وكشفت نيويورك تايمز أن الرئيس ترامب لم يدفع سوى 750 دولارا فقط من ضرائب الدخل الفدرالية في عامي 2016 و2017، بعد الإبلاغ لسنوات عن تكبد مشروعاته التجارية خسائر فادحة كي يحدث توازنا مع إيراداته التي بلغت مئات الملايين من الدولارات.
ونفى ترامب صحة هذا التقرير خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، ووصفه بأنه "أخبار كاذبة تماما". وبرر عدم كشفه عن سجله الضريبي باستمرار وكالة الضرائب الأميركية في تدقيق ومراجعة هذه السجلات.
ويخوض ترامب حاليا معركة قضائية مع ممثلي الادعاء في مدينة نيويورك والديمقراطيين بالكونغرس الذين يسعون للحصول على إيراداته.
الجمهوريون: لا تعليق
وجدير بالذكر أن القانون الأميركي لا يفرض على الرؤساء أو المرشحين نشر تفاصيل بياناتهم المالية؛ إلا أن كل الرؤساء منذ بداية سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون قاموا بهذه الخطوة.
واختفت أي تعليقات على قضية ضرائب ترامب من حسابات قادة الكونغرس الجمهوريين الذين اختاروا تركيز جهودهم للترويج للقاضية إيمي باريت، التي رشحها ترامب لشغل المقعد الشاغر بالمحكمة العليا.
أما الديمقراطيون، فقد ركزوا على تهمة تهرب ترامب الضريبي، وطالبوا الرئيس بالكشف عن تفاصيل حساباته المالية للشعب الأميركي.
من جانبها، سخرت ألكسندرا أوكاسيو كورتيز، النائبة الديمقراطية بمجلس النواب، وغردت تقول "خلال عامي 2016 و2017، دفعتُ آلاف الدولارات سنويا كضرائب عن دخلي من العمل كنادلة في مطعم، في حين دفع ترامب 750 دولار. لقد ساهمت النادلات والمهاجرون غير الشرعيين بأكثر مما ساهم به ترامب. لم يهتم دونالد ترامب ببلدنا مطلقا.. فقط يهتم بنفسه ومصالحه، رئيس محتال".
تأثير مشروط
وتحدث جورج كوجر، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة ميامي بولاية فلوريدا، للجزيرة نت حول هذه التطورات، حيث قال "إن من شأن هذه المعلومات أن تؤثر بصورة كبيرة فقط إذا انتشرت على نطاق واسع بين ناخبي ومؤيدي الرئيس ترامب".
من جانبه، أشار جيفري كاباسيرفس، المؤرخ ومدير الأبحاث بمعهد نيسكمان، إلى أنه لا يتصور أن تؤثر هذه التطورات على حظوظ ترامب الانتخابية.
وقال كاباسيرفس "لا أتصور أن كشف نيويورك تايمز المتعلق بضرائب ترامب سيغير قناعات الناخبين في الرئيس ترامب، لا تهتم الفئات المؤيدة للرئيس ترامب بقضية ضرائبه، ولا بفشله على المستوى الشخصي والأخلاقي، هذا لن يغير من إيمانهم بترامب على الإطلاق".
وأشار ستيفن روجرز، عضو لجنة المستشارين في حملة الرئيس ترامب، إلى أن هذه التقارير المعادية للرئيس ترامب قد يكون لها تأثير عكسي وتضر بالديمقراطيين.
وقال روجرز "إن هذه المسألة لن تؤثر على استراتيجية حملة الرئيس ترامب، وليس هناك ما يخفيه.. لقد كان موقفه ثابتا وواضحا طوال الوقت حول حقيقة أن موارده المالية تخضع للمراجعة. القضية لا تستحق كل هذا الإزعاج الذي تسبب فيه الديمقراطيون، وسيؤثر ذلك بلا شك عليهم في النهاية".
أسطورة رجل الأعمال
إلا أن جورج كوجر يرى أن أهمية تقرير نيويورك تايمز أنه ينبع من "تسليط الضوء على ضعف ترامب أمام النفوذ الأجنبي، سواء بسبب ديونه الشخصية الكبيرة أو لأن شركاته تلقت تدفقات كبيرة من الإعانات الخارجية، وهذا يحطم أسطورة كونه رجل أعمال ناجح؛ لأنه في الحقيقة مفلس ومديون بشكل يائس".
وأردف بالقول "رغم ذلك من غير الواضح إلى أي مدى ستنتشر هذه المعلومات، وتصل إلى جميع مؤيدي ترامب أو تؤثر على أصواتهم".
ويتوقع أن تتطرق المناظرة الرئاسية الأولى، التي ستجمع ترامب وجو بايدن في جامعة كيس ويسترن بولاية أوهايو إلى قضية ضرائب ترامب.
ولم يعلق محاور المناظرة كريس والاس على أنباء تقرير تهرب ترامب الضريبي في حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.