لماذا وافق النّظام السوري على 'هدنة إدلب' رغم تقدّمه ميدانياً؟!

لماذا وافق النّظام السوري على 'هدنة إدلب' رغم تقدّمه ميدانياً؟!
لماذا وافق النّظام السوري على 'هدنة إدلب' رغم تقدّمه ميدانياً؟!

طرح تقريرٌ نشره موقع "عربي 21" تساؤلات حول أسباب وخلفيات موافقة النظام السوري، رغم تقدّمه ميدانياً وبسط سيطرته على مناطق عدة للمعارضة بإدلب، على الهدنة التي أعلنتها روسيا، قبل يومَيْن، بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الروسية موسكو ولقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ويذكّر التقرير أنّ وزارة الدفاع الروسية، أعلنت يوم الجمعة أنّ قوات النظام السوري، ستوقف إطلاق النار من جانب واحد في منطقة خفض التصعيد في إدلب بدءاً من السبت، داعية مَنْ وصفتهم بـ"المقاتلين السوريين" للانضمام إلى وقف إطلاق النار المعلن في إدلب.

وقبيل إعلان الهدنة، كثّفت القوات الروسية والسورية، غاراتها الجوية على شمال غربي سوريا، وأرسلت تعزيزات، لتعزيز هجوم كبير ضدّ آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة.

وينقل التقرير عن الباحث المختص بالعلاقات الدولية، جلال سلمي، قوله إنّ "الهدنة التي جاءت بإعلان روسي، تعدّ تكتيكاً في إطار المنهجية الروسية القائمة على منح الدول ذات العلاقة بإعادة ترتيب أوراقها"، لافتاً إلى أنّ "هذا التكتيك تم اتباعه سابقاً في درعا وغوطة دمشق الشرقية، من أجل منح الفرصة للحوار بعيداً عن أي عملية عسكرية".

وأشار إلى أنّ "النظام السوري وافق على الهدنة التي أعلنت عنها موسكو، لأنّه يوافق تلك المنهجية، ويتبع السياسة الروسية وقراراتها"، كاشفاً أنّ "الهدنة الروسية، جاءت بعد اتفاق سري بين تركيا وروسيا، تمنح فيه الأخيرة أنقرة إخراج "جبهة النصرة" خلال 8 أيام، حتى شمال معرة النعمان، ودمجها مع الفصائل الأخرى".

ولفت إلى أنّ "الهدنة، قد تؤدي إلى حلّ سياسي، وإلا فإدلب أمام عملية عسكرية شعواء، إن فشلت".

وحول موقف الفصائل من الهدنة التي أعلنت من جانب واحد، أكّد سلمي، أنّها "لا حيلة لها ولا قوة، وهي تعلم أنها محاصرة سياسياً وعسكرياً وأمنياً، وهي تعول على الجانب التركي، في اتفاقه مع الجانب الروسي من أجل تطبيقه".

من جهته، يقول المختص بالعلاقات الدولية، هشام منور، إنّ "موسكو تريد الظهور بمظهر المتمسك بثنايا الحل السياسي والعسكري في سوريا، وهي من خلال هذا الإعلان في هذا التوقيت المتزامن بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، تحاول الإيحاء باستمرار التفاهمات التركية الروسية في ما يتعلق بمناطق خفض التصعيد".

ويضيف أنّه "في الوقت ذاته، تحاول موسكو، أن توصل رسالة بأنّه قرار وقف إطلاق النار يعود إليها وحدها، لا سيما أنّ واحداً من أهم غايات الحملة الروسية على إدلب وحماه هو تأمين الخط الدولي من الحدود السورية التركية، وصولا إلى نظيرتها السورية الأردنية، وإعادة حركة التجارة والترانزيت لتأمين موارد للنظام".

وحول موافقة النظام السوري على الهدنة الروسية، أشار إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد "لا يملك من أمره شيئاً سوى ما تمليه عليه موسكو، وبما أنّ الرغبة جاءت بوقف إطلاق النار حفاظاً على التفاهمات مع تركيا، فهو لم يكن ليملك حق الاعتراض على ذلك رغم تقدمه على الأرض وفي الميدان".

وشدّد على أنّ "ما يهم تركيا، في هذا السياق مختلف عما يهمّ روسيا والنظام"، موضحاً أن "أنقرة تريد وقف القصف وعدم تدفق اللاجئين والنازحين إلى حدودها وتأمين بعض الصفقات التجارية والعسكرية مع موسكو، ولا سيما صفقة طائرات "السوخوي 57" التي ربما تكون بديلا عن الطائرات الأميركية".

وأضاف: "أمّا موسكو فهي معنية بتوسيع سيطرة النظام وتعزيزها على خط الترانزيت الدولي من شمال سوريا إلى جنوبها، وتأمين هذا الخط من خلال السيطرة على المدن المجاورة له".
وحول موقف الفصائل بإدلب من الهدنة، لفت إلى أنّها "أصبحت منهكة جراء القصف المستمر منذ أشهر، وترى فيها فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة تنظيم الصفوف بانتظار الجولة المقبلة من المواجهات مع قوات النظام وحلفائه". 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق