خطوة الحوثيين.. مبادرة أم إلتفاف وهل تقبل السعودية بها؟

خطوة الحوثيين.. مبادرة أم إلتفاف وهل تقبل السعودية بها؟
خطوة الحوثيين.. مبادرة أم إلتفاف وهل تقبل السعودية بها؟
في خطوة مفاجئة وفي ظل التصعيد الإيراني الأميركي بعد هجمات "أرامكو السعودية"، أعلنت جماعة "انصار الله"، (الحوثيون)، وقف استهداف السعودية بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية، ليضع الحوثيون ذلك في خانة المبادرة والتحية بانتظار الرد بالمثل من قبل دول "التحالف العربي". هذا الموقف يأتي بعد ضربة "أرامكو" الموجعة إذ أدّى ذلك إلى اهتزاز سوق النفط العالمي الأمر الذي دفع الدول الغربية إلى التلويح "بخيارات مفتوحة" بعد درسها.

هذه الخطوة اللافتة قد تكون الحل لحرب اليمن الطاحنة والتي بدأت في العام 2015، مكبدة الأطراف خسائر ضخمة مادياً وبشريا. لكن هل تصمد هذه المبادرة؟ وكيف سيتعامل معها الطرف الآخر؟ خصوصاً وأنها تأتي بعد تصعيد كبير لم يضر فقط بالمملكة، بل أثّر على الأمن والإقتصاد العالميين.

"مبادرة ضرورية لكنها أتت متأخرة"، هكذا يصف المحلل السياسي سامي نادر خلال حديث مع "لبنان 24" الإعلان الحوثي بوقف الهجمات، معتبراً أنها "محاولة للإلتفاف" على التأييد والتعاطف الذي حصّلته المملكة بعد "العمل الحربي الذي قام به الحوثيون والمتمثل بالهجمات على أرامكو".

نادر ذكّر بالمبادرة التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحلحلة الوضع المتأزم في اليمن، والذي تلقفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بإيجابيّة"، في حين ذهب الطرف الإيراني بالإتجاه المعاكس عبر الاستهداف الأخير للسعودية.

لكن المحلل السياسي وفيق ابراهيم وصف في حديث مع "لبنان 24"، الخطوة الحوثية هذه بـ"العرض" المنسّق مع إيران رافضاً وضعها في سياق "الاستسلام"، ورأى أن الحوثيين استشعروا حشداً دولياً عسكرياً في منطقة الخليج، فأرادوا اجهاض أي ضربة عسكرية محتملة في المنطقة، ما يؤثر على الحلف الذي تنتمي إليه "انصار الله"، وذلك عبر تقديم هذا العرض وسحب فتيل "الرعب" الذي أحدثته الهجمات على شركة "أرامكو" النفطية.

واستبعد ابراهيم قبول المملكة بمبادرة الحوثيين "على اعتبار أنها تُمسك بالموقف الأميركي لصالحها ولن تقبل "اليمن بالصيغة الحوثية" من جهة، وبسبب وجود رغبة لدى الإدارة الأميركية باستنزاف المنطقة لاسيما المحور الإيراني من جهة أخرى، لافتاً إلى أن حرب اليمن تكاد تكون الحرب الوحيدة منذ الحرب العالمية الثانية، التي وافقت عليها معظم الدول الكبرى، ودعمت السعودية لخوضها.

ويشار إلى أن الحرب اليمنية السعودية بدأت بعد قرار "التحالف العربي" الذي قادته السعودية بدء تنفيذ ضربات جوية على الحوثيين في 25 أذار 2015، تحت مسمى "عملية عاصفة الحزم". وقد بدأت العمليات استجابة لطلب من رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي بسبب هجوم الحوثيين على العاصمة المؤقتة عدن، والتي فر إليها الرئيس هادي، ومن ثم غادر البلاد إلى السعودية، وتستهدف غارات التحالف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي أطيح به في عام 2011 في ثورة الشباب اليمنية. ولكنه تحالف لاحقاً مع الحوثيين قبل اغتياله.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق