة وعارية من الصحة تماماً». واستغرب بشدة «أن يصل هذا الاسلوب من الاختلاقات والتلفيقات لهذا المستوى من القضايا والمقام، لا بل على العكس فقد زار وزير المال رئيس الجمهورية ميشال عون بناءً لطلب الرئيس بري محتجّاً على توجيه دعوات الى الليبيين».

وقال امام زواره مساء أمس «أنّ قضية الامام موسى الصدر هي بالنسبة الينا قضية جوهرية وفي رأس اولوياتنا الدائمة، ومن هنا لا أحد يمزح معنا حولها. الامام الصدر لم يكن يقوم بنزهة في ليبيا، بل قصدها من أجل حماية لبنان وإطفاء نار الحرب فيه، فخطفه النظام البائد، والنظام الحالي لا يتجاوب عمداً مع محاولات جلاء هذه القضية».

ورداً على سؤال، قال بري: «على امتداد هذه القضية كان خطابنا واضحاً تماماً، نحن لسنا ضد الشعب الليبي أبداً، لكن ضد النظام الذي اقترف هذه الجريمة».

ورداً على سؤال آخر، قال بري: «فليقولوا ما يشاؤون إن اتهموني بأنني بهذه المسألة أحاول ان أقوم بـ6 شباط سياسية جديدة، فليتهموني ولا تفرق معي، فهذا لا يؤثّر بي، بل إننا في هذه المسألة على استعداد لأن أقوم بـ6 شباط سياسية وغير سياسية، فلا يجربوننا».

المجلس الشيعي
بدوره، حذّر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من دعوة ليبيا إلى القمة الاقتصاديَّة، وأكد التزام ثوابت قضية اختطاف الإمام الصدر ورفيقيه، ودعا جميع المسؤولين اللبنانيين والحكومة الى الإلتزام بما نَصّت عليه البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة لجهة القضية ودعم عمل لجنة المتابعة الرسمية. وذكّر المجلس الجميع بأنّ «السلطة الليبية الحالية ترفض التعاون وترفض أيضاً تنفيذ مذكرة التفاهم الموقّعة بين البلدين بخصوص هذه القضية». وحذّر من «تجاهل ردات الفعل الشعبية التي يمكن أن تنتج عن الإصرار على دعوة الوفد الليبي».

الحدود
وعلى جبهة الحدود الجنوبية، واصلت اسرائيل أعمال بناء الجدار في المنطقة المتنازَع عليها في عديسة، متحدية بذلك قرارات المجلس الاعلى للدفاع، في ظل استنفار شديد للجيش اللبناني.

ودانت وزارة الخارجية الإعتداءات الإسرائيلية على الخط الأزرق، واعتبرت انه من الأجدر أن يلتئم مجلس الأمن، وأن يتعامل المجتمع الدولي مع هذا الخرق الواضح والصريح للقرار 1701 كما فعل مع الشكوى التي قدّمها العدو الاسرائيلي».

وكان باسيل قد أعطى تعليماته، بُعَيد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع مساء امس الاول، إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة أمال مدللي لتقديم شكوى أمام مجلس الامن بالخروقات الإسرائيلية البرية، والتي تشكّل انتهاكاً فاضحاً للقرار 1701، وتهدد الاستقرار في الجنوب والمنطقة. كذلك دعا باسيل البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج كافة الى لشرح الموقف اللبناني من هذا الإعتداء الإسرائيلي الجديد.

ومن جهته، طمأنَ الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، أندريا تيننتي، الى انّ الوضع على الحدود مستقر، وقال: «جنودنا موجودون على الأرض لمراقبة الوضع والحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق».

وتتبّع رئيس الجمهورية التطورات الميدانية على الحدود الجنوبية، واطّلع على المعلومات المتوافرة حول التحركات الاسرائيلية على الحدود الجنوبية، والاتصالات التي بدأها لبنان لمواجهة هذه التحديات.

منسق الأمم المتحدة
على صعيد آخر، أشادت فرنسا بتعيين الأمين العام للأمم المتحدة السيد يان كوبيش في منصب المنسق الخاص لشؤون لبنان. واشارت الى انّ كوبيش سيتولى تنسيق عمل الأمم المتحدة في لبنان في إطار التقيّد بالقرارات المتعلقة بهذا البلد، واكدت انّ بوسعه أن يعوّل على دعم فرنسا التام في إنجاز مهماته. وتقدمت منه بجزيل الشكر للعمل الذي أنجزه في إطار مسؤولياته السابقة بصفته ممثلاً خاصاً للأمم المتحدة في العراق.

وشكرت فرنسا للسيدة بيرنيل كاردل ترؤسها مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان بالنيابة لأكثر من عام. وأكدت انها «ستواصل، بالتعاون مع شركائها الدوليين، دعم مساعي إحلال الأمن والاستقرار وتحقيق الازدهار في لبنان».

بدء الإنسحاب
إقليمياً، أكد المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش»، الكولونيل شون رايان، أنّ التحالف بدأ عملية انسحابه من سوريا، في إشارة إلى بدء انسحاب القوات الأميركية. وتأتي هذه الخطوات بعدما كان الرئيس دونالد ترامب أعلن الشهر الماضي عزمه سحب القوات الأميركية من سوريا البالغ قوامها 2000 فرد.

وقال رايان إنّ التحالف «بدأ عملية انسحاب مدروس من سوريا، وحرصاً على أمن العمليات، لن نعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحرّكات محدّدة للقوات».
إلى ذلك أشار مسؤول أميركي إلى أنّ سحب القوات الأميركية من سوريا لم يبدأ بعد، وإنما تمّ سحب بعض الآليات العسكرية. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عنه أنّ سحب المعدات هو جزء من بدء سحب القوات.

وليلا أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية ان دوي انفجارات سمع في دمشق، وان «الدفاعات الجويّة السورية تصدّت لأهداف معادية واسقطت عدداً منها». في حين ذكرت مراسلة قناة «روسيا اليوم» أنّ هناك أنباء عن تعرض دمشق لغارة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى