وتعكس مثل هذه المحاولة التي لن يكتب لها النجاح في الوقت الراهن بسبب امتلاك الجمهوريين للأغلبية في مجلس الشيوخ، القلق في أوساط السلطة التشريعية الأميركية من احتمالات الدخول في حرب مفتوحة لا تحمد عواقبها مع إيران.
وعلى الرغم من أن الكونغرس الأميركي يملك حقا دستوريا في السماح للرؤساء بشن الحرب من عدمها، إلا أن سيد البيت الأبيض يتمتع عملياً بصلاحيات واسعة تمكنه من تنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود من دون موافقة مسبقة من الكونغرس.
والجدير بالذكر أن قانونا بشأن الصلاحيات العسكرية يسري في الولايات المتحدة منذ عام 1973، يلزم الرئيس بإخطار الكونغرس في غضون 48 ساعة من بدء العمليات العسكرية.
ويحظر هذا القانون أيضا على القوات المسلحة الأميركية البقاء خارج الحدود لأكثر من 60 يوما، تعقبها 30 يوما مخصصة للانسحاب، من دون إذن من الكونغرس باستخدام القوة العسكرية أو من دون إعلان للحرب.
وانتقد الكونغرس في الماضي مرات عديدة رؤساء أميركيين، رأى أنهم انتهكوا هذا القانون، لكنه لم يتخذ أية إجراءات ضدهم.
وتوجد طريقة أخرى للحد من عمليات الرئيس العسكرية خارج الحدود، وتتمثل في إصدار قانون يحظر إنفاق أموال الميزانية على مثل هذه الأغراض.
وطرح السيناتور الديمقراطي، رو خانا، مشروع قانون بهذا الشأن، في حين أن المشرعة الديمقراطية، باربرا لي، دفعت بمشروع قرار آخر يلغي تصريحا باستخدام القوة ضد الإرهابيين كان صدر عام 2002، تستند عليه إدارة ترامب في تبرير أعمالها ضد إيران.
ووصف السيناتور الجمهوري عن ولاية أيداهو، جيم ريش، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية، جلسة الاستماع هذه بأنها الأفضل من نوعها خلال مسيرته العملية في الكونغرس. ورأى في نفس الوقت السيناتور الجمهوري عن ولاية يوتا، مايك لي، العكس تماما، ووصف الإحاطة بأنها الأسوأ خلال 9 سنوات من عمله في مجلس الشيوخ، على الأقل بالنسبة للمسائل العسكرية، مشددا على أن مبررات الإدارة الأميركية القانونية والواقعية والمعنوية للهجوم لم ترضه.
وقال السيناتور لي في هذا الصدد: "أجدها مسيئة ومهينة"، مضيفا أنه مستعد للتصويت الآن لصالح قرار في مجلس الشيوخ يهدف إلى تقييد صلاحيات ترامب العسكرية بشأن إيران.
هذا المشروع الذي أعده الديمقراطيون لا توجد أمامه فرصة للنجاح إلا إذا انضم إليه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الأغلبية الجمهورية.
وعلّق السيناتور الجمهوري، مايك لي، بلهجة ساخطة على الإحاطة بقوله: "غادروا بعد 75 دقيقة، وطيلة هذا الوقت قالوا إن علينا أن نكون طيبين، أولادا وبناتا، وأن نمضي للعب وأن لا نجادل في هذا الأمر علنا. أعتقد أن هذا جنون مطبق".
الديمقراطيون بدورهم لم يكونوا راضين كما هو متوقع، عن المبررات التي قدمتها الإدارة الأمريكية، حيث قال إليوت إنجل، رئيس لجنة ذات صلة بمجلس النواب: "لست واثقا من أنكم ستصدقوني.. هذه هي الإجابة التي ترضيني"، مضيفا تشكيكه في وجود سبب ملح للعملية التي قتل فيها قاسم سليماني.