دشن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، دائرة الامن العام للبقاع الثانية ومركز الامن العام لبعلبك الإقليمي، في حضور وزيري الزراعة والصناعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر وحسين الحاج حسن، والنواب: علي المقداد، إبراهيم الموسوي، الوليد سكرية، إيهاب حمادة وأنطوان حبشي، قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بالعميد وليد سمرجي، النائب السابق نوار الساحلي، محافظ بعلبك الهرمل القاضي بشير خضر، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالعقيد حسين سلمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بالمقدم إدوار قسيس، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار ممثلا ببلال رعد، العقيد إبراهيم شمس الدين ممثلا رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي والمدير العام بدري ضاهر، راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المطران حنا رحمة، مفتي البقاع الجعفري الشيخ خليل شقير، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، المفتي السابق الشيخ بكر الرفاعي، المدعي العام كمال المقداد وقضاة، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، رؤساء اتحادات بلديات بعلبك نصري عثمان غربي بعلبك إبراهيم نصار وشرقي بعلبك جعفر الموسوي، مدير العمل البلدي لـ”حزب الله” في البقاع حسين النمر، مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية لحركة “أمل” في البقاع عباس المصري، رئيس نقابة أصحاب المحال والمؤسسات الرسمية في البقاع محمد كنعان، الى رؤساء بلديات ومخاتير قرى المنطقة وفعاليات عسكرية وأمنية وسياسية واجتماعية واقتصادية.
ولحظة وصوله الى المركز قص اللواء إبراهيم شريط الافتتاح، برفقة رئيس دائرة الامن العام للبقاع الثانية الرائد غياث زعيتر ورئيس مركز ألامن العام لبعلبك الإقليمي الرائد محمد الرفاعي.
اللقيس
واستهل الاحتفال بالنشيدين الوطني والأمن العام، ثم تحدث العميد اللقيس، فقال: “بقلوب تفيض برحيق المحبة وأفئدة تنبض بالمودة وكلمات مفعمة بروح الأخوة، نحييكم في صبيحة هذا اليوم المبارك في مدينة الشمس، مدينة التراث العالمي والتاريخ العريق، مدينة الشهداء والأوفياء، مدينة التضحية والعطاء، مدينة بعلبك رمز الوطنية والإباء، ونرحب بكم باسم أهلها الشرفاء الأعزاء”.
اضاف: “بكل سرور ورجاء، نحتفل وإياكم سيادة اللواءين بافتتاح مركز الأمن العام في بعلبك، مقدرين عاليًا جهودكم في إنجاز هذا البناء الذي يشكل خطوة واعدة في مسيرة تثبيت الأمن والإنماء في منطقتنا، التي تقاوم الإهمال والحرمان كما قاومت الظلم والاحتلال وجنبت لبنان خطر التكفير والإرهاب، بموازاة إنجازاتكم المشهودة في هذا المجال أيها الرفيق والصديق العزيز. مبارك لنا ولكم هذا المركز، وكلنا ثقة بأنه مكرس لخدمة أهلنا وأمنهم وسلامتهم، بتوجيهاتكم ورعايتكم سيادة اللواءين، فأنتم حاربتم وسعيتم في الكثير من أجلنا، فبارك الله مسعاكم وشكرا كبيرا لكم”.
المقداد
وألقى النائب علي المقداد كلمة تكتل “نواب بعلبك”، فقال: “افتتاح مركز الأمن العام هنا بالذات، هو ترسيخ لدعائم الاستقرار في المنطقة. منطقة بعلبك الهرمل تطالب دائما بأن تكون عين الدولة عليها إنمائيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، وكما هناك لفتة أمنية بدأت تجاه المنطقة، على الدولة أن يكون لديها لفتة إنمائية بجرعة أكبر من الإنماء”.
زعيتر
بدوره، قال الوزير زعيتر: “كوزراء ونواب وقوى سياسية، سنكون في موقع الداعم والمشجع لكل خطوة تصب في اتجاه رفع الحرمان عن هذه المنطقة. يبقى المشروع الاكبر انشاء مجلس انماء بعلبك الهرمل وعكار. سنبقى اوفياء للقسم وسنستمر بالانماء وبانجاز المشاريع التي تعزز صمود اهلنا وتوفر لهم ابسط مقومات العيش الكريم في بلدنا لبنان”.
إبراهيم
والقى اللواء إبراهيم كلمة، فقال: “اصحاب المعالي والسعادة والسماحة، ايها الحضور الكريم، في بعلبك حاضرون ههنا، حيث الحضارة تتعانق مع نور مدينة الشمس وسهل الخير، لتشكل ما اسبغ الله على هذا البقاع العزيز وشعبه العصامي من نعم وعطاءات، فتنبعث حرارة الوحدة الوطنية في عرسال والهرمل ودير الاحمر والقاع واليمونة. وفي البقاع الممنوع من الصرف في بازارات المزايدة، وصولا الى الانقسام بين ابناء الوطن الواحد بتقسيمه مناطق. فكما بالامس قسم لبنان بين سنة وشيعة، وقبله شرقية وغربية، وأعني مسلمين ومسيحيين، واليوم يحاولون تقسيمه بقاعا وجنوبا، وقد فاتهم ما قاله فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ سنين عديدة: أن لبنان اكبر من ان يبلع واصغر من ان يقسم”.
اضاف: “ستبقى بعلبك مدينة الشمس ومدينة الجسور قبلة سعدنايل وتعلبايا والكرك وزحلة لتكون المساجد والاديرة فضاءات التأمل وحواضن السلام والطمأنينة في مواجهة شرور البؤس والإهمال والحاجة. فلنتذكر الامام موسى الصدر، امام الوحدة الوطنية، الذي اطلق على بعد امتار من هنا، “مقاومة” لتدافع عن كل لبنان انطلاقا من جنوبه. نعم من بعلبك مدينة الشمس والنور، اطلق إمام المقاومة حركة الدفاع عن الجنوب كبوابة لحفظ الوطن، ومما قاله: وحدة الكلمة لا ينبغي ان تظل شعارا مرفوعا، او كلمة مكتوبة، بل يجب ان تبقى ومضة الفكر وخفقة القلب ودرب السلوك. انها البعد الاساس للمستقبل. وقال ايضا: ان اخطر اسلحة العدو هو التشكيك والفتنة، فلنواجهه بالثقة ووحدة الكلمة”.
وتابع: “ها نحن موجودون في هذه البقعة من البقاع الذي يرتبط بالجنوب عبر ماء الحياة نهر الليطاني، وبالرجال الرجال لتحرير الارض من عدوين ما توقفا عن التشابه: العدو الاسرائيلي، ووجهه الآخر المتمثل بالارهاب التكفيري المتأسلم زورا وبهتانا. لهذه الارض وشعبها الطيب الصادق كل المحبة وكل الوفاء، على أمل بأن نرى عودة الدولة عودة نهائية، تمنع الحرمان والضيق عن اهلها، وتفتح حضنها لجميع ابنائها، فتشرع ابواب العمل وتقفل بؤر البطالة والضياع”.
وأردف: “أيها الأعزاء، يهمني ان اعبر عن سروري بافتتاح دائرة للامن العام في البقاع الثانية ومركز الامن العام في بعلبك الاقليمي، في حضور اصحاب المعالي والسعادة وكل الحاضرين، وحضور العميد حسين اللقيس الصديق على المستوى الشخصي وعلى مستوى موقعه المستجد، لان هذا المركز جزء من حق مستحق لكم منذ بعض الزمن، وما حال دون انجازه معوقات عدة تم تجاوزها بارادات طيبة صادقة. وسيكون هذا المركز كما غيره على سائر الاراضي اللبنانية عونا لاهل المنطقة، يخفف عنهم ما استطاع من اعباء التنقل. وسيكون عنوانا للامان الذي أردتموه، لا مقرا أمنيا لمن يريدون للبقاع وبعلبك وصمة الخروج على الدولة وعنها”.
وأكد أن افتتاح المركز سيلاقي الخطة الأمنية انمائيًا والتي تعبر عن تطلعات اهالي البقاع، وقال: “ايها الحضور الكريم، اؤكد لكم اليوم اننا واثقون من ان نجاح الخطة الامنية التي تشارك فيها المديرية العامة للامن العام بفعالية، سيوفر ظروفه اهل البقاع وابناؤه. هذه البقاع التي كانت بقاعا تركت لأقدارها، لم يتم الاستثمار في بناها التحتية، ولا في مواردها البشرية، ووعود الزراعات البديلة كانت دائما وبامتياز عرقوبية. ان البقاع ليس مرتعا للارهابيين، بل كان وسيبقى قلعة من قلاع الحرب على هؤلاء، وهو ليس مغلقا على الدولة واجهزتها. واذا كان الامن شرطا للاستقرار فان للاستقرار شروطا اقتصادية وتربوية واجتماعية يجب توافرها بالتوازي، فالدولة ليست جابيا للضرائب وشرطيا للقمع فهي قبل كل ذلك وبعده راعية لعقد اجتماعي”.
واعتبر ان المرحلة الجديدة التي بصددها البقاع وبعلبك، هي عودة الدولة الى البقاع وبعلبك وليس العكس، ووقائع التاريخ واحكام الجغرافيا اصدق انباء من اي ادعاء او استعراض لفظي .لهذه المنطقة حقوق ستنالها لتقدم ما عليها من واجبات. ومن خارج معادلة الحقوق والواجبات لن تستوي الامور لا في البقاع وبعلبك ولا في أي منطقة من لبنان.
وختم: “المطلوب اليوم بشدة وإلحاح، هو المبادرة إلى المصالحات الأهلية لإسقاط الثأر الذي يستجلب الدم والكراهية والعنف، والإحتكام إلى القانون بوصفه ضامنا للسلم والاستقرار الإجتماعيين. عكس ذلك يعني بقاءنا في دائرة الجنون. وما يجب التنبه إليه ان هناك من اتخذ من عادات الثأر وزراعة المخدرات عنوانا لوصم أهلنا في هذه المنطقة بصفات لا تشبههم. ان رعاية الإهمال واغفال مبدأ التنمية يجب ان يذهبا الى غير رجعة، لأن الواقع الحقيقي هو مسؤولية رسمية وشراكة مدنية، وصار وجوبا على الحكماء والفاعليات، ومن قبلهم السلطة بتعبيراتها المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، المبادرة إلى إعادة الأمور إلى نصابها حيث يتقدم الاهتمام ليحل أولا بدلا من الإهمال، حينها سيكون القانون سيدا وحكما أمينا على حقوق الناس وكراماتهم. عشتم وليحيا لبنان”.