شدد مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة، جوي هود، على أنه يجب خروج القوات الأجنبية من ليبيا.
وقال هود لـ”العربية ـ الحدث” الجمعة، “نريد إجراء انتخابات ليبية في موعدها”. كما أضاف أن “ليبيا دولة فاشلة منذ عام 2011 تقريباً”، لافتاً إلى أن “لدينا شبكة لمكافحة الإرهاب في ليبيا”.
إخراج المرتزقة
تفصيلاً، فإن المسؤول الأميركي قال إن “النقطة الرئيسية للضغط هنا هي أن الشعب الليبي قد اجتمع للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، على سبيل المثال. اختلفنا في الكثير من الأمور، لكننا متفقون على ضرورة مغادرة القوات الأجنبية، لذلك رأيتم ذلك في 23 أكتوبر من العام الماضي عندما أصدر منتدى الحوار السياسي الليبي واللجنة العسكرية 5+5 اتفاق وقف النار وإخراج جميع القوات الأجنبية وما يقصدونه هو كل سوري وتشادي وأتراك وروس وكل واحد”.
كما أضاف أن إخراج المرتزقة “أصبح أكثر إلحاحاً فقط، كما رأيت ما حدث مع رئيس تشاد من المتمردين الذين كانوا في جنوب ليبيا. لقد صدم هذا العالم حقاً كما صدم الليبيين أنفسهم. لهذا السبب رأيت وزير الخارجية، رئيس الوزراء، يخرج بشجاعة ويقول مراراً وتكراراً (فليخرج الجميع)، ونحن ندعمهم”.
وبخصوص مرتزقة تركيا، أكد جوي هود أن “أنقرة مستعدة للمضي قدماً طالما أن الآخرين مستعدون للمضي قدماً أيضاً. وهكذا، نحن بحاجة إلى نوع من المواقف التي تراقبها الأمم المتحدة حيث يمكن لكل جانب التحقق من أن الطرف الآخر يتخذ أيضاً خطوات لإخراج مقاتليه”.
كما تابع، “لذلك نحن نتحدث مع حلفائنا في تركيا وآخرين في أوروبا أيضاً، وفي الأمم المتحدة لمعرفة كيف يمكن القيام بذلك، لأنه من الواضح أن الليبيين يريدون ذلك في أقرب وقت ممكن. ونريد أن نرى الانتخابات تجري في 24 ديسمبر حتى تتمكن حكومة جديدة من تولي السلطة ثم تقرر ما هي علاقات التعاون الأمني التي ترغب في إقامتها مع حلفاء الناتو مثل تركيا، أو مع روسيا أو مع اليونان أو الولايات المتحدة أو مصر ومع أي دولة حول العالم كما تريد أي حكومة ذات سيادة أن تفعل”.
الانتخابات والشعب
أما بخصوص الانتخابات، فقال مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة إنه “قبل كل شيء تحتاج (ليبيا) إلى الوصول إلى انتخابات يثق بها الشعب ويؤمن بها حتى تتمكن الحكومة التي تتولى السلطة بعد ذلك من حكم البلد بأكمله بشرعية”.
وأوضح أنه “بعد ذلك، بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة وحلفاء آخرين، يمكنهم المساعدة في استقرار البلاد ولدينا الخبرة الجيدة في بلدان مثل العراق، التي أهلكتها التنظيمات الإرهابية مثل داعش، حيث يمكننا إعادة بناء البنية التحتية الحيوية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية. وليبيا محظوظة لأنها لا تضم عدداً كبيراً من السكان ولديها موارد لذا فهي ليست دولة فقيرة ومعدمة”.
لكن المسؤول الأميركي الذي اعتبر أنه “يمكن القول إن (ليبيا) دولة فاشلة من حيث الحكم”، أبدى تفاؤله بقدرة ليبيا على تمويل إعادة إعمارها و”لهذا السبب نضغط بشدة من أجل خروج القوات الأجنبية وإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، والبدء في إعادة بناء البلاد”.
سوريا والأسد
إلى ذلك تطرق جوي هود إلى الملف السوري، مؤكداً أنه من المهم تقديم المساعدة للشعب السوري.
وأوضح قائلاً، “نحن لا نتحدث عن تغيير النظام في دمشق، ما نحن بصدده هو عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة ستؤدي إلى حكومة سورية تمثل شعبها تمثيلاً كاملاً وتهتم بأهلها، ولا تعذبهم، ولا تضعهم في السجن بسبب آرائهم السياسية، ولا تمنعهم من المساعدة، ولا تسقط البراميل المتفجرة عليهم كما فعل نظام الأسد”.
كما شدد على أن “هذا هو نوع الحكومة التي نبحث عنها جميعاً والتي أعتقد أن السوريين يتوقعونها. لهذا السبب ندعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة”.
إلا أنه استطرد قائلاً، “هل الفرص جيدة جداً؟ لا يبدو الأمر كذلك الآن لأن بشار السد لا يأخذ الأمر على محمل الجد. لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نستسلم. نحن بحاجة إلى المحاولة بكل طريقة ممكنة، جنباً إلى جنب مع حلفائنا لدفع سوريا في هذا الاتجاه، وهذا ما يستحقه الشعب السوري”.