بعد هزيمة تنظيم "داعش" على أيدي "قوات سوريا الديمقراطية" في الباغوز، لفت موقع "آسيا تايمز" في تقرير الى الجهود التي تبذلها "سوريا الديمقراطية" للحفاظ على مكتسباتها.
وذكر التقرير الذي يتحدث عن مستقبل منطقة شرق سوريا بعد الهزيمة انه "قبل فترة طويلة من خسارته الباغوز، القرية الأخيرة التي كان يسيطر عليها، كان داعش يحضر لمرحلة ما بعد "الخلافة" بتجنيد خلايا نائمة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ومناطق أخرى، بعدما أظهر التنظيم الإرهابي قدراته في تكتيكات التمرد."
وفي الوقت نفسه، تكافح قوات سوريا الديمقراطية لتأمين عشرات آلاف من عناصر داعش ومؤيديهم، قبل أن تبدأ جهود المصالحة، وإعادة الإندماج في المنطقة. وإذا غاب الانتباه لهذه القضايا، فإن تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في شمال شرق سوريا، سيبقى محور شكوك بصرف النظر عمن يسيطر على الأرض.
ولاحظ الموقع لجوء داعش إلى هجمات سريعة والفرار في شمال شرق سوريا، في تصاعد، بما في ذلك استخدام متفجرات من صنع محلي. وأُفيد بشن الخلايا النائمة عمليات ابتزاز واغتيال على حواجز ليلية.
ولم تُعرف أعداد هذه الخلايا، لكن قادة قوات سوريا الديمقراطية يخشون أن تكون لدى داعش شبكة واسعة في أنحاء شرق سوريا، مع انطلاق عملاء مدنيين في التخابر مع التنظيم.
وعدّد رئيس أركان قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أخيراً أولويات المرحلة التالية من القتال ضد "داعش"، بما في ذلك القضاء على الخلايا النائمة، والتعامل مع آلاف المعتقلين، واجتثاث إيديولوجيا داعش، لكنه لم يقدم سوى القليل من التفاصيل.
وتنفذ قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة من التحالف الدولي، عمليات عسكرية واستخباراتية لتحديد واستئصال الخلايا السرية، بدعم من مخبرين محليين.
ولكن السرية التي يحيط بها داعش نشاطه، وفقدان الثقة والاستياء من الهيمنة الكردية على قوات سوريا الديمقراطية، تعقد جهود مكافحة الإرهاب.
ولفت إلى أنه فضلاً عن آلاف الناشطين من داعش الذين اعتقلوا في الأشهر الأخيرة، بمن فيهم مئات المقاتلين الأجانب، أسرت قوات سوريا الديمقراطية في الباغوز، 5 آلاف مقاتل و55 ألف مدني، تربط كثيرين منهم بداعش.
وأغرقت هذه الأعداد مراكز الاعتقال الرسمية، ما أرغم قوات سوريا الديمقراطية على وضع المئات من ناشطي داعش المعتقلين في مخيمات ومدارس تفتقد إلى مقومات الأمن الضروري.
وبمساعدة التحالف الدولي، تعمل قوات سوريا الديمقراطية على تسييج هذه المنشآت، وتضع عوائق في الشبابيك وتزيد من حراس الأمن لمنع فرار جماعي من هذه السجون.
وخلص الكاتب إلى أن لا قوات سوريا الديمقراطية، ولا الجماعات السورية قادرة على إدارة حملة التمرد المضاد بنفسها. وأن من شأن تجاهل إلحاح خطة طويلة الأمد، بما فيها دعم متزايد للمقاتلين على الأرض، أن يتيح لداعش الاستمرار في زعزعة استقرار سوريا، ومنع تعافي وتنمية البلاد، وبالتالي تقويض المنطقة والعالم.