هل باتت أوروبا ساحة مناورات كلامية أميركية بشأن إيران؟

هل باتت أوروبا ساحة مناورات كلامية أميركية بشأن إيران؟
هل باتت أوروبا ساحة مناورات كلامية أميركية بشأن إيران؟
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استعداده للحديث مع نظيره الإيراني حسن روحاني، لكن من دون أن يستبعد أن تلجأ واشنطن إلى الخيار العسكري ضد طهران.

وكانت الإدارة الأميركية قد انسحبت من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية الست مع إيران، وأعادت واشنطن فرض العقوبات بحق طهران بسبب برنامجها الصاروخي والنووي. واستعر التوتر بين البلدين قبل نحو شهر حينما أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" وقاذفات استراتيجية من طراز "بي52" إلى الشرق الأوسط، كما أعلنت نيتها إرسال 1500 جندي إلى المنطقة.

ترامب أجاب ردّاً على سؤال للتلفزيون البريطاني عما إذا كان يعتقد أنه بحاجة لاتخاذ عمل عسكري "الإحتمال وارد دائماً. هل أريد ذلك؟ لا. أفضل ألا يحدث ذلك ولكن هناك احتمال وارد دائما"، وقال عندما سئل عما إذا كان مستعدا للحديث مع روحاني "نعم بالطبع. أفضل التحاور دائما".

مناورات كلامية مع إيران، يطلقها ترامب من بريطانيا، محطته الأولى في زيارته لأوروبا التي تشمل إيرلندا وفرنسا، في أثناء ذلك يعكف سفير واشنطن لدى الاتحاد الأوروبي على تعزيز تحالف بلاده مع الشركاء الأوروبيين اتجاه طهران.

يقول سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي جوردون سوندلاند: "الرئيس ترامب لديه أسلوب رائع، إنه صريح للغاية، وهو جد متحمس في بعض توصيفاته، لكن الرئيس يدرك أن العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هي علاقة حلف لا يتزعزع. إنه يفهم ذلك، لقد جاء إلى أوروبا، إنه يحب أوروبا، ويحب شعوب أوروبا".

كلام السفير مشبع بالمجاملات الدبلوماسية، خاصةً وأنّه كان برفقة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني حينما تحدث لـ"يورونيوز"، ولا يمكنّ بحال من الأحوال أن يردم كلامُ سوندلاند الفجوة بين الموقفين الأمريكي والأوروبي بشأن الملف الإيراني.

السفير سوندلاند يضيف قائلاً: "أعتقد أن كلانا لهما طرق مختلفة في التعاطي، ولكن في نهاية الأمر نريد كلانا تحقيق النتائج ذاتها، كلانا يريد عالما مسالمًا، لا نريد أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً، ولدى كل منا مقارباته الخاصة للوصول إلى هذا الهدف".

الاتحاد الأوروبي، يتبنى موقفاً يختلف عن الموقف الأميركي بشأن الاتفاق النووي مع إيران، فالتكتّل لا يزال متمسكاً بالاتفاق، ويتحفظ على العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، لكن واشنطن وبروكسل يتفقان بشأن ضرورة تجريد إيران من إمكانية امتلاك السلاح النووي، وهو ما عبّرت عنه مسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي.

موغيريني قالت بدورها لـ"يورونيوز": "أعتقد أنّنا نشترك (مع الإدارة الأميركية) في المنطلقات، ربما لدينا مقاربات مختلفة اتجاه بعض القضايا، مثل الإتفاق النووي الإيراني، لكن الغرض من عملنا، نحن والأميركيون هو نفسه".

وكانت موغيريني قالت منتصف شهر أيار الماضي: إنّ الإتحاد يدعم تنفيذ الإتفاق النووي الدولي مع طهران دعماً كاملاً ويريد من القوى المتنافسة تجنب أي تصعيد آخر بشأن القضية، واستطردت: "سنواصل دعمه (الاتفاق النووي) قدر ما نستطيع بكلّ الوسائل وبإرادتنا السياسية".

يجدر بالذكر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال يوم الأحد الماضي ردّاً على عرض الولايات المتحدة الدخول في محادثات مع إيران دون شروط مسبقة إنّ واشنطن هي التي غادرت مائدة التفاوض وعلى الطرف "الذي غادر مائدة التفاوض وخرق المعاهدة أن يعود دولة طبيعية. وإلى أن يتمّ ذلك ليس لنا أيّ خيار سوى المقاومة"، حسب تعبيره.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى