تركيا تسيطر على التنقيب في 'المتوسط'.. ماذا وراء تحذيرات أردوغان الأخيرة؟

تركيا تسيطر على التنقيب في 'المتوسط'.. ماذا وراء تحذيرات أردوغان الأخيرة؟
تركيا تسيطر على التنقيب في 'المتوسط'.. ماذا وراء تحذيرات أردوغان الأخيرة؟

يستمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتصعيد حيال منع دول من المتوسط إنشاء خط نقل غاز طبيعي من المنطقة دون موافقة تركيا، وتأتي التحذيرات الأخيرة التي أطلقها أردوغان لكل من مصر وقبرص واليونان والكيان الإسرائيلي الغاصب، لتطرح التساؤلات حول تمكين الاتفاقية الأخيرة مع دولة ليبيا لتركيا من السيطرة الفعلية على التنقيب في "المتوسط"، في ظل استمرار حالة الجدل حول هذه الخطوة.

بالنسبة لأردوغان فإنّه أكّد أنه لا يمكن لهذه السلطات الأربع إنشاء خط نقل غاز طبيعي من هذه المنطقة دون موافقة تركيا، وقال مؤخراً "لن نتساهل بهذا الصدد، وإن تركيا أثبتت عبر مذكرة التفاهم مع ليبيا تصميمها على حماية حقوقها المنبثقة عن القانون الدولي". 

وشن الرئيس التركي هجوما شرسا على هذه الدول وكل من انتقد الاتفاقية الأخيرة مع حكومة الوفاق الليبية، التي سمحت قانونيا بتواجد تركيا بقوة في شرق المتوسط، وجعلها تحرك سفنها فعليا لبدء عملية التنقيب هناك. 
قوات لدعم "الوفاق"
وبخصوص التقارب مع حكومة الوفاق الليبية، أكد أردوغان استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا إذا طلبت ذلك الحكومة الشرعية في طرابلس، كما شدد على أنه سيبحث مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، موضوع دعم موسكو لقوات حفتر، رافضا أن "تتحول ليبيا إلى سوريا جديدة"، كما قال.

وطرحت هذه التحذيرات عدة استفسارات حول تمكن تركيا فعليا من السيطرة على التنقيب في "المتوسط" بعد توقيع الاتفاقية. 

من جهته، أكد رئيس كتلة حزب "العدالة والبناء" بمجلس الدولة الليبي، عبد السلام الصفراني، أن "ليبيا وتركيا مارستا حقهما الذي يكفله القانون، ووقعتا اتفاقيتين بحرية وأمنية لم يمسا من سيادة أي دولة، وإنما قطعتا الطريق على من كان يسعى لاستغلال الظرف الذي تمر به ليبيا ليستفيد ويستحوذ على خيراتها".

وأوضح في تصريحات أن "ليبيا الآن فرضت سيادتها على ما يزهو على 40 ألف كم مربع من المياه، وستمارس ليبيا وتركيا كامل حقوقهما في التنقيب والحماية والاستثمار في ثروات "المتوسط" وقد بدا واضحا من تعليق الرئيس التركي أن أنقرة لن تفرط في حقها وحقوق شركائها الليبيين".

وتابع: "وتعلم الدول الإقليمية الممتعضة من هاتين الاتفاقيتين قدرات الدولة التركية في إنجاز ما عبر عنه الرئيس أردوغان في تصريحاته الأخيرة".

من جهته، أشار وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى التويجر، إلى أن "الاتفاقية الأخيرة فتحت الباب لتعاون استراتيجي بين ليبيا وتركيا، وها هو الرئيس أردوغان يعلن استعداده لإرسال قوات عسكرية لدعم حكومة الوفاق الشرعية، وأصبح من الضروري أن يتدخل الأخير لدى كل من ترامب وبوتين لإيضاح حقيقة ما يجري في ليبيا، ويطالبهما بتصحيح مواقفهما تجاه القضية الليبية، بالإضافة إلى دعمه العسكري واللوجستي".

"نفوذ وليست سيطرة"
وفي إطار التحليل، إعتبر الصحافي الليبي محمد الشامي أن "ما يحدث الآن ليست سيطرة، بل زيادة نفوذ، وأصبح الأكبر نسبيا، خصوصا أن أغلب خطوط الإنتاج والتصدير أصبحت بنسبة 80 ‎%‎ تمر عبر الحدود البحرية الليبية التركية، فهذا يستلزم فوائد عبور ونقل، كما سيتم التنقيب عن الغاز في المنطقة المشتركة".

وبخصوص دعم أردوغان للوفاق، قال: "أمر طبيعي لعلاقة البلدين التاريخية أولا، ولأن الاتفاقية مع الحكومة أعطت تركيا قوة للتواجد في الملف الليبي، وأن "الوفاق" ضمنت بذلك وساطة قوية حتى لا تلعب بها تركيا بمساومات أخرى سياسية، على غرار سوريا مثلا". 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى واشنطن تعترف: الحرب الأوكرانية مفيدة للاقتصاد الأمريكي