في تطور بارز وخطير، شهدت المنطقة الخضراء في بغداد، مساء اليوم الأحد، سقوطاً لـ 4 صواريخ كاتيوشا، وتحديداً في محيط السفارة الأميركية في بغداد.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أنّ "صاروخين على الأقل سقطا في محيط السفارة وسط بغداد"، في حين تحدثت قناة "العربية" عن " سقوط ضحايا في الجهة المقابلة للسفارة التي دوّت فيها صافرات الإنذار".
إلى ذلك، ذكرت قناة "سكاي نيوز" أنّ "المنطقة الخضراء استهدفت بـ6 صواريخ، وقع أحدها خارجها فوق منزل أسرة عراقية، وتسبب بوقوع إصابات وأضرار مادية".
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان البرلمان العراقي اليوم عن قرار يقضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق، في وقتٍ تصاعد فيه التهديد الإيراني بالرّد على أميركا عقب اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، قبل أيام في بغداد.
وفي السياق، أكّد محسن رضائي، القائد السابق بالحرس الثوري الإيراني أنّ "رد طهران على مقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، سيشمل حيفا ومراكز عسكرية إسرائيلية".
وأضاف: "لا توجد لدينا أي حدود من الآن فصاعدا في مواجهة القوات الأمريكية... أقول لترامب إننا جادون في الانتقام منكم ومن جنرالاتكم".
وتابع: "لو قامت واشنطن بارتكاب أي خطأ، سنمحي الكيان الإسرائيلي من الوجود"، موضحاً أنه "سيتم استهداف جميع المصالح الأميركية بالمنطقة انتقاما على اغتيال سليماني".
وأكد رضائي أنّ "فيلق القدس سيواصل طريقه في دعم المقاومة بالمنطقة"، مؤكداً أن "قائد فيلق القدس الجديد اللواء قاآني هو قاسم سليماني ثان وسيواصل طريقه بقوة".
حراك دولي: لإحتواء التوتر
ومع التوتر الذي تشهده المنطقة، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، استدعاء القائم بالأعمال الألماني في طهران وسلمته مذكرة إحتجاج على موقف برلين من إغتيال سليماني. ومع هذا، جرى الإعلان عن اجتماع طارئ لحلف الناتو غداً لمناقشة الوضع في العراق عقب اغتيال سليماني.
وعلى الصعيد الدولي، فقد تكثفت الإتصالات، اليوم الأحد، حيث أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، العمل من أجل تخفيف التوتر في الشرق الأوسط.
فمن جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن "سليماني كان يشكل خطراً على كل مصالحنا"، مشيراً الى انه " تم اتخاذ إجراءات لتعزيز أمن البريطانيين ومصالح بريطانيا في الشرق الأوسط". وقال: "بريطانيا على اتصال مع جميع الافرقاء لتشجيع وقف التصعيد في الشرق الأوسط".
وأكد جونسون الذي تحدث هاتفياُ مع الرئيسين الأميركي والفرنسي دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن "سليماني مسؤول عن مقتل آلاف المدنيين الأبرياء وموظفين غربيين"، معتبراً أن "كل الدعوات للرد والانتقام ستقود إلى مزيد من العنف في المنطقة وعلى كل الأطراف خفض التصعيد".
بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان، عن قلقه "إزاء الأثر المزعزع للاستقرار بعد اغتيال سليماني"، مؤكداً أنه "من المهم أن تتجنب إيران اتخاذ إجراءات قد تؤدي لتصعيد الوضع وزعزعة استقرار المنطقة".
إلى ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا الأربعاء لمناقشة آخر المستجدات في الشرق الأوسط وجميع القضايا الإقليمية"، معتبراً أن "مسألة اغتيال سليماني لن تقف عند هذا الحد، ومن المؤكد أن مرحلة أخرى ستعقبها".
وأكد أردوغان أن "تركيا بذلت وتبذل ما بوسعها من أجل خفض التوتر الأميركي الإيراني بعد اغتيال سليماني"، معتبراً أن "جعل العراق منطقة صراع للتوترات بين أميركا وإيران يضر بالاستقرار".
ولفت إلى أن "التوتر الذي بدأ مع الهجوم على السفارة الأميركية في العراق ومقتل سليماني بلغ نقطة حرجة". وأضاف: "بكل أسف لم تنجح حتى الآن جميع الجهود والمبادرات المبذولة لنزع فتيل التوتر الأميركي الإيراني".
واعتبر أن "اختيار أميركا لسليماني كان وسيلة لزيادة التوتر لأن قتل شخص بمرتبته لن يبقى دون دفع ثمن أو دون رد"، وأضاف: "إذا كان الأميركيون يتحججون في قتلهم لسليماني بأنه إرهابي فكيف يفسرون دعمهم للإرهابيين في سوريا".