مع تفاقم أزمة "الإسلاموفوبيا" في المملكة المتحدة ودولاً غربية عدة، نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقالاً تحدث من خلاله عن الوضع الذي يعيشه المسلمون في بريطانيا، والذي ينذر بوقوع كارثة.
وقال كاتب المقال محمد أمين، إنه منذ انضمامه إلى حزب المحافظين البريطاني في سنة 1983، واجه خلافات سياسية مع الأشخاص الثمانية الذين تعاقبوا على قيادة الحزب، وهو ما يعتبره أمرا طبيعيا، إلا أنه يرى أن بوريس جونسون غير مؤهل ليتولى منصب الزعيم لسببين رئيسيين:
ويتمثل السبب الأول في أنه يشبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يكترث بالتمييز بين الحقيقة والباطل. أما ثانيا، فهو لا مبال بالضرر الذي يلحقه بالآخرين طالما أن هذا الأمر يضمن ارتقاءه السلم المهني. تتجسّد هذه الحقيقة في مقاله الذي نشره قبل سنة من الآن حول النساء المسلمات اللائي يرتدين البرقع، والذي أدى إلى تعرض هاته النساء للاعتداء اللفظي والجسدي في الشوارع.
وأفاد الكاتب بأنه إثر مشاركة أفكاره حول جونسون خلال الشهر الماضي، حاول حزب هذا الأخير ممارسة الضغط على المنتدى الإسلامي المحافظ ليطرده. وعقب الإعلان عن انتخاب جونسون كقائد في 23 تمّوز، قدّم استقالته على الفور من حزب المحافظين؛ نظرا لأنه يرفض أن يكون تابعا لشخص يعتقد أنه لا يصلح لتولي المناصب القيادية.
وفي سياق متصل، أكد الكاتب أنه تلقى أسئلة من قبل العديد من الصحفيين عما إذا كان يعتقد أن جونسون يعاني من الإسلاموفوبيا، إذ اكتفى بالقول إن جونسون غالبا ما يتحدث بطريقة غير متسقة، إلى درجة تجعل من الصعب على المرء التأكد من طريقة تفكيره.
وعلى الرغم من مزاعم جونسون مساهمتَه في كتابة التاريخ، بيد أنه يظهر جهلا كبيرا بتاريخ المسلمين، حيث تتناول مقالته تفاصيل تتناسب مع الصورة التي يرغب في رسمها، مستشهدا بالتعليقات المشوِهة لصورة الإسلام التي صرح بها البابا بنديكت السادس عشر في محاضرته في ريغنسبورغ.
وأورد الكاتب أن جونسون استند إلى وجهة النظر المذكورة في كتاب محمد وشارلمان، الذي نُشر في ثلاثينيات القرن العشرين من تأليف المؤرخ الفرنسي هنري بيرين لتأليف كتابه الخاص، حيث يدعي من خلاله أن المسلمين يفتقرون إلى الاهتمام بالمعرفة، كما أنهم ظلوا متخلفين على الدوام.
ونوّه الكاتب بأن أسلوب جونسون في الكتابة يقوم على لغة منمّقة ومسلية، ما يجعل من كتاباته خطيرة للغاية، إذ سيكتسب البريطانيون الذين يطالعون كتابه بهدف الاطلاع على التاريخ الإسلامي صورة خاطئة تماما، من المحتمل أن تؤدي إلى اتخاذهم مواقف معادية للمسلمين.
وأضاف الكاتب أنه بشكل عام، لا يتضمن حزب المحافظين البريطاني سوى ثلاثة نواب مسلمين مقابل 12 نائبا في حزب العمال. وفي الانتخابات العامة لسنة 2017، صوت 11 بالمئة من المسلمين لصالح حزب المحافظين، في حين منح 85 بالمئة أصواتهم لصالح حزب العمال.
كنتيجة لذلك، وفي ظل وجود عدد أقل من المسلمين داخل حزب المحافظين، سيصبح أعضاء الحزب عموما أقل عرضة للتعامل مع الزملاء المسلمين، ما يدفعهم إلى الانزعاج في وجود المسلمين، كما يجعل هؤلاء أقل رغبة في الانضمام إلى حزب المحافظين.
وختم الكاتب مشيراً الى أن كسر هذه التعليقات السلبية يستدعي من المسلمين الحزم الشديد. ومن هذا المنطلق، ينبغي أن يرتكز اختيارهم للحزب السياسي الذي يرغبون في الانضمام إليه على سياساته العامة، بقطع النظر عن وجهة نظر الحزب عن المسلمين.
