اشارت صحيفة "الأوبزرفر" في مقال بعنوان "سقطة ولي العهد السعودي بعد مقتل خاشقجي عبرة للمستبدين"، الى إن محاكمة 11 متهما في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بدأت في الرياض الأسبوع الماضي ثم تم تأجيل الجلسة على عجل. ولفتت الى إن نتيجة المحاكمة قد تكون محسومة، ولكن إجراء المحاكمة ذاته يعد تقدما نوعيا، حيث يشير إلى أن دولة "استبدادية وغير ديمقراطية مثل السعودية" ليست محصنة من الآراء الدولية ويمكن إجبارها، في الحالات القصوى، على احترام حق الإنسان في الحصول على العدالة.
ورأت أن قضية خاشقجي تمثل درسا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان "الذي يعتقد على نطاق واسع أنه الذي أمر بمقتل خاشقجي في تشرين الأول الماضي". ولفتت الى أنه حتى مقتل خاشقجي كان الأمير بن سلمان في ذروة نجاحه، يخطب وده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويحظى بالثناء في الداخل للإصلاحات المحدودة التي أجراها في الداخل، كما يحظى بهيبة في المنطقة إثر شن حرب في اليمن وإصراره على مواجهة إيران. واعتبرت أن سقوط بن سلمان من ذروته كان سريعا، وأن التحول السريع جاء مناقضا للتصور السائد عن صعود "الرجال الأقوياء"، ممتطين أمواج النزعة القومية والنزعة اليمينية. واضافت أن المسارات السياسية المتطرفة التي جعلت بعض الساسة يجمحون إلى اليمين بدأت في التغير.
وتابعت الصحيفة البريطانية إن الأمر ذاته ينطبق على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي تمكن العام الماضي من إزالة كل القيود التي تكبح جماح سلطته. ولكن الآن يوجه له اللوم الآن في الكثير من المتاعب التي تشهدها البلاد، ومن بينها التراجع الاقتصادي والفساد واستغلال السلطة. ولفتت الى أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المعادي للهجرة والمهاجرين والمعارض للاتحاد الأوروبي، يعد أيضا مثالا على تغير الأحوال بالنسبة للـ "الرجال الأقوياء". وما زال أوربان رئيسا لوزراء المجر، ولكن سياساته، خاصة سياساته الخاصة بالأجور وحقوق العمال تتعرض لانتقادات.