وناشد البابا الزعماء بالحفاظ على السلم واحترام الهدنة الذين وقّعوا عليها، وتعهّدهم بتشكيل حكومة وحدة وطنية في الشهر المقبل. وقال البابا: "أطالبكم كشقيق أن تحافظوا على السلم. أسألكم من قلبي، لنتقدم... دعونا ننجح ونحل المشاكل". وقد بدا الزعماء في حالة من الدهشة الكبيرة لرؤيتهم البابا ينحني لتقبل أقدامهم. وكان البابا قد وصف منذ أيام الاجتماع بأنه "خلوة روحية".
وفي وقت سابق أيضاً، قال وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين للصحافيين إنّ الزعماء الذين سيشاركون في الإجتماع هم الرئيس سلفا كير والنائب الأوّل له، زعيم المتمردين سابقاً، ريك مشار والنواب الأربعة الآخرون للرئيس. وأضاف بارولين: "نعلم أنّ البابا يريد الذهاب إلى هناك ونعلم أن الموقف تحسن قليلاً، خصوصاً بعد توقيع الإتفاق وأيضاً بسبب حسن نوايا الناس المنخرطين في هذا الأمر".
وانزلق جنوب السودان، الذي استقل عن السودان في عام 2011، إلى أتون الحرب الأهلية في كانون الأوّل 2013 حين تسبب خلاف بين كير ومشار، الذي كان حينها نائباً للرئيس، في اندلاع قتال على أساس عرقي.
ووقع الجانبان في أيلول اتفاقاً لتقاسم السلطة يدعو إلى تدريب وتوحيد قوات الفصائل الرئيسية في جيش وطني قبل تشكيل حكومة وحدة الشهر القادم. لكن ذلك لم يحدث. وألقت الحكومة باللائمة على نقص التمويل من المانحين.
وقال بارولين على هامش مؤتمر عن الحريات الدينية بالسفارة الأميركية في الفاتيكان: "ستكون لحظة روحانية، وقبل كل شيء، ستساعد في توعيتهم بالمسؤوليات التي تقع على عاتق الساسة والسلطات".
والزعماء الستة مسيحيون، كما أنّ أكثر من نصف سكان جنوب السودان مسيحيون. أما السودان فغالبية سكانه من المسلمين. وقُتل نحو 400 ألف شخص ونزح أكثر من ثلث سكان جنوب السودان، البالغ عددهم 12 مليون نسمة، بسبب الحرب الأهلية التي تخللتها العديد من جولات الوساطة التي كان يتبعها تجدد القتال.