اكّد رئيس الجمهورية ميشال عون ان العلاقات اللبنانية- الكويتية المتجذرة هي ترجمة طبيعية لما يربط بين لبنان والكويت من اواصر الاخوة والتعاون، ولما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط المودة والمحبة.
واضاف عون، خلال استقباله قبل ظهر اليوم الجمعة في قصر بعبدا رئيس مجلس الامة الكويتي الرئيس مرزوق الغانم: “إن الاهتمام الدائم الذي يبديه امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، للبنان واللبنانيين يعكس بامانة الحرص الكويتي على دعم لبنان في المحافل الاقليمية والدولية، والعمل للمحافظة على استقراره وامنه واقتصاده. واستذكر رئيس الجمهورية مواقف الشيخ الصباح خلال الازمات المتتالية التي مرّ بها لبنان، لاسيما خلال ترؤسه اللجنة الثلاثية العربية التي كلفتها القمة العربية ايجاد حلول للاوضاع التي سادت لبنان آنذاك”.
وحمل عون الغانم تحياته الى امير الكويت وتمنياته للكويت ولشعبها الشقيق دوام التقدم والازدهار في ظل قيادة امير البلاد وحكومته ومجلس الامة الكويتي، منوها بصورة خاصة بالدور الريادي الذي تلعبه الكويت في مقاربة الازمات العربية وسعيها الدؤوب لايجاد حلول سلمية وعادلة لها.
وعرض عون للجهود التي تبذل من اجل استكمال مسيرة النهوض الاقتصادي في لبنان بعد الانجازات التي تحققت في الداخل، والمتابعة الدولية من الخارج والتي تمثلت بانعقاد ثلاثة مؤتمرات لمساعدة لبنان في كل من روما وباريس وبروكسل والتي كانت مشاركة الكويت فيها فاعلة لاسيما في مؤتمر ” سيدر”.
وتطرق عون الى مسألة النازحين السوريين وموقف لبنان الداعي الى عودة تدريجية وآمنة لهم الى المناطق السورية بعد توافر الضمانات اللازمة من المسؤولين السوريين تحقيقا لهذه العودة، لافتًا في هذا السياق الى الاعباء التي ترتبت على لبنان نتيجة هذا النزوح، امنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا.
واشار عون الى الدعوات المتكررة للمجتمع الدولي للمساعدة في تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، “والتي لا تلقى ويا للاسف التجاوب المطلوب، الامر الذي يجعل اللبنانيين يتساءلون عن الاسباب الحقيقية لهذا التجاهل للمطلب اللبناني المحق والمشروع”.
واعرب عون عن سعادته لرؤية الاخوة الكويتيين يعودون الى لبنان لتمضية فصل الصيف في ربوعه الامنة والمستقرة بحيث يحلون، كما دائمًا، بين اهلهم وأصدقائهم ومحبيهم.
وكان الرئيس الغانم، قد نقل الى رئيس الجمهورية في مستهل اللقاء تحيات امير الكويت وتمنياته له بالتوفيق في قيادة السفينة اللبنانية الى شاطىء الامان والاستقرار، مثنيًا على حكمة الرئيس عون في ادارة الازمات التي مرّ بها لبنان، مشددًا على استمرار الدعم الكويتي للبنان في مختلف المجالات، ومؤكدًا ان الشعب الكويتي لن ينسى بان لبنان كان اول دولة في العالم دانت الغزو العراقي للكويت في العام 1990. وتحدث الرئيس الغانم عن مشاعر الاخوة والصداقة التي تجمع بين الشعبين الكويتي واللبناني والتي لا تؤثر عليها اي عوائق.
وشرح رئيس مجلس الامة الكويتي دور امير الكويت في مقاربة الازمات العربية بروح التعاون والتعاضد والاعتدال والرغبة في ايجاد الحلول، مشددًا على استمرار هذا النهج الاخوي الذي يلقى الاصداء الايجابية لدى جميع المعنيين.
وبعد اللقاء ادلى الرئيس الغانم بالتصريح التالي للصحافيين: “تشرفت والنواب اعضاء الوفد المرافق بلقاء فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ونقلت اليه رسالة شفهية من اخيه صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. ويعرف الجميع عمق العلاقة التاريخية ما بين سمو الامير وفخامة الرئيس وما واجهه الرئيس عون من تحديات خلال حقب زمنية مختلفة، والاحترام المتبادل القائم ما بين الكويت ولبنان على مستوى القادة والحكومات والشعبين. ونحن كبرلمان كويتي نمثّل الارادة الحقيقية والحرة للشعب الكويتي، لدينا مشاعر خاصة تجاه اشقائنا واخواننا في لبنان، نعبّر عنها في كل مناسبة. ولعلّ هذه هي احدى المناسبات التي استثمرناها للتعبير عن هذه المشاعر الصادقة.”
اضاف: “نحن نتمنى للبنان الامن والسلام والاستقرار. ولبنان لن يُترك وحيدا ولن تُنسى مواقفه التاريخية. وكما ذكرت لفخامة الرئيس، كوننا اعضاء في البرلمان الكويتي نمثّل الشعب، فإنه لا يمكن لأي مواطن كويتي ان ينسى الموقف التاريخي والمبدئي للبنان عندما دان الغزو العراقي الغاشم للكويت عام 1990، وكان من اول الدول التي تدين هذا العدوان من دون اي حسابات سياسية او النظر الى اي مصالح آنية، انّما تعبيرا عن مشاعر حقيقية وعلاقات تاريخية متينة كانت ولا زالت وستظل مضرب مثل لأي علاقة ثنائية بين شعبين شقيقين ودولتين شقيقتين.”
وردًا على سؤال عن المبادرات التي تمّ الاتفاق بشأنها اثناء زيارة الرئيس عون الى الكويت، قال: “ان الكويت دولة مؤسسات، والاتفاقيات التي توقّع تحال الى البرلمان للمصادقة عليها ثم تأخذ طريقها الى التنفيذ. وكلّ الاتفاقيات التي وقعّت بين الكويت ولبنان تمت المصادقة عليها بالاجماع، والبعض القليل منها هو على طريق التصديق عندما يأتي دوره على جدول الاعمال، وهو يحمل صفة الاستعجال. وانا على ثقة تامة انّه ستتم الموافقة عليه. ولم يكن لأي عضو برلمان كويتي مشكلة في اي اتفاقية وقعت بين حكومة الكويت وحكومة الجمهورية اللبنانية. وبالتأكيد سينفذ ما بقي من اتفاقيات. واود ان اؤكد حقيقة ثابتة وراسخة، اتمنى على كل الشعب اللبناني ان يعرفها، وهي ان الكويت واميرها لا يمكن ان يتركا لبنان وحيدا يواجه مصاعبه، سواء كانت اقتصادية او سياسية او غيرها.”
وسئل عن موعد صدور قرار برفع الحظر عن سفر الخليجيين الى لبنان، فاجاب: “ان الرحلات اليومية بين الكويت ولبنان تفوق الآن 14 او 15 رحلة. وسواء بوجود حظر او لا، فليس هناك من مقعد واحد لكويتي او لبناني على الطائرات. وهذا يفرض ان نزيد عدد الرحلات. واريد ان اصحح معلومة وهي انّه ليس هناك من حظر على زيارة الكويتيين الى لبنان، وهو مرفوع منذ مدة طويلة. والكويتيون يأتون الى لبنان. وما اريد ان اقوله انّ وجود حظر او عدمه لا يؤثر على حضور الكويتيين الى لبنان. لكن حاليا لا يوجد اي حظر على اي كويتي للمجيء الى لبنان. وفي السابق لم يكن هناك من حظر بل كانت هناك تحذيرات امنية، من واجب الحكومات ان تتخذها في حال حدوث اي امر. وهي لم ولن تؤثر على حركة السياحة الكويتية الى لبنان، لأنّه كما ذكرت سابقا، وفي كلمتي في الملتقى العربي الاقتصادي، فإن كل كويتي يشعر عندما يأتي الى لبنان انّه سافر من وطنه الى وطنه، وانّه غادر اهله الى اهله. وهذا شعور متأصل في وجدان وفؤاد كل كويتي.
واؤكد ان الرحلات كلها محجوزة بالكامل، والحل هو في زيادة عددها الى لبنان، وليس هناك اي حظر.”
وردًا على سؤال حول تلبية امير الكويت لدعوة الرئيس عون لزيارة لبنان، قال: “لا شك ان العلاقة الاخوية بين صاحب السمو واخيه فخامة الرئيس عون تؤكد انّ الدعوة مقبولة، كما سبق واكد عليها صاحب السمو، والامر يتعلق فقط في تحديد الوقت المناسب لها، وبالتأكيد ستكون هناك زيارة.”
الجمعية الطبية الفرنسية- اللبنانية
الى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيس الجمعية الطبية الفرنسية – اللبنانية البروفسور جان مارك ايوبي مع وفد من الاطباء المشاركين في المؤتمر الطبي التاسع المتعدد الاختصاصات المنعقد في بيروت تحت رعاية رئيس الجمهورية. وعرض الوفد لابرز مواضيع النقاش في المؤتمر والمشاركة الواسعة فيه.
ورحب الرئيس عون بالوفد، معتبرًا ان انعقاد المؤتمرات الاقليمية والدولية في بيروت، هو دليل على ان لبنان استعاد حضوره ومكانته العلمية والثقافية، اضافة الى الثقة العالمية بامنه واستقراره.
عبد الرحمن البزري
وفي قصر بعبدا، الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري الذي عرض مع رئيس الجمهورية اوضاع المدينة وحاجاتها.
السفير اللبناني في اليمن
واستقبل الرئيس عون السفير اللبناني المعين في اليمن السفير هادي جابر لمناسبة التحاقه بمركز عمله الجديد، وزوده بتوجيهاته متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة.